الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجد للذكرى الرابعة والسبعين لوثبة كانون الثاني 1948!! وثبة الشعب العراقي المجيدة

صبحي مبارك مال الله

2022 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


في السابع والعشرين من شهر كانون الثاني -يناير / 2022 الجاري، مرت الذكرى السابعة و السبعين على وثبة الشعب العراقي الكبيرة التي أدت إلى إفشال المخططات الإستعمارية والرجعية والإقطاع سواء في داخل العراق أو في عموم الشرق الأوسط ومنها الدول العربية هذه المخططات والمشاريع ومنها مشروع الشرق الأوسط، الذي كان يكرّس التدخل في شؤون شعوب المنطقة، وربطها بالمعاهدات العسكرية، فكانت طفرة نوعية في تنظيم وتلاحم القوى الوطنية والديمقراطية ومقاومة شعبية ضد ماكان يرسم في الظلام من إنتهاك لحقوق الشعب المطالب بالإستقلال الناجز والحرية والديمقراطية. تناول العديد من الباحثين والدارسين والكتاب، موضوع الوثبة والخلفية والمنطلقات التي أدت إلى إندلاعها، وذلك لأهمية هذا الحدث في تأريخ الشعب العراقي بكل مكوناته. لقد مهدت الوثبة إلى الحراك الجماهيري التالي في سنوات مابعد الوثبة، حيث ألهمت المناضلين الدروس والعبر، للإستمرار في النضال من أجل التغيير الجذري والديمقراطية. لم تنطلق الوثبة أوائل كانون الثاني 1948 من فراغ، وإنما كانت هناك ممهدات ووضع سياسي وإجتماعي معقد يتسم، بالتدهور الإقتصادي وغلاء المعيشة ومضاعفة أسعار الخبز وحرمان الشعب من حرياته ومن حق التعبير وحرية حركة الأحزاب سواء العلنية أو السرية، حيث كان الشعب يئن تحت ثقل معاهدة 1930 الإسترقاقية بين العراق وبريطانيا، فالطبقة السياسية التي كانت سائدة في العهد الملكي تشابكت مصالحها مع مصالح النظام الرأسمالي البريطاني فكانت تدافع عن مصالحها من خلال بقاء الإرتباط ومن أجل حمايتها والحفاظ على مصالحها ولهذا سخط الشعب على إستمرار الإرتباط ببريطانيا، كما كانت بريطانيا مستعدة لوضع معاهدة جديدة بدلاً من معاهدة 1930 والتي كان من المفترض أن تنتهي في 1957. لقد أصبح من الضروري تجديد المعاهدة بمعاهدة جديدة تضمن تنفيذ المخططات، فلابدّ من وضع وزارة جديدة تكون اداة للتنفيذ، وتهيئة عقد معاهدة بين العراق والأردن بهدف تنفيذ المخطط البريطاني حول تقسيم فلسطين، ومن ثم تهيئة معاهدات أبعد وأكبر مع دول إقليمية وعربية ودولية فضلاً عن زج الآلاف من الوطنيين الأحرار في السجون . قد كان الحراك يتصاعد منذُ عام 1946 بالرغم من القمع وإستخدام سياسة الحديد والنار من قبل الحكومات السابقة ومنها حكومة أرشد العمري ، تخلى نوري السعيد عن رئاسة الوزارة لصالح جبر ليلعب بالورقة الطائفية بإعتبار صالح جبر شيعي ومقرب من البريطانيين، ومن إرتباطه بالشيوخ أشباه الإقطاعيين
قامت حكومة صالح جبر حيث كانت بالضد منها معارضة اجتماعية وسياسية، بإضعاف مقاومة الحركة الوطنية. وبدأت حكومة صالح جبر بإجراءات تعسفية ضمن إجندتها ومنها غلق الصحف وتعطيل الحركة الحزبية السياسية العلنية في 28 كانون الأول -ديسمبر 1947 دعا الوصي إلى إجتماع في القصر الملكي، بناء على إقتراح نوري السعيد ولم يتم دعوة رؤساء الأحزاب إلى هذا الإجتماع للبحث في تجديد المعاهدة 1930حسب طلب بريطانيا . في الثاني من كانون الثاني 1948 صرّح فاضل الجمالي ضد رؤساء الأحزاب وأتهمهم بتحريض الشعب، وبعد هذا التصريح تصاعد الحراك الجماهيري الظلابي والعمالي وخرجت التظاهرات حيث رفعت لافتات تشجب تصريح الجمالي وشارك في هذا الحراك الأحزاب اليسارية والحزب الشيوعي وتم توسيع لجنة التعاون الوطني وفي الفترة بين 8-15/كانون الثاني ذهب الوفد العراقي برئاسة صالح جبر وعضوية فاضل لجمالي ونوري السعيد إلى لندن للتفاوض وتوقيع المعاهدة الجديدة والتي سميت بمعاهدة بورت سموث على أسم ميناء بورت سموث وبتأريخ 16/01/1948 أعلنت شروط المعاهدة وهي 1- يلتزم العراق بتحالف وثيق مع بريطانيا 2- الإعتراف بالقواعد الجوية العراقية كوسائل ربط لمواصلاتها الأساسية 3- تعهد العراق بدعوة القوات البريطانية إلى أراضيه زمن الحرب أو التهديد بالحرب وأن يمدها العراق بالمساعدة والمرافق الأخرى 4 – إستمرار إستخدام القاعدتين الجويتين(الشعيبة والحبانية ) من قبل القوات البريطانية .
لقد حضر حفل التوقيع على المعاهدة الجديدة صالح جبر من جهة العراق وأرنست بيفن وزير خارجية بريطانيا . عند وصول خبر التوقيع إندلعت المظاهرات مع إضراب إستمر ثلاثة أياموخرجت تظاهرات طلابية في الأيام 16،17، 18، /1948 ثم خرجت مسيرة 20 كانون الثاني إشترك فيها العمال والفقراء والطلاب في العاصمة بغداد وتصدت لها الأجهزة القمعية من الشرطة والدوائر الأمنية وإطلقت النار على المتظاهرين مما إستشهد عدد من المتظاهرين وجرح سبعة عشر وتصاعد الموقف نحو العنف كما تصاعدت الحركة الإحتجاجية وخرجت الجماهير بكثافة إمتدت إلى المحافظات ، ومناظق الجنوب والشمال والفرات الأوسط وإرتبكت الحكومة والطبقة السياسية وإزداد خوفهما من الشعب ولهذا أعلن الوصي برائته من المعاهدة ودعوة الأحزاب العلنية في 21/01/1948 وفي 22/01 صرّح صالح جبر ضد الشعب ووضع حل إستخدام القوة ضد الجماهير، الوصي يتراجع ، وإنطلقت تظاهرات كبيرة وبحشود قوية وإرتفعت الهتافات تسقط حكومة صالح جبر، يسقط نوري السعيد، نحن مع الثورة الشعبية عاشت وحدة العمال والطلاب .وبعد عودة الوفد تصاعد الموقف أكثر فأكثر وكانت الذروة في السابع والعشرين من كانون الثاني 48 وهو يوم الإنتفاضة الأكبر ويوم الوثبة الأغر فكانت معركة الجسر الذي سُمي باسم جسر الشهداء لاحقاً وإستشهد المئات من الشهداء وبعد سيطرة التظاهرات على الموقف في جميع أنحاء العراق . قدّم صالح جبر إستقالته وسقطت الحكومة وقُبرت المعاهدة. لقد كانت الوثبة ملحمة للشعب العراقي وكانت عنوان لوحدة الشعب والتحدي والإصرار . لقد أعطت الوثبة شحنة للمعارك الوطنية اللاحقة حيث لازالت جذوتها قائمة بالرغم من مرور أربعة وسبعين عاماً على إندلاعها . لقد سجلت الوثبة العراقية الثورية في تأريخ العراق الدروس والعبر ومنها الطغاة لايمكنهم تحدي الشعب أو تمرير مايريدون . ستبقى ذكرى وثبة كانون خالدة إلى الأبد .عاشت الذكرى الرابعة والسبعين لوثبة الشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا