الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب هوية ام هوايه

حليم كريم السماوي

2006 / 9 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


كثر الحديث في العصر الحديث وفي العقد الاخير منه عن الارهاب ومكافحة الارهاب , واختلف البعض على تعريف الارهاب , وقد جاءت كل التعاريف والبحوث منطلقه من منافع ومصالح تتناول الارهاب وفقا لفكر ومصلحة من يتصدى للخوض في هذا المعترك
واراني الان من حقي ان اخوض مع الخائضين باعتباري من بلد تعرض لهذه الظاهره وهو العراق وكثر الحديث عن اصل ووقت ظهور الارهاب في العراق وبما انني اعتبر ما يدور في العراق من فوضى في كل المستويات هو ارهاب فلزم علينا ان نبحث باصل هذا الارهاب هل هو منظم ام تصرفات فرديه وماهي المحركات لكليهما سوى اكان منظما ام تصرف فردي

ومن خلال اطلاعي المتواضع على ماجرى في تاريخ العراق والتشابه الكبير للمارسات التي تجري الان مع ماجرى في عصور بديات التشكيل الحديث لمفهوم الدوله بعد العصر الراشدي للاسلام اي منذ العصر الاموي للدوله الاسلاميه وحتى يومنا هذا نرى وبدون تردد ان بدايه الارهاب هو سياسي وقد اطلق عليه حديثا بارهاب الدوله اي ان القمع والقتل والتمثيل كانت بدياته على ايدي القاده المتصدين على دست الحكم ضد معارضيهم واستمر هذا الارهاب الى حد بدايات القرن العشرين في بدايه تاسيس الدولة العراقيه الحديثه وبالذات بعد الحرب العالميه الاولى حيث تمكن العالم من وضع اسس جديده وقوانين تحكم علاقه الحاكم بالمحكوم وبعد ان اشتد عود الشعوب ووعيها في الحد من ممارسات الحكام على ممارسه ارهاب الدوله , وبهذا نعتبر ان الارهاب كان هويه تلك الدول وفي نفس الوقت اصبح الحكام يورثوها ابنائهم ويعتبرونها هواية يتلذذون بها ولا اريد ان اسوق امثله على ذلك لان الشعوب والناس مازالوا يذكرونها في كل حديث يدور بينهم عن الظلم وممارساته البشعه ولا افضل مثالا على الارهاب وبشاعته من قضية الانسانيه الكبرى الذي اهتز لها الضمير الانساني في كل بقاع الارض الا وهي قضية الحسين في كربلاء حتى اصبحت رمزا للارهاب الدوله وفي نفس الوقت رمزا لكرامة الرجال والشعوب
وبذلك اصبحت ثقافة الارهاب عند هولاء الحكام وعند النفعين او الاذناب التي تحيط بهم تشيع كما يتعلمون القراء ويتناولون ملذات الطعام عليهم ان يتعلموا فنون القتل والتمثيل وبذلك تميزوا في تاريخهم حتى تسموا به مثلا مؤسس الدوله العباسيه يدعى السفاح وهكذا

وفي منتصف القرن العشرين حيث وصلت الانسانية الى مستوا كبير من افكار التحرر ومناهضة الارهاب والعنصریة
لبس ابناء الفكر المتجذز بالارهاب من محبي السلطه والذين ورثوا المفاهيم الارهابيه عن طريق ثقافتهم الدينية والعنصرية وقد اسسوا لها بعلوم خاصه ليستندوا عليها وفي الوقت الذي كان لميراثهم الثقافي من تاثير جاء تاثير اخر من معطيات الحركه الانسيانيه حيث كان لظهور الفكر النازي سند اخر يمكنهم من خلط المفهومين والثقافتين باستخدام الشعارات والمفردات التي تفيد التضليل
مثل مفهوم العروبة والوحده مستفيدين من تطلعات الناس للانعتاق والتفكير في الخلاص بهذه المفاهيم فتسللوا كاللصوص الى دفه الحكم مره اخرى عن طريق تاسيس مافيات وعصابات واطلقوا عليها اسم الاحزاب وكان حزب البعث من بين اشد العصابات الارهابيه التي اخذت هذه المفاهيم من مؤسسه الذي درس وتأثر بالمفاهيم النازيه وخلطها بالارث الاهاربي التي امتازت به الحكومات التي تأطرت بمفهوم الدين لكي تظلل به الناس ولكنهم لم يفلحوا بتمرير هذه المفاهيم الا عن طريق نفس الاسلوب الذي سبقهم به اسلافهم الا وهو ارهاب الدوله وليس لهم طريق الى ذلك الا الاستيلاء على الحكم عن طريق هذه العصابات الارهابيه المسمات بالاحزاب وقد افلح البعثيون بذلك مستغلين الوضع المتدهور للامه بعد ان زرع الكيان الصهيوني فيها وزعزع كل شي . وبأشاعه المفاهيم التي لايمكن التصدي لها في حينها لان الدوله هي المالكه الوحيده لوسائل الاعلام والتي عند الاستيلاء عليها ستسوق لكل ما يريدون
واستمر هذا الفكر او هذه الثقافه بعد فتره قليله تمتع بها المجتمع بالحريه والتخلص من الارهاب لا تتجاوز النصف قرن حيث عمت في حينها مفاهيم البرلمانات والانتخابات , لكن هواية القتل وثقافة السلطه ما انفكت الا ان تعيد تسلطها مره اخرى
وحين سيطر البعثيون على الحكم ونشروا هذه الثقافه ظهر هناك افراد يمتازون بنزعه الشر وقد استغل البعثين هؤلاء الاشخاص لتنفيذ اغراضهم في قتل المعارضين وزرع الرعب بين الناس حين يقتضي الامر لتمرير سياسة ما ومن ابرز هذا الظواهر المعروفه لدى العراقين هي ظاهرة ( ابو طبر) ومنظمة ( حنين ) ومن ثم وقبلها كان الحرس القومي وبعدها تفننوا بايجاد مدارس لتخريج القتله والارهابين واجزلوا عليهم العطايا والامتيازات واسسوا الى جيش منظم من هؤلاء الاشخاص باجهزه تخصصيه بالاجرام والجريمه المنظمه ومن هذه الاجهزه المعروفه جهاز المخابرات الذي قاد ابرز عملياته في ابادة ابناء الدجيل المجرم برزان التكريتي.. ومن الطريف ان الارهابين لايميزون احيانا بين الصديق والعدو لان من الطبيعي ان لايكون للارهاب اخلاق ومبادي يعتمد عليها غير الجريمه والقتل ليس لهدف سوى ارضاء نزعة الساديه التي تشربت في الدم والتي لا تصمد اما مغريات المفاهيم وبهذا نرى ان البعثية وجدو ا اجهزه امنية داخل كل جهاز امني ينفذ جرائمهم ليأمنوا غدر بعظهم البعض وهذا ما حصل فعلا حيث نرى الكثير من العمليات الاجراميه طالت البعثيين انفسهم وكذلك فعل سيدهم المجرم صدام حين شعر بتهديد هذه العصابات قام بتصفية جماعية لافراد حزبة المجرم في المهزله المعروفه لدى العراقيين
من هذا نستخلص ان الارهاب والجريمه اصبح هويه كل بعثي وقد ادمن عليها البعض وتشرب بافكارها وقد فرضت على البعض والذي حصن نفسه من هذا الادمان ليخلص نفسه من شرور الجريمه
وكان خير علاج بعد ان اسقط نظام البعث الاجرامي سليل الجريمه المنظمه وثقافة الجريمه هو اجتثاث البعث.. واجتثاث البعث بمفهومي هو عملية تنسجم مع مفهوم مكافحة الادمان حيث ان هناك من ادمن لايرجى له الشفاء وأوغل في الجريمة وهذا بحكم القانون لايبرر له الادمان ارتكاب الجريمة حيث يجب ان يدان بجريمتي الادمان والقتل . بجريمة الانتماء للبعث وممارسة الجريمة والقتل وبهذا نخلص المجتمع منه .. واما من ادمن الجريمه بمفاهيمه الفكريه والثقافيه اصبح لزما علينا عزله من المجتمع وادخاله المصحة لتطهير بدنه وفكره من الادمان ومن ثم الحذر من انزلاقه في الجريمة مرة اخرى بعد ان افلت منهم من افلت ومن ثم اعادته للمجتمع وهو يتمتع بعافية الفكر
والان بعد هذا الاسهاب في مفهوم الارهاب في العراق تبين لنا انه تركة بعثية وكذلك نزعه توارثها اصحاب الافكار الدينيه المشوهة لتضليل الناس من اجل السيطره على السلطه ليس الا .

وبعد ان تبين لنا تشخيص المرض اصبح اذن من السهل علينا علاجه وذلك بثقافة جديدة تؤسس لمناهضه الارهاب وزرع المفاهيم الانسانيه التحرريه والمفاهيم الاسلاميه الصحيحه والمستندة على سماحة الاسلام الذي يقول ( المسلم من سلم الناس من لسانه ويده )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟