الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


د جبريل وبرنامج ثمرات وتطبيق العدالة

محمد مهاجر

2022 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


-
أدى خطوة البرهان وحميدتى الرعناء بالانقلاب على السلطة المدنية الى توقف السواد الأعظم من المساعدات والقروض والمشاريع الأجنبية. وقد نقلت الصحف عن د جبريل وزير مالية الانقلابيين بانه لم يزل يامل في دعم المجتمع الدولى للسودان وإعادة تشغيل برنامج دعم الاسر السودانية الفقيرة (ثمرات). وفى الحقيقة ان الدعم لا يربو على بضع دولارات في الشهر وهو بالتالى لا يسمن ولا يطعم من جوع. واذا تدبر الرجل طرقا أخرى لدعم الفقراء لوجدها بلا شك في ارض السودان الغنية.

حسب موقع البنك الدولى فان المبلغ الكلى المخصص لبرنامج ثمرات هو 400 مليون دولار امريكى. وقد خطط للبرنامج ان ينتهى في 30 يونيو 2023. وقد خصص مبلغ 200 مليون دولار للسنة المالية 2021. والهدف من ايراد هذه الأرقام هو ان المبلغ زهيد مقارنة بثروات السودان الهائلة والتي كانت تكفى الاسر الفقيرة وتفيض لو استغلت بطريقة صحيحة. وقد أورد موقع العين الإخبارية ان السودان قد تمكن من السيطرة على 30.3 طن من الذهب خلال الستة اشهر الأولى من عام 2021. وزاد الموقع على ذلك ان الإنتاج الحقيقى للسودان من الذهب يترواح بين 93 و 100 طن سنويا, وقدرت ان الذى يدخل الى جيب الدولة يراوح بين 30 الى 40 طن. اما ال بى بى سى فتقدر الإنتاج ب 80 طن. واذا علمنا ان سعر طن الذهب يساوى 57,800,000 دولار, فان عائد الدولة من الذهب وحده يتراوح بين 2 مليار دولار و ما يربو قليلا على 4 مليار سنويا. وفى كل الأحوال فان عائد منتج واحد يفوق ما يقدمه البنك الدولى سنويا لبرنامج ثمرات.

ان السودان يصدر, إضافة الى المعادن, الصمغ العربى والكركدى والثروة الحيوانية والحبوب الزيتية والسكر والبرسيم وغيرها من السلع ذات العائد النقدى الكثير. ولولا الفساد المتمثل في التهريب والتهرب من الضرائب واستغلال النفوذ لكانت خزانة الدولة اكثر امتلاء مما هي عليه الان. وما لم يكبح جماح الفساد فلا يستطيع جبريل إبراهيم ولا حميدتى ولا البرهان نفسه ان يحسن من اقتصاد الدولة ولا بمثقال ذرة.

لقد أسهمت لجنة إزالة التمكين اسهامات كبيرة في كشف بؤر الفساد واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الكثير منها, لكن انقلاب البرهان وزمرته شرع في نسف العمل العظيم الذى قامت به تلك اللجنة. والانكى من هذا ان الانقلابيين اصبحوا يستقطبون سدنة النظام البائد لكى يتبوءوا مناصب عليا في الدولة. والنتيجة حتما ستكون زيادة طين الفساد بلة. وحين تفرغ خزينة الدولة تماما سوف لن يجدى بكاء جبريل على صخر او ليلى.

ان شعار الثورة حرية سلام وعدالة ينبع من مبادئها المتمثلة في بسط الحريات العامة والخاصة وإرساء السلام وإقامة العدل بين الناس. ان دعم الشرائح المظلومة هو جزء يسير من العدالة الاجتماعية التي يناط بالدولة امر ارساءها. ولا يخفى على دكتور جبريل ان من مهام الحكومة الانتقالية محاكمة مجرمى انتهاكات حقوق الانسان حرب دارفور وكردفان والنيل الأزرق وشرق السودان وشماله والعامة القومية وقد يستعان بالعدالة الانتقالية او اى شكل من اشكال العدالة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟