الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في نص -أرزاق- للمبدع القدير عدي بلال / عايده بدر

عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)

2022 / 2 / 6
الادب والفن


[font="traditional arabic"][size="5"][color="black"]
[SIZE="6"][COLOR="Red"]قراءة في نص "أرزاق" للمبدع القدير عدي بلال / عايده بدر[/COLOR][/SIZE]

[color="red"]أرزاق[/color]
[color="blue"][size="4"]قصة قصيرة جداً
[/size][/color]
[color="black"]كلما رأت طفلاً، حوّلت نظرها إلى مجوهراتها، وبكت في صمت.[/color][/color][/size][/font]


[center][font="decotype naskh swashes"][size="5"][color="darkorchid"]الدنيا كما نقول "[color="blue"]أرزاق[/color]"
يكتمل نصيب كل إنسان منها وتتنوع مفردات هذا الاكتمال
ومفردة "أرزاق" جمعت ووعت بداخلها كل تنوع هذا الاكتمال
لكن المحزن ان كثيرين منا لا ينتبهون إلى هذا الأمر
فنجدهم رافضين لأحوالهم أو ينظرون فيما يملكه الآخرون
وربما يكون هذا الرفض في بعض الأحيان خارج عن سيطرة الإنسان
فجملة الشرط [color="blue"]"كلما رأت طفلاً"[/color] كان جواب شرطها[color="blue"] "حولت نظرها إلى مجوهراتها"[/color]
فكأن هذا الفعل يتكرر باستمرار لا ينقطع
وكأن الحياة حين أعطتها نصيبها من الأرزاق
منعت عنها الرزق الأول لتمنحها الرزق الثاني
وجاء في محكم الآيات [color="blue"]"المال والبنون زينة الحياة الدنيا"[/color]
والربط الموجود في الآية الكريمة بين المال والبنون جعل البشر يربطون بينهما
فمن حاز هذا تطلع إلى ذاك رغم أن الآية جعلت المال أولاً وعطفت عليه بالبنون
لعل هذا نفسه ما تعانيه بطلة ومضتنا فقد حازت المال [color="blue"]"المجوهرات"[/color] وتطلعت إلى البنون
يقودها في هذا فطرة المرأة التواقة للأمومة وفطرة الإنسان المتطلع إلى المزيد من الأرزاق

فعل البكاء الذي اختتمت به الومضة [color="blue"]"بكت في صمت"[/color] لعله هو مفتاح الفهم لهذه الومضة
هذا البكاء الصامت يحمل في طياته الكثير من التساؤلات عن سبب هذا البكاء الصامت والأنين الذي نكاد نسمعه من بين الحروف
ولعل هذا البكاء يشير إلى أن بطلتنا امرأة حرمت من وجود [color="blue"]"البنون" [/color]وامتلكت [color="blue"]"الأموال"[/color]
ويثبت أيضا أن هذا الحرمان ليس لسبب يمكن أن تجد له حلاً وإلا كانت استطاعت إليه سبيلاً
الصورة المثبتة لدينا ويؤكدها [color="blue"]"البكاء الصامت" [/color]أن هذه السيدة حرمت نعمة الإنجاب وليس في مقدرتها أن ترزق الأبناء
فكل ما تملك من مجوهرات تقف عاجزة أمام أن تحقق حلمها بالأمومة
وقد يكون ثمة تأويل آخر أن هذه السيدة ضحت بأمومتها مقابل الحصول على هذه المجوهرات
كأن تنازلت عن رزقها من [color="blue"]"البنون" [/color]لتأخذ عوضا عنه رزقها من [color="blue"]"المال"[/color]
لكن رؤية هذا الرزق المتمثل بوجود الأطفال يحرك داخلها مشاعر لا تستطيع أعظم وأثمن مجوهرات العالم أن تحركها
هل تشكر الله على ما أعطيت من أرزاق أم ستظل تتطلع إلى ما ليس في يديها وهذا أمر ليس بيدها
وقد لا تقنع بأن الحياة أرزاق فالكلمة الطيبة رزق والابتسامة في وجهها رزق والحياة التي تحياها رزق
وأن بإمكانها تعويض ما حرمت منه من رزق البنون بأن تسعد حياة أطفال كثر محرومين ببعض رزقها من المال

مبدعنا القدير أ.عدي بلال
أهنئك على هذا الومض المدهش شكلاً ومضموناً
فقد استوفى نصك مقدرات الومضة الحكائية باقتدار
ومن جهة المضمون فكانت ومضتك غاية في الإنسانية
نصوص الهادفة التي لا تخلو من حمل رسالة قوية
تجذب بلاشك المبدعين فتنفتح معهم أبواب التأويل
وهذا في رأيي أحد مقومات النصوص الناجحة
حاولت طرق أحد الابواب لهذه الحرف المبدع
أرجو ألا أكون قد شطحت بعيداً
تقبل تقديري الدائم وكل مودتي واحترامي
21-12-2021[/color][/size][/font][/center]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة