الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رهابر دوائر الدولة

اسماعيل موسى حميدي

2022 / 2 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



"رهابر" جمع رهبر ،والرهبر هو المقدس في أقرب معنى لغوي له،وما أكثر الرهابر في باحات حياتنا اليومية .
وفي وسط لجة الفساد المنغمس به العراق والذي يتحدث عنه الجميع ، كم تشعر بالاحباط وانت تسمع ان بلدك متقدم كل عام قوائم الفساد والخراب في العالم ،وعاصمة بلدك في تقارير سنوية متوالية تلتزم الثبات في المحافظة على مراكزها المتصدرة من بين دول العالم التي لاتصلح للعيش البشري ،بوقت انت في دولة نصف سكانها رجال امن ومسؤولون ومتحزبون واصحاب فصائل وتيارات ومفاخر وعشائر شامخة لها اول وليس لها آخر.
وفي لجة هذا الاحباد وبينما انت تراجع احدى دوائر الدولة
واذا بظروفك تضطرك بان تلجأ الى مدير هذه الدائرة او المؤسسة من مدير عام فما فوق ،لاستفسار او لمقابلة ،او لتظلم، خصوصا ان النظام الاداري في العراق ،هو روتيني ممل ويمثل اعلى درجات البيروقراطية في التعاملات ،هنا حتما عليك ان تؤمن بان مقابلة السيد المسؤول ليست باليسيرة،ففي الخطوة الاولى عليك ان تدخل لمكتبه المتجهم وتقف كأسرى الحرب بين يدي موظفي المكتب وهم خط الصد الاولى ،وبعد ان تنال شرف الموافقة تذهب الى خط الصد الثاني في الغرفة الداخلية الثانية المتخمة بموظفين من نوع اخر ،ثم خط الصد الثالث المعطر بالسكرتيرات،والذي ستطيل الانتظار فيه كثيرا حتى يصل في بعض الاحيان الى ساعات ،حتى يسعفك حظك بالولوج الى المكتب المعظم لصاحب السعادة وتمر بين آثاثه المرصعة بالديباج المحلى بسجاد الكاشان والتحفيات الفاخرة وهدايا باقات الورد ،حتى تقف بين يديه صاغرا متوسلا طالبا مرادك من باب مملكته المنيعة.
هل تعتقدون ان مواطنا قهورا بفعل الحرمات والفقر والتأسي بامكانه وبسهولة مقابلة رئيس مؤسسة أسست بدواع لانصافه كمؤسسة الشهداء مثلا او حقوق الانسان او السجناء السياسيين او ما شكل ذلك من وزير ووكيل وزير ومدير عام.
ماذا لو خرج مسؤول اي دائرة وجلس في ممر دائرته على كرسي وضيع يوقع بريده ويجيب على استفسارات المراجعين البسطاء ويتفاعل معهم .ويتقبل شكواهم بيسر ويتنقل بين حجرات دائرته يتابع عمل موظفيه وسير العمل فيها.
، لماذا يشعر مسؤول الدئرة عندنا بالفخامة والفخر والهيبة، من اين اتت له هذه الكرامة والكبرياء وما الذي صنعه في مضارب دولة الفساد والمفسدين. لماذا عند خروج مسؤول ما من مكتبه يسير بصورة مسرعة ويصطحب حاشية معه على يمينه ويساره، لماذا لقاءه والتحدث معه صعبا.
اتركوا ربطات العنق الايطالية واهجروا مكاتب الشيطان المفخخة بالمفاخر والكبرياء ،عودوا الى الله من طريق فقراء الناس ،واعيدوا لوطنكم السليب كرامته التي توزعت على حصصكم، اتركوالحاشية والمتملقين والمفاخر فالدوام ليس لغير لله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال