الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنثراكس:هدى عماش أم... بريطانيا العظمى

عادل سمارة

2003 / 5 / 19
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



اين النسوية العربية وال NGO’s ؟

رام الله المحتلة

 بموجب هيمنته الاعلامية والثقافية لم يعد الغرب الراسمالي مضطراً للصدق، لأن كل ما يكذبه مُصدَّق لدى رجال الساسة والمثقفين/ات في العالم الثالث ولا سيما العرب. لقد اصبح هؤلاء العرب حاملي الطيب لتبخير أكاذيب الغرب.

 قبل ايام قليلة اعتقل الاحتلال الاميركي د. هدى صالح مهدي عماش، العالمة العربية في الاحياء الدقيقة، وهي التي أسماها العدوان البريطاني والاميركي "السيدة انثراكس".

 والحقيقة ان السيدة عماش درست عن الانثراكس في الولايات المتحدة ولكن ليس هذا ما نريد قوله للقارىء الكريم.

دخلت يوم 5 آذار 2003 الى مكتبة (بوردرز– شارع باولي بمدية سان فرنسيسكو في ولاية كاليفورنيا الاميركية). كانت لديَّ ساعة من الزمن وددت قراءة شيء ما فيها. وأثناء التمشي بين رفوف الكتب وقعت عيناي على كتاب عنوانه:
Our Votes Our Guns: Robert Mugabe and the Tragedy of Zimbabwe
By Marti Meredith, published by Public Affairs, New York 2002.

والكتاب كما هو في عنوانه عن حياة السيد روبرت موجابي رئيس زيمبابوي العنيد، كما كان الرئيس صدام حسين.  أما مؤلف الكتاب فهو إنجليزي لحماً ودماُ وثقافةً. قرأت في الكتاب صفحات ليست كثيرة، لتقع عيناي على الفقرة التالية التي أترجمها والله بكل بأمانة عربي اشتراكي وليست أمانة راسمالي اميركي. تقول الفقرة:

"عاد الاب Dieter Scholz  لزيارة زيمبابوي عام 1990، وعَبَرَ منطقة ماري ماونت ميشن الحدودية حيث وجد ان 4 من بين كل خمسة أشخاص كان قد علَّمَهم قد اختفوا خلال حرب التحرير حيث كانت هذه المنطقة عرضة للقصف  في الستينات والسبعينات من القرن العشرين. لقد ابيدت قطعان الماشية حيث قام البيض ( البريطانيون- ع.س) بتسميمها بالانثراكس كعقوبة جماعية للسكان المحليين لدعمهم الثوار ولعدم تقديم غذاء للثوار"(ص 13 من الكتاب).

هذا بعض مما فعلته بريطانيا منذ ثلاثة الى أربعة عقود، ولا يختلف عن ما فعلته أميركا بتسميم زعانف الدولفين والقائه في الشواطىء الكوبية ليسمم الضفادع البشرية هناك. ولا يختلف هذا وذاك عن قيام حكومة استراليا برمي تماسيح على شواطئها كي تقتل المهاجرين المتسللين اليها. وهذا فقط ما أُعلن من قبل هذه الدول، فمن يدري ما هو المخفي، وبالطبع المخفي أعظم.

تُرى، هل يسمح لنا هذا بالوصول الى الاستنتاجين التاليين:

أولاً: لماذا لا تكون بريطانيا وفرنسا واسبانيا واستراليا وهولندا عند احتلال العراق، لماذا لا تكون قد احضرت وجهزت اللصوص لنهب العراق بأسره قصداً وعن سبق إصرار، لاهداف عدة، لكن أحدها الذي يهمنا هنا هو ان يقع الشعب العراقي في مأزق حياتي يومي بحيث لا يتمكن من التقاط أنفاسه والتفكير، مجرد التفكير بأية مقاومة؟ فطاما لهذه الراسماليات كل هذا التاريخ في صنع وممارسة الجريمة، فلماذا لا تفعل ذلك؟

وثانياً: ثم، من يستطيع الدفاع عن الاستنتاج التالي: ان بريطانيا وهي تستبيح منطقة البصرة قد ألقت بجرثومة الكوليرا في مياه الشرب هناك، أيضا لإشغال العراقيين عن المقاومة. فطالما ان :"الغاية تبرر الوسيلة" وطالما أن لبريطانيا كل ذلك التراث في ذبح الأمم، فلماذا لا تفعل ذلك في العراق؟

علينا ان نتوقع هذا وأكثر منه. لا سيما حينما يشتد ساعد المقاومة الشعبية في العراق. ومن يدري، فربما  المقاومة شديدة اليوم. من الذي سيخبرنا بذلك؟ لا أحد. هل يجرؤ إعلامي عربي على قول حرف واحد لا يُصرح به العزيز "تومي". قد يكون من الطريف القول ان معظم، إن لم نقل جميع القتلى الاميركيين ومن معهم في العراق إنما قُتلوا بنيران "صديقة"، لا باس "عدو عاقل خير من صديق جاهل"، أو قتلوا في حوادث طرق. ان المرة الوحيدة التي أُعلن فيها عن مصرع جندي أميركي برصاص قناص عراقي يوم 8 أيار الجاري.

وأخيراً، لقد اعتقلت السيدة هدى عماش، فهل تجرؤ منظمات حقوق الانسان العربية، والمنظمات غير الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني بكل ابطالها على الاعتراض والمطالبة بالافراج عنها؟ هل يجرؤ من تموله اميركا على الاعتراض على ما تفعله وليَّة نعمته؟. اين الحركات النسوية العربية التي فجَّرت رؤوسنا عن ديكتاتورية صدام حسين؟ ماذا فعلت هدى عماش غير انها وضعت علمها في خدمة وطنها؟ فهي ووطنها لم تلقيا جرثمة الانثراكس على جيش الغزاة؟ ذات مرة، قالت سيدة أكاديمية وسياسية محلية ذات انتماء أميركي في تصريح لجريدة هآرتس العبرية: "عندما يُذكر إسم صدام حسين اشعر بالتقيؤ". صحتين، وعظيمة هذه المشاعر، فهل تتقيئين يا سيدتي عندما يعتقل بوش السيدة هدى عماش؟ هل تقولين كلمة واحدة؟
 

كنعان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام: شبان مغاربة محتجزون لدى ميليشيا مسلحة في تايلاند تستغ


.. مفاوضات التهدئة.. أجواء إيجابية ومخاوف من انعطافة إسرائيل أو




.. يديعوت أحرنوت: إجماع من قادة الأجهزة على فقد إسرائيل ميزتين


.. صحيفة يديعوت أحرنوت: الجيش الإسرائيلي يستدعي مروحيات إلى موق




.. حرب غزة.. ماذا يحدث عند معبر كرم أبو سالم؟