الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطفل ريان ضحية نظام عربي فاسد

راسم عبيدات

2022 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


بقلم :- راسم عبيدات
قضية الطفل ريان المغربي الذي سقط في البئر،وبقي فيه لخمسة أيام،لم تفلح كل الجهود التي بذلت من أجل إنقاذه حياً...وريان ليس بالحادثة الإستثنائية في وطن عربي ،انظمته العربية غارقة في الفساد وفي تحويل أوطانها الى اقطاعيات ومزارع خاصة لأسرها وعائلتها والدوائر المحيطة بها امنية وعسكرية وعشائرية ...أنظمة رغم كل الترليونات من الدولارات التي تملكها،لم تعمل على إحداث أي تنمية وتطور صناعي وزراعي وعلمي وتكنولوجي، أبقت على اقتصاداتها الريعية والخدماتية والمالية والإستهلاكية،واحتجزت تطور شعوبها،ومارست بحقها كل اشكال القمع والتنكيل وصادرت حرياتها ..وأبقتها في دائرة الفقر والبطالة والجوع .....هذه الأنظمة وما تملكه من إمكانيات مادية واساطيل اعلامية....لم توظف في مصلحة أمتنا العربية وشعوبها،بل هي كانت لعنة على هذه الأمة والشعوب،وظفوها في خدمة قوى الإستعمار وفي تدمير الوطن العربي وقتل أطفاله وشعوبه ...وذرف دموع التماسيح على الطفل ريان وحملات التبرعات لأطفال سوريا في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية، رغم براءة وطيبة وبساطة الناس التي هبت للتبرع وتلبية النداء، هي لا تعرف تشابكت وتعقيدات السياسة ..ولكن ما يعرفها،هي الأيدي والقنوات الخبيثة والمأجورة التي تحرك وتوجه وتقود وتسلط الضوء على هذه القضية أو تلك .....137 مليار دولار صرفتها العديد من المشيخات الخليجية من أجل تدمير سوريا ،وهي السبب المباشر في تشريد وتجويع أطفالها،والذين الكثيرون منهم ماتوا تجمداً من البرد في الخيام او غرقا في البحار أثناء الهجرة القسرية....وما ينطبق على أطفال سوريا،ينطبق على أطفال العراق،فمن منح الشرعية لأمريكا والغرب الإستعماري في غزو العراق وإحتلاله،بل وشارك في عملية " إغتصاب " بغداد ..؟؟، 450 مليار دولار أنفقتها ا ل س ع و د ي ة وغيرها من المشيخات الزجاجية على تدمير اليمن،وما زال لحم أطفاله تشويه طائرات العدوان...ولم نسمع وسيلة من وسائل اعلام " ا ل ع ه ر" العربي، حتى تنقل صور شوي لحم أطفال اليمن ...وكأن اليمن ليس بأصل العرب ،والذي هو لم يتخل في يوم من الأيام عن القضايا العربية،وفي مقدمتها شعب فلسطين وقضيته . ألم نرسل المرتزقة وما عرف بالعرب الأفغان والمال والسلاح الى أفغانستان بناء على أوامر وتعليمات "أمنا الحنونة" أمريكا،لمحاربة الشيوعية وإقامة إمارة إسلامية،والحقيقة غير ذلك بكثير،فحركة "طالبان" التي وصفها الرئيس الأمريكي أنذاك ريغان،بأنهم مقاتلون من أجل الحرية، من بعد خروج الإتحاد السوفياتي السابق من أفغانستان، أصبحوا مجموعة إرهابية ..وفي أيار من العام الماضي،ألم تشاهد قنوات " ا ل ع ه ر" العربي ..جثث أطفال فلسطين تحت الردم والدمار بفعل قصف طائرات الإحتلال، حتى صحيفة " هارتس" الإسرائيلية وكبرى صحف العالم من "نيويورك تاميز" الأمريكية و "الغاردن" البريطانية، نشرت صورهم على صدر صفحاتها الأولى،وقالت كفى للمجازر .
نحن ندرك بأن هذه الأنظمة وأساطيلها الإعلامية التي كانت تفبرك الصور والأفلام والأخبار عن جرائم مروعة مزعومة في هذه الدولة او تلك،تحركها دوافع وأجندات ومخططات،ليست لا في مصلحة الأمة ولا من أجل الدفاع عن أمنها القومي ولا من أجل استعادة أرض مغتصبة او تحرير اوطان.
نحن ضد الجرائم التي ترتكب بحق الأطفال أي كانت ديانتهم او مهذبيتهم أو جنسهم او قوميتهم، على قاعدة عدم تجزئة الإنسانية،فالجرائم ترتكب بحق الأطفال يجب ان تدان ويحاسب ويعاقب مرتكبيها أو المحرضين عليها،او من يشكلون "جدار" حماية لمرتكبيها ومنفذيها،ولكن ما نراه ونشهده بأن هناك انتقائية في الإدانة والمساءلة والمحاسبة والعقاب على خلفية الإرتباط بالمصالح والأهداف....وحتى في حملات الدعم والإغاثة لهؤلاء الأطفال يجري استغلالها وتوظيفها لحدمة اهداف وأجندات سياسية،قد يكون جزء من يهبون الى المساعدة والدعم ،ينطلقون في دعمهم ومساعدتهم ،بدافع الإنسانية والعواطف والمشاعر،ولا يعرفن ما هي الأهداف الخبيثة التي يسعى القائمين عليها لتحقيقها،ولذلك أنا أرى بأنه في قضية الطفل ريان وحملات الدعم لأطفال سوريا،في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية،تحمل أهدافاً وأجندات سياسية.
هذه الأنظمة التي تتقاطر وتتسابق على تطبيع علاقاتها مع دولة الإحتلال ،وتشكيل حلف " ابراهام" التطبيعي..وذهاب البعض منها الى ما هو أبعد من ذلك،بعقد أحلاف عسكرية وأمنية استراتيجية وتوقيع اتفاقيات ومعاهدات عسكرية وأمنية ،وشراء أسلحة وأنظمة دفاع جوي من دولة الإحتلال،ما يهمها بالأساس مصلحة انظمتها وامن عروشها،وآخر ما تفكر به شعوبها واطفالها،ولذلك هي توظف اساطيل اعلامها في أي قضية انسانية كقضية الطفل ريان او حملات الإغاثة لدعم أطفال سوريا في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية،بما يخدم مصالحها وأهدافها،وبما يحرف أنظار الجماهير عن القضايا الكبرى والمصيرية التي تهم امتنا وشعوبنا العربية.
ما جري ويجري هو عملية حرف للأنظار " وتطويع" لوعي الجماهير العربية،وإعادة انتاجه من جديد،وفق رؤيا تقوم على أساس تقبل ما تقوم به تلك الأنظمة من عمليات تطبيع ونسج واقامة احلاف امنية وعسكرية استراتيجية مع دولة الإحتلال،ونشر قواعد عسكرية لها على أراضيها.

فلسطين – القدس المحتلة
6/2/2022
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والتلويح بالسلاح النووي التكتيكي


.. الاتحاد الأوروبي: أعضاء الجنائية الدولية ملزمون بتنفيذ قرارا




.. إيران تودّع رئيسي ومرافقيه وسط خطى متسارعة لملء الفراغ السيا


.. خريجة من جامعة هارفارد تواجه نانسي بيلوسي بحفل في سان فرانسي




.. لماذا حمّل مسؤولون إيرانيون مسؤولية حادث المروحية للولايات ا