الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب التهريب الإسبانية على المغرب.. هل سينقلب السحر على الساحر ؟!

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2022 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


اطلعت على تقرير صحفي يطرح، عبر استقصاء و تحليل المعطيات، سيناريوها قابلا للتنزيل على أرض الواقع على المدى القريب.. يتعلق الأمر بسيناريو انقلاب السحر على الساحر الفرنكوي عبر حدوث حركة معاكسة لتهريب السلع من المدن الشمالية للمغرب نحو الثغرين المحتلين خاصة و نحو المدن الإسبانية بشكل عام.
كيف سيحدث هذا السيناريو ؟!
لنمارس التحليل الاستراتيجي، كعادتنا، لأن الأمر حقيقة واقعية و ليس خيالا جامحا يدعمه التنجيم !
** كمُدخَلات
.. لابد أن نقر أن المغرب قد عانى، على امتداد عقود من تاريخه المعاصر، من الاختراق الاقتصادي الذي مارسته إسبانيا على الجهة الشمالية خاصة، و على كل المدن المغربية بشكل عام، مما أثر سلبا على القطاعات الإنتاجية الوطنية و أصاب بعضها بالإفلاس، الأمر كان يتجاوز حدود التبادل التجاري بين بلدين جارين تجمعهما حتمية الجغرافيا، و لكنه كان أقرب إلى حرب اقتصادية موجهة سياسيا من أجل إنهاك المغرب و جعله فقيرا جاهلا كما أوصت بذلك الجدة إيزابيلا أحفادها الفرنكويين !
و فعلا، حققت هذه الحرب الاقتصادية غايتها و شلت الحركة الاقتصادية، عبر اختطاف جهتين ترابيتين مغربيتين بأكملهما( الجهتان الشمالية و الشرقية) و توظيفهما كحصان طروادة لدك حصون المغرب الاقتصادية و شل عجلة الإنتاج الصناعي، و ذلك عبر توظيف خطة التهريب المعيشي الذي يقدم، ظاهريا، كفرص شغل موجهة لمحاربة البطالة و توفير موارد العيش لملايين المغاربة !
** كمُخرجات
.. يجب أن نقر، كذلك، أن التحول الجوهري في هذا المشهد/السيناريو وقع مع وصول الملك محمد السادس إلى سدة الحكم حاملا معه تصورا استراتيجيا جديدا شكّله أكاديميا في شهادته للدكتوراه حول علاقة المغرب مع الاتحاد الأوربي. هذا التصور هو الذي تم تنزيله سياسيا عبر رسم المعالم الجديدة للعلاقات المغربية-الأوربية التي انتقلت، بعد عقدين من الشذ و الجذب، إلى علاقات متوازنة و متكافئة يمارس خلالها المغرب حقه في الرفض و الاحتجاج، و يدافع عن حقوقه بقوة و جرأة دون خوف أو تردد.. و هكذا ولد مغرب اليوم الذي يختلف، جوهريا، عن مغرب الأمس !
لا يمكن، إذن، استيعاب هذه الحركة الاقتصادية المعاكسة دون وضع المشهد كاملا ضمن سياقه الخاص، فالمغرب لما مارس سيادته على المعبرين الحدوديين و أفشل بذلك خطة التهريب المعيشي التي كانت تشل اقتصاده، كان يتوفر على البديل الاقتصادي الذي يتمحور حول الاستثمار البحري الضخم (ميناء طنجة المتوسطي) الذي عوض المعبرين البريين و ساهم في تحقيق الانتقال السلس من مرحلة تهريب السلع إلى مرحلة تصدير و استيراد السلع، و بالإضافة إلى ذاك شرع المغرب في تهييء المناطق التجارية الحرة و إبرام الاتفاقيات الاقتصادية مع الشركات الإنتاجية الكبرى و العلامات التجارية العالمية.
** المغرب يجني الثمار اليانعة لتصوره الاستراتيجي الجديد
.. هكذا تحولت الجهة الشمالية إلى قلب المغرب النابض، حيث تستقر كبرى شركات تصنيع السيارات و الطائرات، و في الأفق القريب ستستقر العلامات التجارية العالمية و على رأسها علامة "إيكيا" التي أبرمت الاتفاقية، و ينتظر المغرب قدوم علامات تجارية عالمية جديدة، و هذا مؤكد بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي الذي يساعد هذه العلامات التجارية على ربح المنافسة و تحقيق الأرباح.
بقي أن نشير، في الأخير، إلى أن المغرب، الحيوي و النشيط المرتبط باتفاقيات سياسية و اقتصادية مع قوى دولية كبرى، أكبر من أن ينافس الجار الفرنكوي عبر التهريب !!! فاستراتيجيتنا تتجاوز هذا الأفق المسدود الذي يحمل من رائحة السياسة أكثر ما يحمل من روح الاقتصاد.. المغرب، اليوم، قادر على محاصرة إسبانيا كلها و ليس الثغرين المحتلين و حسب ! و ذلك عبر استراتيجيا اقتصادية متكاملة التخطيط قادرة على تحويل المغرب إلى مركز دولي، بعدما كان يخطط الحلف الأوربي المسيحي لتهميشه عبر تعميم الجهل و الفقر !
لتترنح الجدة إيزابيلا في قبرها يأسا.. و لترتح أرواح أجدادنا المؤسسين لحضارة الغرب الإسلامي، بعاصمتها المراكشية، بسلام.. أحفادكم قادمون و سيعيدون للمغرب الأقصى أمجاده.. و إن غدا لناظره قريب !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا