الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في كردستان ليس لعلم البعث مكان

مالوم ابو رغيف

2006 / 9 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قرار السيد مسعود البرزاني الشجاع بانزال العلم البعثي في كردستان العراق، اثار زوبعة من الانتقادات وردات الفعل الهوجاء وتصريحات واتهامات غير مسؤولة تحمل في طياتها عداءا وتحاملا على الشعب الكوردي وعلى قادته وتبخسه حقه في اتخاذ القرارات الملائمة لتطلعاته وتحقيق طموحاته والتخلص الى الابد من اي رمز يثير الالم والمرارة في النفس الكوردية التي عانت الكثير والكثير تحت علم البعث المشوه.
لم يعد الامر مجرد مناقشة لا معنى لها وجدال عقيم لا يثمر سوى في اضاعة الوقت والجهود في امر مفروغ منه ينص عليه الدستور وتتطلع اليه غالب مكونات الشعب العراقي، فقد كسر السيد مسعود البرزاني سلسلة الانتظارات الطويلة التي تربط اعناق المشاريع والقرارات برباط من التردد والكسل والخوف من المواجهة والروح الانتهازية التي يتحلى بها المتنفذون الجدد. ولم يعد مجرد مزايادات ونفاق بالوطنيات الفارغة والاخلاص الخالي من مضامينه، فالوطنية تعني العمل الخلاق من اجل الناس والحرص على حرياتهم وسعادتهم وحمايتهم من الارهاب والمتطرفيين ولاسلاميين المتشددين والاخلاص للوطن يعني تطيهرة من رموز الشر والعدوان التي اقترفت باسمها وتحت ظلها مجازر وجرائم ابادة مفزعة مرعبة غاية في البشاعة والؤوم. لقد اصبح اصبح امرا واقعا وحقيقة مفروغ منها في كردستان ليس لعلم البعث مكان.
اما هؤلاء السياسيون الذين يتحدثون عن السيادة والقوانين والدستور وتطبيقاته فليلتفوا الى ما يحصل تحت سمعهم وبصرهم من ارهاب وتخريب وتهريب وقتل وذبح وتفجير واختطاف واغتصاب. ليطبقوا قانون الارهاب الذي امضوا ايام وايام في مناقشته ثم شرعوه وصوتوا عليه ليقوه في سلة المهملات. هؤلاء السياسيون الخائبون الذين يتهمون الكورد بنية الانفصال، ليمعنوا النظر جليا ليروا اي جزء من العراق لا يمكن العيش فيه ولا المرور في طرقاته،ولا عبره، ليذهبوا اليه ليروا شعارات البعث وصور الرقيع صدام لا زالت تعلق في حجر البيوت واسماء الاحياء تحمل مجازر البعث ومخازية مثل حي ام المعارك والبكر و7 نيسان.
هؤلاء الذين يقولون باحترام القانون والدستور ليطبقوا القانون بحق المجرمين والذباحين والسراق واللصوص والمهربيين، انهم تجسيد للفشل والخيبة التامة.
الغريب ان تتطابق وجهات النظر البعثية والارهابية مع من يدعي الوطنية والدستورية، فهيئة علماء المسلمين تعترض والصدريون يعترضون وظافر العاني البعثي يعترض وسامي العسكري وحسين الفلوجي يعترض واياد جمال الدين يعترض ومجلس الوزراء يصدر امرا سريعا جدا لم نعهده من قبل ليقول ان علم البعث هو العلم العراقي الوحيد الى ان يتم تغييره بقانون. وعلى ما يبدوا ان علم البعث في الارض غير الكوردستانية سيبقى مرفوعا حتى يسهل الله الفرج لخروج المهدي ليخلصنا من علم البعث ومن هؤلاء المزيفين.
ان تطابقت وجهات النظر بين ممثلي النظام القديم ووممثلي النظام الجديد، ان اجتمعت ارائهم وتطابقت سياستهم في قضية ما، مثل ما يحصل الان بشان علم البعث، فان في الامر شئ غير طاهر. افليس عجيبا ان يصيح الجميع نفس الصياح رغم اختلاف اسرابهم.؟ اليس غريبا ان نفس الكلمات والعبارات تتكرر وتتردد من افواه اعتادت على توجيه الاتهامات لمن يبغبغ معها الكلمة والرأي الان.
هل كل هذه التصريحات العدائية والاتهامات للشعب الكوردستاني بنوايا الانفصال هي حقا لمجرد تغيير العلم فقط ام انها محاولة للاجهاض على الفدرالية وعلى حالة الامن التي يشهدها اقليم كردستان، فامر انزال علم البعث لا يستدعي كل هذا التطبيل والنشاز الممجوج، فالسيد البرزاني وان امر بانزال علم البعث لكنه اصدر امرا اخر ايضا برفع علم الجمهورية العراقية بعد ثورة تموز الخالدة، علم العراق الحقيقي الذي جسد وحدة الشعب وليس تفرقته مثل ما فعل الاغبر صدام وزمرة البعث الهمجي وعلمهم.
يكفي سببا لعدم رفع هذا العلم البعثي انه يحمل فكرة صدام بكتابة الله واكبر فوق علم لا يمثل ولا يرمز الى اي شئ عراقي. علم كتب عليه باقتراح من المجرم صدام (الله واكبر) العبارة التي تعودنا ان نسمعها ونرددها في كل معارك العروبة الخاسرة، العبارة التي تحمل معنى أُفرغ من مفهومة الديني ليتحول الى شعار للحروب والغزوات ولحملات القمع والاغتيال والانفلة.
قدسية العلم ليس بالوانه وليس بعبارة كُتبت عليه بل بقدسية الشعب الذي يرمز له، بعزتهم وكرامتهم وشموخهم وابائهم بدستورهم وقوانيهم، فهل كانت الدولة البعثية وعلمها الا فساد وانحال ومجازر وقتل وحروب واضطهاد ومقابر جماعية.؟ فاي قدسية اذن يرمز لها او يحملها هذا العلم بكل تاريخة منذ ان جاء البعث الى يومنا هذا.؟
على البرلمانيين العراقيين القادمين للتو من رحلات النزهة ولاستجمام او عقد الصفقات واقامة المشاريع ان يسرعوا بتغيير علم البعث وانزاله وتغييره بدلا عن توجيه اللوم والاتهامات للشعب الكوردي وقادته. هذا ان كانت لهم النية للتغير وليس الهاء الناس بمجادلات لا معنى لها، فالناس مشغولة عنهم بحماية انفسها من الارهابين والتكفيريين والبعثيين ومواجهة صعوبات الحياة وماسيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تبدو النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات العامة البري


.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموت




.. بايدن يعترف: لقد أخفقت في المناظرة وكنت متوترا جدا وقضيت ليل


.. استطلاعات رأي: -العمال- يفوز في الانتخابات البريطانية ويخرج




.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح