الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمون الأوروبيون ومكانتهم من الخارطة السياسية للغرب- الجزء الاول

أشواق عباس

2006 / 9 / 4
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


المقدمة
يمثل الإسلام أحد الديانات الرئيسية في الغرب. فبالنسبة لأوروبا، أخذ الإسلام يمثل جزاءاً من واقعهم السياسي والاجتماعي. فكما تشير الإحصائيات، يقدّر سكان أوروبا من المسلمين بـ 18 مليون نسمة، وهو يعدُّ في حد ذاته ثلاثة أضعاف سكان المسلمين في أمريكا. بل في مدينة مثل لندن يأتي الإسلام في المرتبة الثانية بعد المسيحية، حيث يعيش في لندن وحدها 607.083 ألف مسلم من مجموع سكان لندن، أي بنحو 8.5 في المائة، فيما جاءت الديانة اليهودية في المرتبة الرابعة، حيث يعيش في لندن وحدها 149.789 ألف يهودي، أي بنسبة 2.1 في المائة من عدد السكان، وعدد المنظمات الإسلامية حوالي 1000. يتمتع المسلمون بمعدلات النمو الأعلى في أوروبا، فهناك حوالي 20 مليون مسلم في الاتحاد الأوروبي يعتبرون أنفسهم مسلمين، فالمسلمون في أوروبا يمثلون قوة يجب أخذها في الحسبان، وإذا تواصل هذا الاتجاه سيشكل المسلمون في عام 2020 حوالي 10% من مجموع سكان أوروبا.
إنَّ تأثير هؤلاء على المسار الديمقراطي في أوروبا يفوق تأثير جماهير وشعوب بعض الدول الإسلامية على حياتها السياسية داخل بلدانهم. فالمجتمع المسلم في أوروبا تكوّن بفعل الهجرة خلال العقود الخمسة الماضية من عدد من الدول الإسلامية، ولكل طائفة من هذه المجاميع ثقافتها الإسلامية الخاصة بها. وعلى أية حال، أصبح هؤلاء يمثلون الثقل السياسي البارز في العملية الانتخابية بما يملكون من حق المشاركة في الانتخاب والتصويت للمرشح الذي يحقق لهم شيئا من طموحاتهم في المهجر.
هذا الواقع الموجود أصبح يشكل هاجسا من شأنه أن يهدد مسار العلاقات الأوروبية-الأمريكية، إذ أنَّ وجود أكثر من (10) ملايين مسلم مقابل 000/700 مواطن يهودي في فرنسا وألمانيا جعلت الحكومات الأوروبية تنظر إلى مسألة الشرق الأوسط بمنظار يختلف عن المنظار الأمريكي إزاء قضايا هذه المنطقة من العالم. فمواقف ألمانيا وفرنسا المترددة إزاء الهجوم الأمريكي على العراق، وموقف هاتين الدولتين تجاه الدعم الأمريكي اللامحدود للكيان الصهيوني، هي بفعل هذا التواجد الكثيف ونتيجةً لهذا الثقل السكاني للمسلمين، حين أصبحت هذه القارة مسرحا لتقييم ومناقشة سياساتها إزاء قضايا العالم الإسلامي.
إنَّ ما يعزز موقف المسلمين المهاجرين في الدول الأوروبية هو حق المواطنة والمشاركة السياسية وحق تقرير المصير. لاسيما وأنَّ قضية وجود المسلمين في أوروبا تعود إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كانت هذه القارة تعاني من نقص شديد في اليد العاملة. فقد هاجر المسلمون الأتراك والمغاربة والجزائريون والباكستانيون إلى هناك بطلب من تلك الدول ولأغراض اقتصادية، ولكن لم يخطر ببال الأوروبيين يوماً ما أن يصل بهم الأمر أن يستضيفوا لهؤلاء المهاجرين إلى الأبد، وأن يلتحق بهم أسرهم وذووهم في بلاد المهجر، وينتهي الأمر بهم أن يشكلوا جيلاً جديداً من المواطنين المسلمين عبر العقود التي مضت على هجرتهم.
تشير الإحصائيات السكانية أنَّ نسبة الولادات لدى المسلمين تفوق نسبة الولادات لدى غير المسلمين في أوروبا، وتؤكد هذه الإحصائيات أنَّ تعداد المسلمين سوف يزداد بنسبة الضعف، في حين أنَّ نسبة السكان غير المسلمين سوف تتقلص بنسبة 5/3 في المئة.
وبارتفاع هذه النسبة السكانية تزداد فرص إعطاء ومنح حق المواطنة لهم من قبل تلك الحكومات، وفي هذا المضمار فإنَّ ما يقارب من نصف مسلمي فرنسا الـ7 ملايين يحظون بحق المواطنة. وهكذا الأمر بالنسبة لبريطانيا الذي يفوق سكناه من المسلمين رقم المليونين نسمة. وفي عام 2000 م التحقت ألمانيا بالدول التي تمنح للمهاجرين حق المواطنة على أساس مسقط رأس الشخص وليس بناءاً على انتمائه العائلي، ونتيجةً لذلك تمكن حوالي نصف مليون مسلم من الحصول على حق التصويت في العملية الانتخابية في ألمانيا.
وتشير الإحصائيات أيضاً إلى انضمام (160) ألف مسلم مهاجر إلى المواطنين الألمان الأصليين سنوياً، وبذلك سوف يصل عدد الذين لهم حق التصويت من المسلمين إلى (3) ملايين شخص خلال الأعوام العشرة القادمة. وبالنسبة لدور الجالية المسلمة في ألمانيا وأهميتها في تحديد المصير السياسي في العملية الانتخابية، ويمكن الاستشهاد هنا بالدور المصيري الذي لعبه المسلمون الأتراك خلال انتخابات سبتمبر ودعمهم للتيار الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، فهم استطاعوا أن يعملوا في الحيلولة دون فوز الجهة المنافسة لهذا للتيار الديمقراطي المسيحي الذي يعرف عنه بمعارضته للمهاجرين والقوانين التي لصالحهم وبمعارضته الالتحاق تركيا بالإتحاد الأوروبي، وبهذه المبادرة استطاع المسلمون الأتراك أن يثمنوا جهود التيار أو الجهات السياسية على مواقفهم المؤيدة للمهاجرين.
لاسيما وان تيار اليمين الديمقراطي المسيحي ينتظر تأهّل نحو مليون ألماني من أصول تركية لخوض انتخابات عام 2006م.
وعلى أية حال فقد أخذ الوجود الإسلامي يترسخ شيئاً فشيئاً وبشكل منتظم في أوروبا.
فعلى سبيل المثال أصبح المسلمون في فرنسا يمتلكون مجلسا استشارياً خاصاً بهم يوجّه نشاطاتهم السياسية، وأصبح هذا المجلس يلعب دوراً فاعلاً في الحصول على قدر أكبر من الامتياز لصالحهم. وعلى صعيد آخر استطاع المسلمون أن يكون لهم عضوان من أصول أفريقية في التشكيلة الحكومية الجديدة، وبذلك فإنهم أصبحوا يحظون بمكانة مرموقة وبقدرة فائقة للحوار والتفاوض، وأصبحوا على أعتاب قفزة نوعية جديدة من نوعها.
يتبع ............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24