الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السؤال السابع

حسين عجيب

2022 / 2 / 6
العولمة وتطورات العالم المعاصر


السؤال السابع :
هل يمكن أن يلتقي الماضي والمستقبل بشكل مباشر ، وبدون المرور عبر الحاضر ؟
يتوقف الجواب الصحيح ، العلمي أو المنطقي والتجريبي معا ، على معرفة طبيعة الزمن وحركته خاصة .
يوجد أحد الاحتمالين :
1 _ حركة مرور الزمن خطية ، ومفتوحة :
من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
بهذه الحالة ، الجواب كلا بالطبع .
وهذا الاتجاه يمثل تكملة فكرة نيوتن ، وتصوره المتكامل للزمن .
2 _ حركة مرور الزمن مغلقة ، وعلى شكل مثلث :
حيث يمكن أن تكون البداية من الحاضر أو الماضي أو المستقبل ، لا فرق .
وفي هذه الحالة ، الجواب نعم بالطبع .
وهذا الاتجاه يمثل تكملة فكرة اينشتاين ، وتصوره المتكامل للزمن .
....
نبقى مشكلة ( طبيعة الزمن ، وماهيته ) : هل هو فكرة عقلية وخيالية ، مثل اللغة والرياضيات وغيرها من مكونات الثقافة البشرية أم بالعكس ، للزمن وجوده الموضوعي كنوع من الطاقة يشبه الكهرباء والمغناطيسية ؟
هذا السؤال أصعب من السابق ، وهو موضع جدل منذ عشرات القرون بين طرفين ، يعتبر أحدهما أن الزمن مجرد عداد وفكرة عقلية بلا وجود موضوعي خاص ومستقل ، والطرف الآجر يعتبر العكس أن للزمن وجوده الموضوعي الخاص ، ويضيف البعض أن له بداية ونهاية أيضا .
....
لا أعرف .
كلا الموقفين ينطوي على تناقض ذاتي ، يتعذر حله .
بشكل يشبه مشكلة السبب الأول ، وهل الكون لامتناه أم غير متناه .
وكلا الجوابين ينطوي على تناقض ذاتي ، يتعذر حله .
....
ربما تساعدنا قضية الإرادة بين الحرة أو المقيدة ، بتوضيح المشكلة ، وإمكانية حلها في المستقبل ؟
ضمن المنطق الثنائي ، الجدلي وغيره ، يتعذر حل مشكلة الإرادة بين الحرية والجبرية .
لكن بعد نقل المشكلة إلى المستوى التعددي ، الثلاثي مثلا :
الفرد الانساني ثلاثي البعد :
1 _ الجانب البيولوجي ، أو الجيني ثابت وموروث ويتعذر تغييره .
2 _ الجانب الشخصي ، الذاتي يتغير بطبيعته كل لحظة .
3 _ الجانب الاجتماعي والثقافي ، أو البيئي بينهما ، ثابت نسبيا ومتغير نسبيا .
....
ملحق
حركة مرور الزمن هل هي حقيقية أم متخيلة أم وهمية فقط ؟
لا يمكننا التأكد من الاحتمالين الأول والثالث ، حركة مرور الزمن ليست وهمية فقط ، كما أنها ليست ملموسة ومباشرة للحواس مثل الحركة الموضوعية للحياة .
إذن وبالمحصلة ، حركة مرور الزمن هي حقيقة ثقافية واجتماعية ، مشتركة ، وعلى نفس الدرجة من اللغة والرياضيات في الحد الأدنى .
....
بعد فهم الحركة الموضوعية للحياة ، يسهل فهم الحركة التعاقبية للزمن .
حركة الحياة ثنائية :
1 _ حركة موضوعية تتمثل بتعاقب الأجيال ، أيضا بتقدم العمر الفردي بشكل مشترك وثابت ، ومتكرر بلا استثناء .
2 _ حركة ذاتية تتمثل بحركات الفرد ، المتنوعة والاعتباطية ، خلال مسيرة الحياة بين الولادة والموت .
....
الحركة الموضوعية للحياة تعاكس الحركة التعاقبية للزمن ، تساويها بالقيمة وتعاكسها بالإشارة والاتجاه .
بينما الحركة الذاتية للحياة اعتباطية ، وعشوائية بطبيعتها ، مع انها تقابل الحركة التزامنية للزمن أو الوقت ( تتمثل بفرق التوقيت العالمي ) .
....
بصرف النظر عن الجدل حول طبيعة الزمن ، بين الثقافة والطاقة ، تبقى حركة مرور الزمن حقيقة إنسانية _ موضوعية ، ومشتركة _ وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
....
توجد نقطة أخرى في علاقة الحياة والزمن ، بغاية الأهمية كما اعتقد ، تتمثل بالاختلاف بين علاقات التعاكس وعلاقات التناقض :
علاقة اليمين واليسار علاقة تعاكس .
علاقة الكبير والصغير علاقة تناقض .
علاقة التعاكس حالة خاصة ، بين علاقات التناقض .
بينما علاقة التناقض تتضمن علاقات التعاكس ، والعكس غير صحيح .
تبقى العلاقة بين الماضي والمستقبل غير معروفة ، والبعض يزعم أنها تعاكسية وتناظرية ، مثال ستيفن هوكينغ في كتابه " تاريخ موجز للزمن " .
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عماد الدين أديب يكشف حقيقة علاقة حسن نصر الله بالمرشد الإيرا


.. قراءة عسكرية.. كيف استطاعت المسيرة العراقية اختراق الدفاعات




.. دمار كبير ببلدة حارة الفاكهاني بالبقاع شرقي لبنان بعد الغارا


.. تشييع عدد من شهداء المجزرة الإسرائيلية في طولكرم بالضفة الغر




.. بشأن إيران والرد الإسرائيلي.. الرئيس الأميركي يقدم أول إحاطة