الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراقيات من ذاك الصوب

أبراهيم القريشي

2003 / 5 / 19
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

الصحّاف وخلف أبن أمين
كلاهما " شقي " بالكلمات

خلف أبن أمين  مبادرا كل خارج من مركز الشرطة :  ها!!! خو ما سألوا على خالك؟؟؟!!!!
القاضي من بعد حين    :  أسمع ولك خلف!!! آني أعرفك كلّش زين، أنت مو شقي، ولو تموت ماراح أ حبسك!!!!

الصحاف قبل التحرير في مؤتمراته الصحفية   :  راح أنكطعهم وصل وصل هذولة العلوج !!!!!
الصحاف بعد التحرير ومن
 بيت خالته متوسلا التحالف    :  ولكم أعيوني ألقوا القبض عليّّ!!!!

التحالف       :  لو أتموت !!! أنته مو من ضمن الخمسة وخمسين!!!!!


يحدثنا عالم الأجتماع العراقي الكبير الدكتور علي الوردي رحمة ألله عليه في معرض دراسته لطبيعة الشخصية العراقية عن شخص في الكاظمية  يدعى خلف أبن أمين كان يدّعي الشقاوة في حيث هو ليس أهلا لها ولا كفء، وكان خلف هذا يذهب الى مركز الشرطة كلما وقع أقتتال أو أشتباك في الأيدي أو جريمة قتل أيامئذ ويتوجه الى الخارجين توا من مركز الشرطة بغية التحقيق ويبادرهم بالسؤال : ها !! خو ما سألوا على خالك!!!! ويعني بها نفسه، موحيا لهم بأنه هو الذي أثار الشجار أو" العركة " ومعطيهم الأنطباع بأنه مطلوب للشرطة، وبحسب سايكولوجيته وبعض مفاهيم ذالك الوقت فأن الذي تلاحقه الشرطة هو" شقي وأخو أخيته " مرهوب الجانب !!!!!
تـناهى الى سمع القاضي يوما بأنه قد يكون خلف أبن أمين هو المشتبه به، ومن سوء حظ خلف أن القاضي كان يعرفه تماما ولربما قد يكون من نفس منطقته لذا عمد الى أستدعاه يوما الى المحكمة ووبخه ثم قال له:
أسمع ولك خلف ، آني أعرفك كلش زين، أنت مو شقي، ولو تموت ما راح أحبسك!!!!!
و قد يكون  كفّ خلف منذ ذلك اليوم عن أن يطرح نفسه بأكبر من حجمه الطبيعي!!!!
 
واذا كان خلف أبن أمين عينه أجتماعية ممتازة للدكتور الكبير علي الوردي الذي أفنى عمره في دراسته لطبيعة الشخصية العراقية  فما من شك كان من الممكن أن يكون  الصحاف للوردي عينة العينات من حيث اللغة وأستخداماتها ومن حيث ليس أبتكاره للمفردة الشعبية  العتيقة وتدويلها قاموسيا فحسب، بل أقحامها في القاموس الأعلامي، الى عنترياته المضحكة جدا والتي تشبه عنتريات خلف أمين ذاتها الى الكذب التي يبعث، من شدة مأساويته، على الضحك العميق الى أزدواجية الشخصية العراقية في الأستئساد على نفر والأنبطاح أمام  نفر آخر.

كان الصحاف دائما ما يصف التحالف بأنهم   " حية " كبيرة سوف يقطعها مع قيادته  الى " وصلة وصلة" وينعتهم كطراطير وعلوج وقنادر سوف لن يسلم أي واحد منهم الا من قام بتسليم نفسه، ولو أتيح له الوقت لقال سوف نلاحقهم الى تكساس!!! ولكن سوء حظه العاثر جعله ينزع شارة الحزب ويتلثم في يشماغه الأحمر الذي أبقاء لساعة الشدة، أي ساعة  دخول التحالف الى بغداد وتحريرها من نظام صدام ويتلاشى هاربا مطاردا مثل باقي أفراد النظام الساقط، وهو الذي دأب على طول مؤتمراته الصحفية المسخرة على نفي أن يكون التحالف قد دخل الى بغداد، برغم مروره أحيانا بدبابات التحالف عند قدومه من سكنه الى حيث يعمل .

آخر أخبار الصحاف تقول بأنه مختبأ في بيت خالته في شارع فلسطين وأنه أي الصحاف يهب قافزا كلما سمع بأن التحالف قد مر من هناك متوسلا أياهم : ولكم أعيوني بس ألقوا القبض علي !!!!!
لو تموت، أنتة مو من  ضمن الخمسة وخمسين :  يجيبه التحالف!!!!

وأزاء رفض التحالف المتكرر في ألقاء القبض على الصحاف، وأزاء خوفه الشديد ؛أي الصحاف؛  من الشعب العراقي فيما لو ألقى القبض عليه كبعثي وكعضو قيادة وكبوق لنظام صدام الساقط، وحرصا على حياته سوف يعمد الى التنكر ولربما تغيير أسمه.
أتصور بأنه سيعمد الى التنكر بزي " ملاّيه"  وقد يختار لنفسه أسم  " هيلة " فيصبح أسمه وعنوانه الجديد " ملاّية هيلة " وبذا يمكنه أن يتخلص من عقدة عدم ألقاء القبض عليه من قبل علوج التحالف وعقدة خوفه من العراقيين الأحرار الغاضبين أبدا،  وعندها يسترد شيء من حريته ويبدأ بالخروج من بيت خالته رويدا رويدا بشكله الجديد وزيه التنكري سوف يتجرأ أكثر وأكثر ، وأذا ما حل عاشوراء فأنه قد يذهب هنا وهناك " للقراية" والغريب والمفاجىء بأنه قد يتنهي الى أن يلاحظ بأن أفراد النظام الساقط كلهم قد تنكروا بزي " الملايات " ألا شخصا واحدا لا ينجح معه التنكر أذ يفضحه لونه الأحمر  " الزنجاري " وهو عزة، ولكنه مع ذلك قد يختار له أسم جديد قريب من أسمه القديم وأفضل أسم لاينساه هو عزّوزة!!!!
واذا ما تقابلا وجها لوجه قد ينصدما بعد أن يتعرف كلاهما على الآخر لطول فترة عملهما مع القيادة الساقطة فتنبلج أسارير الصحاف المكفهرة ويبادر بالقول متعجبا جدا، أذ سمع بأن عزوز كان قد طلب اللجوء في سوريا وسمع أيضا بأن السعودية قد توسطت للنائب المصاب بسرطان الدم الشديد لدى قوات التحالف لأستقدامه الى أراضيها بصف لاجيء.

لك منو ؟؟؟!!!
لك عزوز!!!
لك صحاف!!!!
لك عزوز!!!
لك صحاف!!!!
ثم يبدآن بالنياح واللطم على الوجوه وبشكل دائري مثلما تفعل الملايات:
آويلي على الكعبة......... آويلي على الكعبة........ آويلي على الكعبة!!!!!!


أبراهيم القريشي
علي كاظم سابقا
[email protected]

- لقد ورد أسم الملايات في النص ونعني بها هنّ تلك اللائي كن يشتغلن كمخبرات لصدام أيام البعث المقبور.   








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على أرجاء قطاع غزة مع اشتداد المعارك في شرق رفح


.. أوكرانيا، روسيا، غزة: هل ستغير الانتخابات البرلمانية الأوروب




.. أوكرانيا: موسكو تشن هجوما بريا على خاركيف وكييف تخلي بلدات ف


.. لبنان.. جدل واتهام للمسرحي وجدي معوض بالعمالة لإسرائيل




.. متاعب جديدة لشركة الطيران الأمريكية بوينغ.. واختفاء مجهول لع