الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا بحر في بيروت لغادة السمان

أشرف عبدالله الضباعين
كاتب وروائي أردني

(Ashraf Dabain)

2022 / 2 / 4
الادب والفن


لا يمكنك وأنت تقرأ لغادة السمان إلا أن تقف مدهوشاً من مستوى كتاباتها، فاللغة والصورة عند غادة متكاملان مكملان لبعضهما بعضًا في القوة والتقديم والعرض لدرجة تكاد تتفرد غادة السمان بهذه الصفة مع عددٍ قليل من أدباء العرب. وبما أنني من المغرمين بكتابات غادة السمان فأنا من الذين يتأثرون بشدة بما تكتب لدرجة أنني أشعر بأنني جزء لا يتجزأ من شخصيات كتاباتها واحتاج لبعض الأيام لأتأقلم مع واقعي بعد أن انتهي من رواية أو مجموعة لها.
من هي غادة السمان؟
هي أديبة سورية من مواليد 1942 ولدت في دمشق لأسرة شامية. أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي، لكن استطاعت غادة أن تقدم أدبا مختلفاً ومتميزاً خرجت فيه من الإطار الضيق في تصوير مشاكل المرأة نحو آفاق اجتماعية ونفسية وإنسانية، وتنتمي غادة إلى ما يسمى بتيار الوعي في الكتابة.
آخر مؤلفاتها على ما أعتقد رواية تحمل اسم "يا دمشق وداعاً "(فسيفساء دمشقية) وقد صدر في 2015 أي أثناء الصراع الدموي في سورية. كما أن آخر مقالاتها على ما أظن إسرائيل بأقلام عربية 2001.
حصلت على شهادة الليسانس في الأدب الإنجليزي وعلى شهادة الماجستير في مسرح اللامعقول من الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم حصلت على الدكتوراة من جامعه القاهرة.
لها مجموعة كبيرة من الروايات والمجموعات القصصية وكتابات أخرى بينها الشعر ومن بين كتاباتها هذا المؤلف " لا بحر في بيروت" الصادر سنة 1965.
لا بحر في بيروت قصص عميقة ومتعبة ومرهقة وجريئة، استخدمت فيه غادة تراكيب جديدة للوصف و لصياغة الجُمل لم يألفها القارئ العربي كثيراً، وأكاد أجزم أن الكثير لن يألفوها لأنها تندرج ضمن "الصعب"، ففي هذه المجموعة نتعدى "السهل الممتنع" لندخل في "الصعب الممتنع".
غادة السمان تحاول في هذه المجموعة صياغة عالمٍ طموح، وتبديل معالم الحياة ووجه المجتمع الكئيب الذي حاصرها بقيود لا تمت للإنسانية بصلة، لكن ما زلتُ لا أرى في غادة السمان تلك المرأة الثائرة، بل هي امرأة كلاسيكية ذات أدبٍ ثائر، وهذا ما يميزها ويجعل كتاباتها أقرب إلى القلب.
غادة في كتاباتها تنتمي للحرية، والحرية فقط، وهذا يظهر جلياً في كتاباتها ومنها " لا بحر في بيروت".
قد تكون مؤلفات غادة بعد هذه المجموعة القصصية أقوى وأجمل لكن لا ينفي أن هذه المجموعة جميلة لكن لاقت نقداً عند بعد النقاد والقراء بسبب كما ذكرت أن مستوى كتاباتها كان صعب أحياناً!
الكتاب عبارة عن مجموعة قصص : نداء السفينة، لعنة اللحم والدم، انياب رجل وحيد، غجرية بلا مرفأ، القيد والثابوت، الاصبع السادسة، الرجل ذو الهاتفين، هواية متعبة، لا، بحر في بيروث ، ويبكي الرقم 216، وأجد أن القيد والتابوت وانياب رجل وحيد من أجمل قصص هذه المجموعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال