الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإبراهيمية الصهيونية والشرق الأوسط الجديد

محمود جديد

2022 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية




سبق أن نظّر شمعون بيريز ، وكذلك نتنياهو بكتابيهما لإقامة شرق أوسط جديد يرتكز على الأدمغة والتكنولوجيا الاسرائيلية، وعلى الرأسمال العربي، واليد العاملة العربية الرخيصة، وبهذه الطريقة تستطيع ( إسرائيل ) بسط هيمنتها وقيادتها للشرق الأوسط برمّته، كما كان شنّ العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 بتوقيت فرضته الإدارة الأمريكية مستهدفاً هذا الغرض، وهذا ما عبّرت عنه مستشارة الأمن القومي كونداليزا رايس في حينه، يوم بشّرت بالشرق الأوسط الجديد ..
وتتالت الأحداث منذ توقيع اتفاق كامبديفد مع مصر ، ثم وادي عربة مع الأردن، وأوسلو مع السلطة الفلسطينية ، وبعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض تابع المسيرة الصهيونية ، وابتدع صفقة القرن .. وفي ظلّ انحطاط النظام العربي الرسمي بقيادة خليجية تهافت الذباب الخليجي والمغربي على التطبيع فوق جثّة النظام العربي الرسمي المتعفّنة . كما ظهرت مقولات ومفردات جديدة مثل : الإبراهيمية، والديانة الإبراهيمية ، واتحاد الولايات الإبراهيمية.. وعلى الرغم من هذه الهرطقات الجديدة فقد بقي الشعب العربي الفلسطيني شامخاً ببطولات أبنائه، وصموده المذهل في تحمّل معاناته المريرة جرّاء الاحتلال الصهيوني العنصري ، وفي الوقت نفسه، ترسّخت مقاومته وتوسّعت ، وتعاظم تسليحها من أصدقائها ، واستطاعت خلق حالة من توازن الردع والرعب يحسب الكيان الغاصب المحتل ألف حساب ، وقد تمتّعت بدعم شعبي جيد حتى الآن .. غير أنّ عجز النظام السعودي الملكي العائلي عن ركوب قطار الاتفاق الإبراهيمي بشكل علني على غرار الإمارات العربية، والبحرين والمغرب لحسابات داخلية ، وإسلامية ، ولوجود مقاومات فلسطينية وعربية لازال سلاحها مشهراً لردع التوسع الصهيوني ومشاريعه بكل شجاعة .، ولغرقه في حرب عبثية في اليمن .. . فلا يُعقل أن يقدم ملك البحرين للتطبيع مع ( إسرائيل ) لولا موافقة محمد بن سلمان ، فبدون حماية قوات درع الجزيرة السعودية لا يستطيع قمع شعبه المناهض لحكمه ، والرافض لتطبيعه ..
وما الهستيريا السعودية خاصة ، والخليجية، وجامعة اللاعرب عامّة على لبنان في الأيام الأخيرة سوى انعكاس للرغبة الجامحة السريعة بالتطبيع لدى ولي العهد السعودي، والذي وضع نصب عينيه سابقاً بناء مدينة " نيوم " التي تقدّر كلفة إنشائها بخمسمائة مليار ، أكرّر خمسمائة مليار دولار ، والتي ستكون مدينة المراكز والشركات العلمية، والمالية والسياحية ، والترفيهية ، ولا مثيل لها في العالم .. غير أنّ موقع إنشائها يحتاج إلى تطبيع كامل مع الكيان الصهيوني، بحيث يكون له حصة من فوائدها ، ويشارك في أمنها ، وخاصّة أنّ الجوار الجغرافي لهذه المدينة يتمتّع بأهميّة بارزة ...
ونظراً لمجمل الظروف ، فإنّ محمد بن سلمان اكتفى بالتطبيع المتدرّج، حيث استورد أجهزة التجسس الإسرائيلية لأجهزته الأمنية، واستخدمها في مراقبة معارضيه، وفي هذا السياق رصد تحركات ومراسلات الخاشقجي، لاصطياده وتقصيبه بوحشية في القنصلية السعودية في تركيا ، وبشكل ليس له مثيل في التاريخ . كما فتح أجواء السعودية للطيران الإسرائيلي باتجاه دول الخليج ، والهند ، ممّا نشّط السياحة والتجارة الإسرائيلية معها ، ووفّر مبالغ كبيرة ( لإسرائيل ) , وكان أخر فصول التطبيع السعودي المشاركة في مناورات بحرية أجرتها البحرية الاميركية في البحر الأحمر بمشاركة 60 دولة ، من بينها السعودية و ( إسرائيل) .
وأخيراً ، رحم الله الرئيس الراحل عبدالناصر ، ورفاقنا في بعث 23 شباط ، وغيرهم الذين استخدموا مقولة " التحالف الإمبريالي - الصهيوني -الرجعي " ، قبل حوالي 60 عاماً ، لأنّ تطور الأحداث كشف الغطاء عن المستور وعرّى الدور الذي يلعبه حكام الخليج خدمة للإبراهيمية الصهيونية الجديدة، منذ إنشاء ممالك ومشيخات الخليج العربي ...
في : 2 / 2 / 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة