الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب في مواجهة سدنة الاستعمار الفرنكفوني-الفرانكوي

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2022 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن سدنة الاستعمار، من فرنكفونيين و فرنكويين، قد ضاقوا ذرعا بالتحولات التي يعيشها المغرب في علاقاته الدولية، و التي أصبحت تتوجه كرقم صعب في منطقة البحر المتوسط.
الفرنكفونيون كشفوا عن وجههم الاستعماري المشوه الذي طالما أخفوه بمساحيق رخيصة و منتهية الصلاحية، و كان استقبالهم لممثل الكيان الوهمي بمثابة القشة التي كسرت ظهر البعير.
و قد سار الفرنكويون على نهجهم، حينما أصروا على لوك و اجترار موقفهم الاستعماري تجاه قضيتنا الوطنية الأولى، و أصروا على معاندة الجغرافيا في سبتة و مليلية و حدودنا البحرية .
الصورة واضحة بما فيه الكفاية و أكثر، اليوم، و لا داعي لإخفاء الشمس بالغربال ! هناك تنسيق واضح بين الطرفين الاستعماريين لمحاصرة المغرب، خصوصا بعد الاختراق الذي حققته الديبلوماسية المغربية لوسط أوربا (مجموعة فيسجراد)، و التطورات غير المسبوقة في العلاقات المغربية-الألمانية بعد طي صفحة ميركل (الفرنسية) و وصول المستشار الجديد (أولاف شولتس) الذي يمتلك رؤية مغايرة لموقع ألمانيا في أوربا، و خصوصا علاقتها بفرنسا التي تعيش برودا غير مسبوق، حيث لم تعد الحسابات البنكية الألمانية مفتوحة لفرنسا تمول من خلالها ما تطلق عليه واهمة المشروع الأوربي المستقل عن الأطلسي !
الفرنكويون استغلوا هذا التحرك الفرنسي لكبح جماح المغرب، و أعلنوا الانخراط فيه بدون شروط مسبقة، ظنا منهم أنها الفرصة المواتية لمواجهة المغرب في شراكة مع كيان استعماري قديم قادر على إحداث التأثير !!!
أكيد، لو حدث هذا التحول في الموقفين، الفرنسي و الإسباني، قبل انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوربي و الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، و توقيع الاتفاقيتين، الأمنية و العسكرية، مع إسرائيل، و الإعلان عن الانخراط في مشروع الحزام و الطريق الصيني... لو حدثت هذه التحولات قبل تحقيق المغرب لهذه الإنجازات في علاقاته الدولية، لكان لها الأثر المدمر و لدشنت لمرحلة من التراجع للموقف المغربي. لكن، دعونا نكون صرحاء و نؤكد أن الطرفين الاستعماريين يحملان مسدس أطفال من البلاستيك و يلعبان دورا كوميديا على طريقة شارلي شابلان ليس إلا ! و المغرب، اليوم، أكبر من أن تثيره - بله أن تهدده- أطراف استعمارية أكل عليها الدهر و شرب ! المغرب، اليوم، قوي بعلاقاته الدولية القوية، و يدعم موقفه بإنجازات في الميدان، و ما على الاستعماريين إلا أن يختاروا يين علاقات متوازنة (رابح-رابح) و بين صراع ممتد لن يقف فيه المغرب مكتوف اليدين، بل سيدافع عن سيادته الوطنية و مصالحه بنفس روح و قوة ثورة الملك و الشعب التي طردت الفرنكفونيين، و بنفس روح و قوة المسيرة الخضراء التي طردت الفرنكويين.
#








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد