الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدة وصراع الاضداد

صوت الانتفاضة

2022 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


هو أحد قوانين الجدل الهيجيلي الاساسية، قد يكون أبرزها، مثلما يشير لينين في مكان ما، الى انه "جوهر، نواة الديالكتيك"، هو يأتي مكملا لقانون التراكمات الكمية وممهدا لقانون النفي؛ من الأمثلة على هذا القانون: ان جسم الانسان هو وحدة واحدة، تجري بداخله، وبين خلاياه صراعات وصدامات واحتكاكات، فهناك خلايا تموت وأخرى تنمو، فالأضداد توجد بصلة فيما بينها، هذه الصلة تسمى "وحدة الاضداد"، وتصادمها يسمى "الصراع".

هل يمكن ان نرى هذا القانون يعمل داخل سلطة الإسلاميين والقوميين والعشائريين في هذا البلد؟ لنحاول ذلك.

المعروف للجميع ان هذه القوى السياسية كان قد جمعها الامريكان بعد احداث 2003، في جسم واحد أطلق عليه "العملية السياسية"، جعلوا منها قوى مترابطة، ورغم تضاداتها، الا ان الامريكان أصروا على تلطيف الاحتكاكات والصدامات فيما بينها، وهم دائما ما يلعبوا هذا الدور.

لكن المعروف في هذا القانون ان "وحدة الاضداد" ليست العامل الحاسم، فلينين يؤكد ان "وحدة الاضداد نسبية، مؤقتة، عابرة، وان الصراع هو مصدر تطور الحركة"، اذن الصراع هو الجانب المركزي في هذا القانون.

الصراع داخل العملية السياسية موجود منذ تأسيسها، وهو يحتدم كلما طال عمرها؛ في هذا الصراع ولدت، نشأت، نمت، قوى جديدة، رأت النور، واخذت مكان قوى ماتت، اندثرت، ازيلت، فلم تقوى على البقاء؛ لكن هذا الصراع الداخلي لهذه القوى السياسية اعطاها حيوية، جدد نشاطها، حتى الان؛ لماذا؟

في هذا القانون هناك شكلين للصراع، الأول صراع غير تناحري، او غير مميت، او غير نافي، وهو ما نلمسه في الصراع داخل الطبقة المسيطرة، فالعملية السياسية رغم التصادمات فيما بين قواها، الا انها لا تصل الى النفي؛ وهناك صراع تناحري، وقد تجسد بشكل جد واضح في انتفاضة أكتوبر-تشرين 2019، فالعمال والكادحين والمعطلين عن العمل والشبيبة طالبوا بشكل واضح بإسقاط النظام، أي نفيه والغاؤه، لقد كان صراعا تناحريا بامتياز.

الكثير يعول على الصراع الداخلي "التضاد" بين هذه القوى السياسية-الصواريخ، استعراض الميليشيات، التسقيط فيما بينهم، الاغتيالات، محاولات الازاحة للبعض-؛ لكن هذا الصراع لن ينفي او يلغي هذه العملية السياسية، نعم قد يلغي طرفا ما، فهناك قوى قد شاخت وهرمت وآن أوان رحيلها، لكن في المقابل جاءت قوى بديلة لها، صحيح انها ليست بنفس المقياس القديم لتلك القوى، الا انها بذات الجوهر لتلك القوى.

ما يجب التعويل عليه هو تطور تناقضات هذا النظام وليس التضاد بين قواه، فهذه التناقضات هي "الشكل الوحيد لتفسخه" ونهايته، وفي تطور التناقضات يدخل الصراع بشكله التناحري، المميت، فالتراكمات كبيرة جدا التي أسسها ويؤسسها هذا النظام، ولابد من تغيير، والجماهير لديها الاستعداد الكافي لتكرار الانتفاضة، فقط تحتاج الى قوى سياسية راديكالية تقدح هذا الصراع.
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ