الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمةً الخامسة والثلاثون للإتحاد الافريقي

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2022 / 2 / 1
السياسة والعلاقات الدولية


قمةً ساخنة تعقدها الدول المكونة للإتحاد الافريقي من أجل مناقشة قضايا الحرب والسلام والتنمية الإقتصادية والعلاقات الدبلماسية بين دول القارة والعالم الخارجي، وتأتي هذه القمةً الإستثنائية وسط تحديات ومهددات كتمت أنفاس افريقيا خلال السنوات الأخيرة؛ فمن أهم القضايا الموضوعة علي منضدة المؤتمريين إضافةً لما ذكر أعلاه مسألة إنتشار الفقر والنزوح وجائحة كورونا ومتحوراتها وعودة الإنقلابات العسكرية مما فاقم معاناة الشعوب خاصة في دول القرن والساحل وشمال افريقيا، وهذا الأمر مثير للقلق مع تنامي الجماعات الإرهابية مثل بوكو حرام علي طخوم الحدود بين نيجر وتشاد، وكذلك جبهة تحرير ماسنا بمالي وداعش بليبيا ومجموعات آخرى لا تقل خطورةً، وإذا لم يتم تتمكن الدول من تكوين حكومات فاعلة سوف يستمر تمدد تصاعد الصراع داخل تلك البلدان وعلي حدودها مع الدول الآخرى.

وسط كل هذه الملفات الشائكة يتوجب علي قادة قارة افريقيا إتخاذ مواقف شجاعة تجاه تنفيذ شعارها "حلول افريقية لمشكلات افريقيا" خاصةً مع تصاعدة وتيرة الإضطرابات السياسية والعسكرية داخل وخارج افريقيا مع النظر بـ"عين الإعتبار" لتمدد نزاعات عدد من الدول العظمى داخل القارة، والنموزج المالي والليبي حاضراً، ويُعتبر "الحل الافريقي الافريقي" محل تقدير دول القارة وشعوبها بينما تضعف هذه الفرضية عندما نشاهد ضخامة المشكلات وشح الإمكانيات وتأثيرات ذلك علي إتخاذ القرارات تجاه ما يحدث أو فرض حلول لأزمات تلك البلدان، ومع ذلك فان الخيار الأمثل للجميع هو تحمل مسؤلية إستعادة القارة، وإحكام إدارة شؤنها، وإنهاء ظاهرة الحروب الأهلية، وفتح بوابة السلام، وترسيخ قيم الديمقراطية والعدالة، وتحصين أمن حدود الدول، وتشكيل مسار جيد للحركة التجارية لتحسين الأوضاع الإقتصادية في عموم افريقيا، وكل هذا يتطلب أولاً إتخاذ خطوة نحو مناصرة قضايا الشعوب بالإنحياز لقضايا السلام والديمقراطية والعدالة الإجتماعية وتوطيد حرية الفكر والرأي، وأعتقد المجتمعات الافريقية قادرة علي صنع الإبداع في كل المجالات إذا أتيح لها مناخ ملائم للتفكير بهدوء بعيداً عن ضجيج السلاح.

القمةً الافريقية الخامسة والثلاثون تأتي والسودان يعيش وضع سياسي وأمني بالغ التعقيد، وبالتأكيد مسألة السودان لا تبعد عن قاعة إنعقاد القمةً الافريقية، وهنالك أطروحات كثيرة لحل المعضلة السياسية السودانية في مقدمتها مبادرة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة بخصوص الحوار بين السودانيين، المعادلة الأمنية تستوجب حل المشكلة السياسية وإنهاء ظاهرة تعدد الجيوش بتكوين جيش مُوحد طبقاً لترتيبات أمنية نصت عليها إتفاقية السلام، وهذه المسألة تحتاج لدعم من الإتحاد الافريقي في إطار تنفيذ شعار صنع الحلول الذاتية لكل المشكلات من داخل افريقيا، والسودان دولة تربط هذه القارة مع قارة أسيا عبر البحر الأحمر، وتُعتبر مفتاح العبور للشرق الأوسط، ولديها موارد كافية للتطور وتبادل المنافع مع كافة الدول الصديقة، وهنالك حاجة ماسة لتوفير الإستقرار فيها، ويجب البدأ بالعودة للعملية الديمقراطية وتنفيذ إتفاقية جوبا لسلام السودان وتشجيع الأطراف للتوجه نحو التنمية بالتعاون مع جميع المؤسسات الإقتصادية الافريقية والعالمية، وتحقيق ذلك يتطلب تنشيط دور الإتحاد الافريقي في حل قضايا السودان.

31 يناير - 2022م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟