الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المأساة في الأحتكام الى السلاح

محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(“syd A. Dilbat”)

2022 / 2 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


حالة العنف و الأنقلابات العسكرية التي حدثت في تأريخ العراق منذ بدأ تأسيسه و أستقلاله "شكلياً" عن بريطانيا الى يومنا هذا كان لها عوامل مؤثرة خارجية و داخلية. العوامل الخارجية تتمثل بأمتداد اليد الطولى للأمبريالية و الاستعمار و أدواته، أما الداخلية فمتمثلة بوجود ذلك الفيروس القاتل المتمثل بالحماسة المفرطة و التسرع للأحتكام الى السلاح دون النظر في ماهية العواقب المترتبة على مثل هكذا افعال و ما لها من تأثيرات تقوض من أستقرار المجتمع خاصة في ظل وجود مجتمع له أنتماءات متضادة و عقائد مختلفة. ببساطة كان ممكن تلافي تلك المأسي عن طريق التروي في تطوير المجتمع بالنظر اليه كعظو حيوي يتطور بمرور الزمن و ليس عبر الثورة المتقدة التي لها نتائج فعلية تحمل متغيرات سريعة لكن بعواقب غير محسوبة ، أن ما جرى على النظام الملكي من تنكيل من قبل الحزب الشيوعي الذي كان متحمس للثورة المسلحة أقتداءاً بألحزب البلشفي الذي أطاح بروسيا القيصرية، هو نفسه الذي جرى على الحزب من قبل من تنكيل و قمع كل من ينتمي اليه من قبل حزب البعث العربي الأشتراكي، الى أن جاءت التيارات الأسلامية على ظهر الدبابات الأمريكية و أسقطت نظام ظل يحكم العراق ل خمسة و ثلاثون عاماً ، في ظل فترة حكمة كانت هنالك أنواع النزاعات و المناكفات و الأحداث، كل هذه المأسي تحدث في ظل غياب معارضة حقيقية تضع قدمها على أرض الوطن و ترجوا من الوصول الى السلطة عن طريق العمل الديموقراطي. فأن وجود معارضة من هذا النوع يعد مطلباً من ضروب الخيال، هذا كله كان بسبب الأفتقار الى الثقافة الديموقراطية ، الديموقراطية ليست نظاماً سياسياً فقط بل هي طريقة نظام يجب ان يتربى عليها المجتمع، كان من الأجدر الوصول الى السلطة بطرق سلمية. ليس النظام الديموقراطي نظام خالي من العيوب لكن لا توجد مقارنة بينه و بين الديكتاتورية. ثبت للنظام الديكتاتوري و التفرد بالسلطة فشله الذريع في قيادة العراق. لكن في نفس الوقت الديموقراطية في ظل غياب مؤسسات الدولة و وجود الفوضى الخلاقة هي أسوأ من الديكتايورية و أكثر دماراً.
كان الاولى في ترسيخ ثقافة الحوارات البناءة دون أجتثاث الأفكار و قمعها من قبل الأطراف التي تلتزم السلطة. كان من الأولى منذ زمن طويل ترسيخ علمانية الدولة و نزع الدين الاسلامي من هوية الدولة ، للسماح بفضاءات و مجالات للأيديولوجيات و الافكار بالتحاور و التحرك دون الأصطدام بشريعة ال 1400 عام التي خلت.
"أذا كنت فقط تُريد الدفاع عن وضعك الراهن من خلال نشاطك السياسي أو إجراء تعديلات صغيرة على هيكل المجتمع ، فأنت لا تحتاج الى رؤية أيديولوجية مدروسة جيداً للمجتمع. يختلف الأمر عندما يعتقد المرء أنه يجب إعادة بناء المجتمع من الألف الى الياء. بذلك يُصبح من الضروري محاولة معرفة سبب الفشل. فقط بعد أن يدرك المرء ذلك. يمكن للمرء أن يختبر ما أذا كان التطور المؤسف قد تم تحديده من خلال العوامل التي يمكن أن تتأثر. السياسي الذي يحافظ على الشكلية الرهنة للمجتمع بالكاد يحتاج الى أيديولوجيا ، أما السياسي الذي يرمي الى تحويلات في شكلية المجتمع يجب أن يملكها لكي يكون لعمله معنى. يبدو أن الماركسية توفر مثل هذا الأساس ، لقد نظرت الى الماركسية على أنها محاولة لإيجاد القوانين التي يجب على الناس أن يعيشوا بموجبها."
كانت هذه كلمات رئيس الوزراء السويدي تاغه أيرلاندر الذي شغل المنصب لمدة 23 سنة كأطول فترة لمنصب رئيس وزراء في دولة ديموقراطية. يُعد تاغه أيرلاندر أب السويد ، ليس هذا فحسب بل يعد المصلح السويدي الذي أسس الضمان الأجتماعي و أنشأ أساساً لبداية الرفاه.
لا بد من إمتلاك منهج يسير بموجبه السياسي ولابد للمنهج أن يستند على عقيدة، عقيدة تدعم الأستمرارية لكي يتواصل العطاء. و لأحداث تغييرات جذرية كان تاغه إيرلاندر يتقد لإجراء تغييرات جوهرية في بنية المجتمع، مسيرته تنقلت بين طفولة و فترة مراهقة ينظر الى المسيحية بأنها هي التي تستطيع تحسين الوضع في العالم، كان عاموس أحد أنبياء بني أسرائيل في العهد القديم مفظلاً لدى تاغه إيرلاندر لما كان من مواقف النبي بالضد من الجشع و الطمع و مناصرته للفقراء. أحد الأسباب التي جعلت من الشاب تاغه أن يصبح إشتراكي ، هي السياسة الإجتماعية التي تجسدت ب غوستاف مولر، حيث سمع تاغه أيرلاندر في اكبر قاعة للجمعية الأكادمية مولر و هو يوجز ما سيقوم به الحزب في حال حصل على فرصة: التقاعد العام ، الظمان الصحي، مساكن جديدة، لا يوجد حزب آخر كان مستهدفاً للأصلاح الأجتماعي كما هو عليه الحال مع الحزب الأشتراكي الديموقراطي، مما كان محل أعجاب لتاغه أيرلاند. يعترف في مذكراته أن هذه كانت أسباب كافية لكي يجد لنفسه مكان بينهم.
في نظري لابد للنظام ان لايبتعد عن الديموقراطية شريطة أن تكون في ظل دولة علمانية و إلا ما فائدة تداول السلطة في ظل ذهنية الدولة التي تستند على الشريعة الاسلامية في القضايا الأجتماعية. المواطنة ستنهار تماماً تحت هذه الظروف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟