الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى نبدأ بطرح الأسئلة

احمد الحاج علي

2006 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لأول مرة في تاريخ حروبها مع العرب , تفشل إسرائيل في تحقيق انتصار على المقاومة اللبنانية , برغم استخدامها كافة الأسلحة الجوية والبحرية والبرية , ولأول مرة تفاجئ اسرائيل بمقاتلين مردة تعجز عن إلحاق الهزيمة بهم خلال أكثر من شهر من القتال المتواصل , ولأول مرة تخسر أكثر من مئة مقاتل في معركة مع العرب , ولأول مرة تدمر المقاومة اللبنانية عشرات الدبابات والآليات , ولأول مرة تطال صواريخ المقاومة الداخل الإسرائيلي , ولأول مرة يختبئ الاسرائليون في الملاجئ خوفا , ولأول مرة تدمر بعض البنى التحتية في اسرائيل , ولأول مرة تقبل اسرائيل بوقف إطلاق النار دون أن تحقق أهدافها .
والاهم من كل ما سبق انه للمرة الأولى تتم خلخلة البنية العقلية الإسرائيلية التي توهمت أن العرب سوف يتجرعون الهزيمة تلو الهزيمة وهم ساكنون كأموات .
لكن ليست المرة الأولى التي تعيد فيها إسرائيل حساباتها , وتجري تقييما للعمليات الحربية ضد لبنان , والمتتبع للصحف ومراكز الدراسات الاستراتيجية والسياسية وأساتذة الجامعات الإسرائيلية , يفاجئ بكم الأسئلة الهائل الذي طرحته هذه المنابر بلا خوف وبلا خطوط حمراء أو صفراء , ومن نماذج هذه الأسئلة , لماذا لم ننتصر ؟ ما هي الأسباب ؟ لماذا تكبدنا كل تلك الخسائر ؟ لماذا فشلنا في تقدير قوة المقاومة ؟ من المقصر من القيادات العسكرية والسياسية ؟ كيف نحاسبه ؟ بالمحاكمة , بالعقوبة ؟
كيف نتفادى الخطأ في المستقبل ؟ ما هي الوسائل والتحضيرات لحماية المدنيين الاسرائلين من هجمات المقاومة الصاروخية ؟ كيف نعزز قدرات الجيش؟ كيف نحقق الانتصار على المقاومة في حرب قادمة.... الخ
آلاف الأسئلة , يطرحها المجتمع الإسرائيلي ونخبه الفكرية والثقافية والسياسية والفكرية , برغم أن الجيش الإسرائيلي لم يهزم في معركته الأخيرة مع المقاومة , ولم يخسر أرضا من ارض دولته ولم تدمر آلته الحربية كما خسرنا نحن الأرض والكرامة في حروبنا السابقة معه , ومع ذالك فانه استشعر الخطر وفشل في تحقيق أهدافه فبدأ بإعادة حساباته بلا رحمة وبلا مجاملات وبلا نفاق لان المسالة تهم كيان اسرائيل ووجودها , أما نحن العرب ,
فقد هزمتنا اسرائيل خمس مرات وتجرعنا على يدها ذل وهوان الانكسار , وفقدنا الأرض والكرامة .
دون أن نطرح السؤال الأهم والمستعجل والذي لا يقبل التأجيل ,
لماذا هزمتنا اسرائيل ؟ لماذا هزمتنا دولة صغيرة ناشئة بمساحة جغرافية ضيقة , دون أن نرد عليها سوى بشعار الصمود والتصدي وكأننا امة مخلوقة من طينة غير طينة الأمم , الأمم التي تقبل التحدي والمواجهة , وتنهض كإعصار يدمر من دمرها , ويهزم من هزمها ودنس أرضها .
والى الآن مازلنا نفتقر إلى شجاعة طرح السؤال . لماذا هزمنا نحن العرب هزيمة أولى وثانية وثالثة ورابعة وخامسة ؟ ما هي الأسباب ؟ هل أسباب هزائمنا هو الضعف ؟ ما هي أسباب الضعف ؟ هل الأمة ضعيفة بسبب التخلف والجهل أم الاثنين معا ؟ ولماذا تنوء الأمة تحت كاهل التخلف والجهل والفقر ؟ من فقرها وخلفها وجهلها ؟ هل نلقي باللوم على الخارج ونحمله وزر هزائمنا ؟ هل الخارج لعنة سماوية لا براء منها ؟ هل نلغي العالم ونبقى لوحدنا حتى نرتاح من التآمر . ونحن ما هو دورنا ؟ لماذا لم نستطع حتى الآن دخول عصر الحداثة ؟

لماذا إسهاماتنا الاقتصادية والعلمية والصناعية والثقافية لا تذكر قياسا إلى الكثير من دول العالم ؟ هل يملكون عقولا لا نملك نحن مثلها ؟ هل جيوشنا سبب هزائمنا ؟ هل الجيوش هي من فرطت في الأرض ؟ أليست هي المسئولة عن تحرير الأرض ؟ لماذا ركنت هذه الجيوش إلى حياة الدعة والفساد ؟ لماذا تصرف الأموال الطائلة من قوت الناس على الجيوش بلا فائدة ؟ لماذا تحولت قادة الجيوش المهزومة أمام اسرائيل إلى نمور متنمرة على شعوبها ؟لماذا أفرزت هذه الجيوش بعد هزائمها حكاما مستبدين فاسدين همهم التسلط والتجهيل والقمع والنهب ؟ لماذا جيوشنا منهكة وضعيفة وتولي الأدبار بعد بدء المعركة بساعات قليلة ؟ هل الفساد المستشري بين صفوف الجيوش العربية هو السبب ؟ هل تركيبة الجيوش العربية القائمة على القبلية والعشائرية والطائفية هي سبب هزائمنا ؟ هل ضعف القيادات التعليمي وطريقة تلقينهم فنون القتال هي السبب ؟ هل ألامية المتفشية بين أكثرية أفراد الجيوش العربية هي احد أسباب الهزائم ؟
هل سبب ضعف الجيوش العربية هو تسلم قيادات الفرق والألوية والأفواج والكتائب بحسب الولاء وليس بحسب الكفاءة ؟
كيف نحل المعضلة ؟
هل تبقى الجيوش خطا احمر لا يجوز نقد أدائها ؟ ولماذا يبقى خطا احمرا ؟
ما هي الأسباب ؟
أما المواطن الذي تجرع هوان الهزيمة تلو الهزيمة , لماذا لا يحق له طرح الأسئلة حول جيشه ؟
لماذا لا يحق للمواطن الاحتجاج على نوعية معاملة الجيش لعناصره من الجنود الذين حولوا وجودهم المؤقت إلى مشروع استثماري حتى تزداد ثروات الضباط ؟
لماذا لا يحق للمواطن مثلا التساؤل عن صمت الجيوش العربية على احتلال الأرض ؟
ألا تكفي ثلاثون سنة , أربعون سنة من الاحتلال حتى نفكر بإعادتها ؟
هل نعزز قدرات جيوشنا القتالية والمعرفية ونعتمد عليها في تحرير الأرض وتكون هذه الجيوش خاضعة للمسائلة والمحاسبة ؟
هل نعتمد حرب التحرير الشعبية لتحرير الأرض ؟ وإذا اعتمدنا حرب التحرير الشعبية , هل يشترك ويشرف عليها حزب واحد أم عدة أحزاب أم كل فئات الشعب ؟
هل يعطى وكالة لطائفة لتحرير الأرض ؟ من هي الأطراف المنظمة للمقاومة ؟ هل السلطات الناهبة لثروات الوطن يمكن أن تكون وطنية ؟
الاستبداد لم يستطع تحرير شبر واحد خلال أربعين سنة هل يستطيع الاستبداد الآن تحرير ما عجز عن تحريره خلال أربعين سنة ؟
وهل يستطيع الإنسان المقموع , المقهور , الخائف , المفقر , المذل , المهان , من أنظمة الاستبداد أن يفكر بتحرير الأرض قبل أن يحرر نفسه؟
مئات الأسئلة وأكثر يجب أن تطرحها الأمة بكل فئاتها , عليها أن تطرح الأسئلة فلا بد من مخرج , ولابد من التغيير , فلدى الأمة توق لهزيمة من هزمها كل هذه الهزائم , وهي تدرك أن توقها لهزيمة عدوها الداخلي والخارجي لا يمكن أن يتحقق بدون الحرية والعدالة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر ترفض اقتراحا إسرائيليا جديدا لإعادة فتح معبر رفح


.. الانتخابات التمهيدية في ميريلاند وويست فيرجينا تدفع الجمهوري




.. حرب غزة.. تصورات اليوم التالي | #غرفة_الأخبار


.. حزب الله يعلن تنفيذ 13 هجوما ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. الباحث السياسي سعيد زياد: توسيع نطاق الحرب خارج فلسطين لا يخ