الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يكون السيسى وماذا يريد؟

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2022 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


إلى أيام الأتيليه ، إلى سكندريتنا المغدورة
أدمى قرار هدم الأتيليه قلوب السكندريين، ولم يمر مرور الكرام ، كم كان عزيز ذلك المكان ، ذكريات أجيال وأجيال، لكن الواقع أنه لم يكن أول الضحايا ولن يكون الأخير، فقبل ذلك حجب رجال السيسى الشواطئ بكباريهم وأسوارهم الحديد وهدمو مسرح السلام ، فعلوا ذلك فى كل مكان ، هدموا قصر أندرواس باشا بالأقصر وجبانة المماليك وسوق العنبريين بشارع المعز وقبر أحمد لطفى السيد باشا وقبر أحمد عبود باشا وقبر محمد التابعى وقبر إبن خلدون وفيلا زينب هانم الوكيل وفيلا شيكوريل وفيلا أم كلثوم و سينما فاتن حمامة آخر الضحايا قبل أيام ، والكثير مما لم نعرف عنه والكثير مما ينتظر فى طابور الإعدام، إستهداف ممنهج لميراث مصر الثقافى لاتخطئه عين ، إستهداف يثير تساؤلاً لامفر منه ، من يكون السيسى وماذا يريد؟
إنه من الطبيعى أن يثير هذا التساؤل كل التساؤلات ، لماذا أضاع النيل شريان الحياة ، لماذا أضاع الغاز أمل الأجيال ، لماذا أهدر الأموال فى العاصمة الإدارية الصحراوية ، لماذا شوه القاهرة والإسكندرية ، عواصم مصر التاريخية ، بالكبارى والجسور ، لماذا يخطف المصريين من البيوت والمطارات ويتركهم فى السجون بلا محاكمات ، لماذا يتراجع أمام كل تحدى ، لماذا يترك أردوغان فى ليبيا ، ولايشهر بعض أسلحته الكثيرة فى وجه آبى أحمد ، لماذا يدمر الإقتصاد ويضعه فى يد الجيش ، لماذا يفرض الإتاوات ويهدم البيوت ويهجر السكان ، لماذا يحاصص السلفيين والأزهريين ، بينما يتحدث عن الإصلاح ، لماذا يبعد المثقفين ويقرب الجهلاء، لماذا السفه والإسراف فى مؤتمرات الشباب بينما الشباب فى السجون ، سيل لانهائى من التساؤلات؟
إختلف المصريون مع ناصر والسادات ومبارك ، ثاروا على ناصر فى 1968 بسبب النكسة ومحاكمات الطيران ، وعلى السادات فى 1977 بسبب إرتفاع الأسعار ، ثم إغتاله قطاع منهم بسبب سبه لأحد مشايخهم فى 1981م ، وإختلفوا مع مبارك وثاروا عليه فى يناير 2011 بسبب التوريث ، لكنهم لم يثيروا أبداً ذلك التساؤل المخيف ، من يكون السيسى وماذا يريد ، لقد ظل هؤلاء فى ضمير الناس حكام مصريين أخطأوا وأصابوا ، أحبهم البعض وكرههم البعض ، كما أنهم أيضا قد أحبوا المصريين حتى ولو لم يخلصوا فى خدمتهم كل الإخلاص ، فلاشك أنهم قد كانوا يعتقدون أنهم يفعلون الصواب ، ولم يضعوا المصريين أبداً أمام تلك الحالة من الضياع واللا يقين التى وضعهم فيها رجل المخابرات السابق عبدالفتاح السيسى ، الذى فجأة أصبح رئيساً ، وفجأة ألغى الدستور ، وفجأة أصبح ديكتاتور وسيطر على حياة ومصير مائة مليون ؟
مصر اليوم فى كرب شديد ، ليس فقط من الجهد الإقتصادى وقهر فرعون التى إعتادت عليهما عبر العصور، مصر اليوم فى حالة شديدة من إنعدام اليقين ، لاتعرف من ذلك الذى يتحرك فى هدوء مثل الروبوت ، مشوه الهوية ، لايتكلم العربية ولايتكلم العامية ، يبنى أمام نيلها سد عملاق ، ويضرب بمعوله فى كل إتجاه ، لاتعرف من يكون وماذا يريد؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تقييم الحاله
على سالم ( 2022 / 2 / 1 - 05:25 )
لاشك ان مصر تعيش اسوأ الفترات والعنها على الاطلاق , مصر المسكينه تم ابتلاؤها بعصابه الضباط الاحرار منذ ثوره يوليو السوداء والى الان , هذه العصابه تتكون من اللواءات المجرمين القتله والبلطجيه واللصوص والهبيره والعربجيه , هذه عصابه منحطه اخلاقيا عديمه الضمير والمبدأ والتوحش والسفاله هو مبدأهم وحياتهم وجاءوا من قاع المجتمع المصرى ؟ لايوجد فرق بين السيسى التنبل ومبارك البقره والساداتى الحشاش وعبد الناصر الاغبر , كلهم يعانوا من الديكتاتوريه والجهل والغباء والتخلف العقلى والساديه والاجرام , السيسى لايعمل وحده , هو يعمل مع العصابه المجرمه من اجل القمع والاستبداد والتعذيب البشع فى السجون والمعتقلات , العصابه تعلم جيدا ان السيسى غبى وابله ولايجيد التحدث ولايعرف ان يكون جمله من خمس كلمات ويتهته فى الحديث ويسبب فضيحه مروعه لمصر فى العالم , اللواءات لايهتموا بهذه الاشياء طالما العائد المادى جيد وسخى والسرقات المنظمه واقل لواء منهم هو بليونير , اذن هذه معضله كبيره وحلها ليس سهل طالما ان الشعب يعيش فى وادى اخر لايحس ولايشعر ولايفهم


2 - الرد على الأستاذ على سالم تعليق رقم 1
عبدالجواد سيد ( 2022 / 2 / 1 - 07:34 )
لغز السيسى أكبر الألغاز أستاذ على ، طواغيت يوليو كان بهم شئ ما يربطهم ببلادهم ، قل شعرة تربطهم ببلادهم ، هذه الشعرة غائبة فى حالة السيسى ، إذن مازلنا نبحث عن إجابة ، تحياتنا
وشكراً على مروركم الكريم


3 - ضابط عسكري يريد ان يحكم مدى الحياة
منير كريم ( 2022 / 2 / 1 - 08:41 )
تحية للحضور الكريم
حكم عبد الناصر بشعارات الوحدة العربية وفلسطين ثم حلت الكارثة
حكم السادات بشعارات السلام والرخاء وفتح المجال واسعا للاسلام السياسي فانتهى
ومبارك كالساعة السويسرية لايقدم ولا يؤخر وتغولت اجهزة الامن بعهده واراد توريث السلطة فاسقطه الشعب المصري
وهذا السيسي يريد ان يحكم مدى الحياة تحت شعار الاعمار والتطوير العمراني فاغرق البلد بالديون وستفلس البلد وسيسقط هو ايضا
لكن الاسلام السياسي اسوء من كل السيئين
شكرا


4 - الرد على الأستاذ منير كريم تعليق رقم 3
عبدالجواد سيد ( 2022 / 2 / 1 - 09:41 )
السيسى حليف للسلفيين والأزهريين شركاء ثلاثين يونيو ، دولة السيسى دينية عسكرية ليست عسكرية فقط ، تحياتى


5 - تعقيب للتوضيح
عبدالجواد سيد ( 2022 / 2 / 1 - 10:33 )
التيار المدنى هو الغالب على ثورة يونيو ضد إستبداد الإخوان ، بالإضافة إالى التيار العسكرى والسلفى والأزهرى والشارع الغير مسيس الرافض لحكم الإخوان بالفطرة ، السيسى تحالف مع التيار السلفى الأزهرى وأقصى التيار المدنى تيار الأغلبية ووضعه فى السجون ، ولذا فكل من يتصور دولة السيسى عسكرية ضد الإسلام السياسى مخطىء ، دولة السيسى مزيج من
حكم العسكر والإسلام السياسى بأشكال سلفية أزهرية تقبل بقيادة العسكر وشكراً


6 - اقرار بلا مبالغة
هانى شاكر ( 2022 / 2 / 2 - 04:20 )

اقرار بلا مبالغة
_____

اتشرف بمشاركة استاذنا الكاتب بنشأة اسكندرانية ولنا ذكريات متطابقة بمدارس باكوس و مطعمها الشهير. ( الف ليلة ) …اذلك المشي في شوارع القاهرة و الجيزة و الاسكندرية في كل زيارة للوطن باحثا عما تبقي ، ان كان حائط او مبني او تمثال ، و اذرف دمعة و اقبل الطوب و الحديد

حزني عليكي يابلدي لا سقف له و لا قاع

….


7 - الرد على الأستاذ هانى شاكر تعليق رقم 6
عبدالجواد سيد ( 2022 / 2 / 2 - 05:39 )
الشرف لنا أستاذ هانى وشكراً على مروركم الكريم فى إنتظار غداً أفضل الأمل دائما موجود

اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ