الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-موبي ديك- لهيرمان ملفيل

محمد زكريا توفيق

2022 / 2 / 7
الادب والفن


من هو هيرمان ملفيل:

ولد هيرمان ملفيل في الأول من أغسطس عام 1819 في مدينة نيويورك، وهو الثالث من بين ثمانية أطفال، ل ألان وماريا غانسيفورت ملفيل. كان من بين أسلافه العديد من المستوطنين الأسكتلنديين والهولنديين في نيويورك، فضلا عن عدد من القادة البارزين في الثورة الأمريكية. كان جد الأب، الرائد توماس ملفيل، عضوا في حزب الشاي في بوسطن، واشتهر جده لأمه، الجنرال بيتر غانسيفورت، بقيادة الدفاع عن حصن ستانويكس ضد البريطانيين خلال الثورة الأمريكية.

شارك والد ملفيل في استيراد اللباد والفراء، ولكن في عام 1830، انهارت أعماله وانتقلت عائلته من مدينة نيويورك إلى ألباني، حيث توفي بعد عامين. عندما كان هيرمان طفلا، عانى من ضعف البصر الشديد، بسبب نوبة من الحمى القرمزية. لكنه تمكن من الالتحاق بمدرسة نيويورك الثانوية للذكور. عمل ككاتب بنك قبل أن يلتحق بمدرسة ألباني الكلاسيكية، ثم عمل لفترة قصيرة كمدرس في بيتسفيلد، ماساتشوستس.

بالرغم من أنه قد درس المساحة في أكاديمية لاندينجسبورغ حتى يشارك في مشروع قناة إيري، إلا أنه لم يحصل على وظيفة في المشروع، وبدلا من ذلك، تم شحنه إلى خارج أمريكا كصبي كابينة على السفينة سانت لورانس، المتجهة إلى ليفربول.

بحلول هذا الوقت، كان ملفيل قد بدأ الكتابة بالفعل. في يناير من عام 1841، قام ملفيل برحلة ثانية على متن السفينة أكوشنيت لصيد الحيتان من نيو بيدفورد إلى البحار الجنوبية. وبحلول يونيو من العام التالي، رست أكوشنيت في جزر بولينيزيا، وأصبحت مغامرات ملفيل في هذا المجال أساس روايته الأولى، "تيبي" عام 1846.

هذه الرواية، تحكي قصة حياته المسالمة عام 1842 لعدة أشهر، بين أناس هم أكلة لحوم البشر. الرواية تعتبر من الخيال العلمي. روايته الثانية "أومو" عام 1847، تحكي تفاصيل مغامرات رحلة صيد حيتان أخرى، شارك ملفيل فيها تمردا للبحارة، أدى إلى سجنه في تاهيتي، لكنه هرب من السجن بسهولة في وقت لاحق.

رحلة ملفيل الأخيرة لصيد الحيتان، كانت على ظهر السفينة " تشارلز وهنري"، لكنه تخلف عن الرحلة عندما كانت ترسو السفينة في جزر هاواي، ثم عاد لكي يعمل كبحار بعد وصوله إلى بوسطن عام 1844.

في ذلك الوقت، كانت أوضاع عائلته الاقتصادية قد تحسنت. فقد أصبح شقيقه غانسيفورت سكرتيرا للمفوضية الأميركية في لندن، في ظل إدارة بولك. أصبح ملفيل الآن قادرا على دعم نفسه عن طريق الكتابة فقط. أول روايتين له كان حظهما من النجاح قليل.

في أغسطس عام 1847، تزوج ملفيل إليزابيث شو، ابنة رئيس قضاة ماساتشوستس، وبدأ رواية جديدة، "ماردي"، التي نشرت عام 1849. كانت الرواية مغامرة أخرى، لكن عناصرها الخيالية وأسلوبها جعلاها خيبة أمل نقدية وتجارية.

لكن روايتي " ريدبورن" (1849) و"السترة البيضاء" (1850)، كانتا أسعد حظا، بعد أن غير ملفيل من أسلوبه. ومن هنا بدأت شهرته في عالم الأدب.

في صيف عام 1850، تحت تأثير ناثانيل هاوثورن مؤلف رواية "الرسالة القرمزية"، اشترى ملفيل مزرعة "أروهيد" بالقرب من بيتسفيلد، حتى يكون بالقرب من هاوثورن، وأصبح الرجلان اللذان يشتركان في فلسفات مماثلة، يعيشا بالقرب من بعضهما.

أيقظت العلاقة مع هاوثورن طاقات ملفيل الإبداعية، وفي عام 1851 نشر ملفيل روايته الأكثر شهرة، موبي ديك. بالرغم من أن الرواية أصبحت الآن علامة بارزة في الأدب الأمريكي، إلا أنها لم تلق سوى القليل من الإشادة عند إصدارها.

تبع ذلك برواية "بيير" عام 1852، وهي رواية استمدت أحداثها من تجارب ملفيل، عندما كان شابا. هي من أهم أعماله خارج "موبي ديك" ومجموعة قصصه القصيرة.

في عام 1856، سافر ملفيل إلى أوروبا، وتبع هذه بنشر رواية "رجل الثقة" (1857)، وهي الرواية الأخيرة التي نشرها خلال حياته. ثم كرس ملفيل نفسه لجولات يلقي فيها المحاضرات، وقام برحلة حول العالم، انتهت في سان فرانسيسكو. ثم نشر بعض قصائد الشعر في السنوات المتبقية له، ولكن هذه الأعمال لم تكن ملحوظة.

شهدت السنوات الأخيرة لملفيل مأساته الشخصية. أطلق ابنه مالكولم النار على نفسه في عام 1867، وتوفي ابن آخر، ستانويكس، بعد مرض طويل ومنهك عام 1886. خلال سنواته الأخيرة، عاد إلى كتابة النثر، وأكمل رواية "بيلي بود"، التي لم تنشر حتى عام 1924، بعد عدة عقود من وفاته. بعد الانتهاء من " بيلي بود" بخمسة شهور، توفي ملفيل في 28 سبتمبر عام 1891 في مدينة نيويورك.

رواية موبي ديك:

رواية موبي ديك هي الرواية السادسة التي نشرها هيرمان ملفيل، وهي علامة بارزة في الأدب الأمريكي، مزجت عدة أساليب أدبية، بما في ذلك قصة مغامرة خيالية وتفاصيل تاريخية وحتى مناقشة علمية.

هي قصة رحلة سفينة صيد الحيتان بيكود. الرواية تستمد جزئيا من تجارب مؤلفها، حينما كان يعمل بحارا على سفن صيد الحيتان، قبل أن يستقر في نيو إنجلاند ككاتب.

استلهم المؤلف عنوان "موبي ديك" من مقال في مجلة كنيكربوكر في مايو 1839 بعنوان "موكا ديك"، ويعني الحوت الأبيض في المحيط الهادي. مؤلف المقال، هو جيرمايا رينولدز. والمقال يصف تفاصيل صيد الحوت العملاق الأسطوري بين الحيتان، وهجماته الشرسة على السفن.

سمي الحوت كذلك تيمنا بجزر موكا، وهي المنطقة التي كانت تشاهد فيها الحيتان بشكل شائع. "ديك"، فهو اسم شائع للذكور. أما "موبي"، الاسم الذي جاء في عنوان الرواية، فلم يستدل على أصله بشكل قاطع.

في الوقت الذي كان ملفيل قد بدأ فيه كتابة رواية موبي ديك، كان قد فقد قدرا كبيرا من الشهرة كروائي، بعد العديد من الإخفاقات والروايات المخيبة للآمال. كان يبغي من كتابة موبي ديك، العودة إلى قصص المغامرة مثل روايتيه السابقتين، "تيبي" و"أومو". لكن هذه المرة، أخذت الرواية الجديدة منعطفا مختلفا، بالرغم من أنها قد بدأت كمغامرة رومانسية خيالية.

في هذا الوقت، أصبح ملفيل متأثرا بعمق ب مؤلفه وجاره ناثانيل هاوثورن، الذي تحمل أعماله الساخرة والجادة بعض التشابه مع الملحمة المأساوية التي أنتجها ملفيل. رواية ملفيل، تعتبر تحولا بعيدا عن المغامرة الرومانسية التي وعد ناشره بها. تأثره بأعمال شكسبير وصديقه هوثورن، جعله يكتب رواية عميقة استطراديه.

أول نشر لرواية موبي ديك، كان في لندن، في أكتوبر عام 1851. نشرت تحت عنوان الحوت في ثلاثة أجزاء. لكن رفضتها الرقابة بسبب بعض محتواها السياسي والأخلاقي.

استبعد الناشر البريطاني، ريتشارد بنتلي، بدون قصد خاتمة الرواية. مما دفع العديد من النقاد إلى التساؤل كيف يمكن أن يروي إسماعيل الحكاية كالشخص الأول، بينما الفصل الأخير يقول بعدم وجود ناجين يشهدون غرق البيكود.

ثم جاء أول نشر أمريكي للرواية في الشهر التالي. النسخة الأمريكية، نشرتها دار "هاربر أند برزرز". بالرغم من إصلاح الخطأ، وإضافة الخاتمة، إلا أن الرواية لم تلق قبول النقاد أو القراء، الذين توقعوا مغامرة رومانسية في أعالي البحار، شبيهة بروايات ملفين السابقة. لذلك، تعثرت سمعة الرواية لعدة سنوات، ولم تكن تقيم من الروايات الرئيسية في الأدب الأمريكي، إلا بعد وفاة ملفيل.

ملخص موبي ديك:

رواية موبي ديك، تأليف هيرمان ملفيل، هي قصة ملحمية لرحلة سفينة صيد الحيتان، بيكود، وكابتنها "أهاب"، الذي يلاحق بدون كلل أو هوادة، حوت العنبر الهائل "موبي ديك"، خلال رحلة حول العالم. الراوي هو إسماعيل، بحار على البيكود، وهو يقوم بالرحلة بدافع حبه للبحر والصيد.

تبدأ الرواية بوصول إسماعيل إلى ميناء نيو بيدفورد، وهو في طريقه إلى نانتوكيت. يذهب للراحة وقضاء ليلته في حانة سبوتر في نيو بيدفورد. هناك يلتقي ب كويكيج، وهو قاذف حراب من نيوزيلندا، سيبحر أيضا على متن البيكود.

بالرغم من أن كويكيج يبدو خطيرا ومخيفا، إلا أنه وإسماعيل يجب أن يشتركا معا في المخدع. لكن، سرعان ما تنمو بنهما صداقة متينة، وإعجاب متبادل. كويكيج، هو في الواقع ابن زعيم كبير من نيوزيلندا. جاء راغبا في التعلم بين المسيحيين.

في اليوم التالي، يحضر إسماعيل قداسا في كنسية، ويستمع إلى خطبة الأب مابل، الواعظ الشهير، وهو يلقي وعظة، ذكر فيها قصة يونس (يونان) والحوت، وبين من خلالها كيف يمحق الحق الباطل.

على مركب شراعي في طريقهما إلى نانتوكيت، قابل إسماعيل وكويكيج رجلا كان يسخر من كويكيج. عندما اجتاحت المركب عاصفة عاتية، نجد كويكيج ينقذ هذا الرجل. في نانتوكيت، كان أمام كويكيج وإسماعيل، الاختيار بين ثلاث سفن لرحلة بحرية مدتها سنة كاملة.

قاما باختيار السفينة "بيكود". يعلمان أن الكابتن الجديد للسفينة هو "أهاب". هو رجل عظيم وقاس. قبل بداية الرحلة، يصادف إسماعيل وكويكيج شخصا غريبا يدعى إيليا، يتنبأ بانتهاء رحلتهما بكارثة.

يصعد إسماعيل وكويكيج إلى متن السفينة بيكود. الكابتن أهاب لا يزال غامضا غير مرئي. منعزل في مقصورته الخاصة به. البحارة، بيليج وبيلداد، يتشاوران مع ستاربوك. وهو بحار ثالث، من جماعة الكويكر الدينية، ومواطن من نانتوكيت، ورجل عملي وواقعي جدا.

بحار آخر هو ستوب، مواطن من كيب كود، يتسم بالمرح وعدم الاكتراث للهموم. فلاسك، بحار مشاكس من مارثا فينيارد. ثم يقدم مؤلف الرواية ملفيل، بقية الطاقم، بما في ذلك قاذف الحراب الهندي، تاشتيجو، وقاذف الحراب الأفريقي داغو.

بعد عدة أيام من الرحلة، يظهر الكابتن أهاب أخيرا كرجل مصنوع من البرونز، إحدى ساقيه عاجية مصنوعة من عظم الحوت.

يطلب أهاب من طاقم البيكود البحث عن حوت أبيض الرأس مع جبين مجعد، "موبي ديك". وهو الحوت الأسطوري الضخم الذي تسبب في بتر ساق أهاب. يقول ستاربوك، أن هوس أهاب بقتل "موبي ديك"، هو الجنون بعينه.

لكن يدعي أهاب أن كل شيء وكل حدث، مخفي ومغلف بقناع. هناك بعض المنطق غير المعروف وراء هذا القناع، وعلى الإنسان أن يضرب من خلاله. بالنسبة ل أهاب، "موبي ديك" هو ذلك القناع. يبدو أن أهاب نفسه يدرك مدى جنونه.

ستاربوك يبدأ في القلق على مصير السفينة وحياة بحارتها. فهو يعلم الآن أن السفينة يقودها قبطان مجنون. هو يرى نهاية غاشمة لأهاب والسفينة.

عندما اقترب حوت من السفينة، أمر الكابتن أهاب طاقمه الخاص والذي يقارنه إسماعيل بالأشباح، بمهاجمة الحوت بقواربهم. هاجم البحارة الحوت، وقام كويكيج برشق حربته في جسده، لكنها لم تكن كافية لقتله. من بين طاقم "الأشباح" في القارب، "فضل الله"، وهو مجوسي شرير.

بعد اجتياز رأس الرجاء الصالح، تقابل البيكود سفينة الباتروس. يسأل أهاب طاقمها عما إذا كانوا قد رأوا موبي ديك أثناء إبحارهم، لكن أهاب لا يستطيع سماع الإجابة.

يقوم بحارة السفينة بيكود بصيد حوتا تصادف مروره بالسفينة. عند محاولة جلب الحوت إلى السفينة، هاجمت أسماك القرش جسم الحوت، وكاد كويكيج أن يفقد يده أثناء هذه الأحداث.

ثم تقابل السفينة بيكود بعد ذلك السفينة جيروبوم المنكوبة بوباء. البحار ستاب يروي في وقت لاحق قصة عن السفينة والتمرد الذي وقع على ظهرها. يحذر قائد الجيروبوم أهاب من ملاحقة موبي ديك.

بعد قتل حوت العنبر، يقوم ستوب أيضا بقتل "الحوت الصحيح"، وهو نوع من الحيتان سهل الصيد، لذلك يسمى بالصحيح. بالرغم من أن هذا ليس على جدول أعمال السفينة، إلا أن وجود رأس حوت العنبر ورأس الحوت الصحيح، يعتبر فأل حسن للسفينة. ثم يقوم ستوب وفلاسك بمناقشة الشائعات التي تقول بأن أهاب قد باع روحه لفضل الله، المجوسي الشرير.

السفينة التالية التي تلتقي بها بيكود هي سفينة "العذراء"، وهي سفينة ألمانية في حاجة ماسة إلى النفط. ثم تتنافس البيكود مع العذراء على حوت كبير، وتنجح البيكود في اصطياده. لكن، يبدأ جسم الحوت في الغرق. مما جعل البيكود تتخلى عنه. ثم تقابل البيكود مجموعة كبيرة من حيتان العنبر، وتصيب العديد منهم، ولكن تلتقط واحدا فقط.

يقوم ستاب بخداع السفينة الفرنسية التالية، "بوتون دي روز"، ويوهمها بأن الحيتان التي قاموا باصطيادها، لا فائدة فيها، وستلحق الضرر بسفينتهم. وعندما ترك الفرنسيون حيتانهم، أخذها بحارة السفينة بيكود، على أمل أن يجدوا من بينها ولو حوت عنبر واحد.

السفينة التالية التي قابلتها البيكود، هي سفينة بريطانية تسمى صامويل إنديربي. تحمل أخبار موبي ديك. لكن طاقمها الدكتور بونجر، يحذر أهاب، وينصحه بترك الحوت وشأنه.

في وقت لاحق، يكسر ساق أهاب ويقوم النجار بإصلاحه. عندما علم ستاربوك أن البراميل بها تسريب، يذهب إلى كوخ أهاب لإبلاغه بذلك. لا يوافق أهاب على نصيحة ستاربوك بخصوص هذه المسألة. فيغضب أهاب غضبا شديدا ويرفع بندقية على ستاربوك.

بالرغم من أن أهاب يحذر ستاربوك من أنه لا يوجد سوى إله واحد على الأرض وكابتن واحد على البيكود، فإن ستاربوك يخبره أنه لن يكون هو الخطر عليه، بل الخطر يأتي من أهاب نفسه. فيرضخ أهاب لنصيحة ستاربوك.

يمرض كويكيج بالحمى، ويبدو أنه يقترب من الموت. لذلك يطلب من النجار عمل زورق، يكون بمثابة تابوت بحجم جسمه. يقيس النجار كويكيج ويبنى له الزورق. لكن كويكيج يعود إلى صحته، ويحتفظ بالنعش أو بالزورق.

عند الوصول إلى المحيط الهادئ، يطلب أهاب من بيرث الحداد صياغة حربة لكي يستخدمها ضد موبي ديك. يقوم بيرث بصنع الحربة التي طلبها أهاب، ويدعي بأنه قد عمد الحربة باسم الشيطان.

السفينة التالية التي تلتقي بها بيكود هي سفينة "الباشالور". ينكر قبطانها وجود موبي ديك. في اليوم التالي، يقتل بحارة البيكود أربعة حيتان، وفي تلك الليلة يحلم أهاب بعربات نقل الموتى. ثم يتعهد هو وفضل الله بقتل موبي ديك والبقاء على قيد الحياة، ويفتخر أهاب بخلوده.

يجب أن يقرر أهاب قريبا بين طريق سهل، يمر برأس الرجاء الصالح العودة إلى نانتوكيت، وطريق صعب، يطارد فيه موبي ديك لقتله. يختار أهاب مواصلة مطاردة موبي ديك بدون أدنى تردد.

سرعان ما تواجه بيكود اعصارا في رحلتها في المحيط الهادئ، وبينما يقاوم بحارتها هذه العاصفة، تتلف بوصلة السفينة. عندما يعلم ستاربوك هذا ويذهب إلى كوخ أهاب ليخبره، يجد الرجل العجوز نائما. ستاربوك يفكر في إطلاق النار على أهاب من بندقيته، لكنه لم يقدر على ذلك، عندما وجد أن أهاب يبكي أثناء نومه ويقول: "موبي ديك، لقد قبضت على قلبك أخيرا".

في صباح اليوم التالي بعد الإعصار، يصلح أهاب العطل في البوصلة بالرغم من شكوك طاقمه، وتستمر السفينة في رحلتها. يعلم أهاب بجنون بيب، فيقدم كابينته للصبي المسكين. ثم تقابل البيكود سفينة أخرى، رايتشل، قبطانها، جاردينر"، يعرف أهاب.

يطلب جاردينر مساعدة البيكود في البحث عن ابنه، الذي ضاع في البحر، لكن أهاب يرفض رفضا قاطعا البحث عنه، عندما يعلم أن موبي ديك قريب. السفينة النهائية التي تلتقي بها بيكود، هي السفينة بهجة. وهي السفينة التي اشتبكت مؤخرا مع موبي ديك، وكادت أن تدمر بالكامل.

قبل العثور على موبي ديك مباشرة، يتذكر أهاب منذ أربعين عاما، اليوم الذي اصطاد فيه حوته الأول. ويتأسف لعزلته هذه السنوات في البحر. ويعترف بأنه يطارد فريسته كشيطان لا كرجل.

الصراع ضد موبي ديك يستمر ثلاثة أيام. في اليوم الأول، يبحث أهاب عن الحوت بنفسه، ويطلق قوارب صيد الحيتان ناحيته. يهاجم موبي ديك قارب أهاب ويتسبب في غرقه. لكن ينجو أهاب من محنته عندما يصل إلى قارب ستاب.

بالرغم من هذه المحاولة الفاشلة الأولى لهزيمة الحوت، يلاحقه أهاب لليوم الثاني. في اليوم الثاني من المطاردة، تحدث نفس الهزيمة تقريبا. هذه المرة موبي ديك يكسر ساق أهاب العاجية، في حين يموت فضل الله عندما يتلعثم في خيوط الحراب ويغرق.

بعد هذا الهجوم الثاني، يعنف ستاربوك أهاب، ويقول له إن مطاردته غاشمة وتعتبر كفر وتجديف. أهاب يعلن أن مطاردة موبي ديك هي قدر مكتوب، ويسعى إليها لليوم الثالث.

في اليوم الثالث للهجوم على موبي ديك، يفزع ستاربوك من الرضوخ لأوامر أهاب. في حين يقول أهاب لستاربوك إن "بعض السفن تبحر ثم تفقد في البحر". هو هنا يعترف بعدم جدوى مهمته.

عندما يصل أهاب وطاقمه إلى موبي ديك، يرشق أهاب الحوت أخيرا بحربته، ولكن الحوت مرة أخرى يقلب ويدمر قارب أهاب. ثم يهاجم الحوت السفينة بيكود نفسها فتبدأ في الغرق.

في عمل انتحاري على ما يبدو، يلقي أهاب بنفسه على ظهر موبي ديك، لكنه يتلعثم في حبال الحراب ويجد نفسه مربوط بجسم الحوت. الوحيد الذي ينجو من هجوم موبي ديك، هو إسماعيل. كان محظوظا لكونه على متن قارب صيد الحيتان بدلا من أن يكون على ظهر البيكود.

في نهاية المطاف، يتم إنقاذه من قبل السفينة راشيل، التي يواصل قائدها البحث عن ابنه في عداد المفقودين، إلا أنه قد عثر على شخص آخر، هو إسماعيل. السفينة بيكود تم تدميرها وغرقها بالكامل. كل طاقمها والكابتن أهاب، قد غرقوا جميعا، فيما عدا إسماعيل. الذي عاش لكي يحكي لنا هذه المأساة.

ملاحظات على الرواية:

رواية موبي ديك هي واحدة من أروع الروايات التي يمكن أن تقرأها في حياتك. لكن عليك أن تتذكر أن أسلوب الرواية ليس سهلا أو سرديا. حبكة الرواية ليست سوى أربعة فصول أو ستة على الأكثر. باقي الفصول عبارة عن ملاحظات في التاريخ الطبيعي للحيتان، وطرق صيدها. وعن الدين، الخ. الرواية في الأساس، مثل رواية دون كيشوت، هي رواية خيالية. يمكن قراءتها على أكثر من مستوى.

كابتن أهاب:


الكابتن أهاب، هو قبطان السفينة بيكود، وهو رجل كبير في السن يبلغ من العمر 60 عاما. أمضى منها ما يقرب من أربعين عاما كبحار، ثلاث سنوات فقط من الأربعين، قضاها على اليابسة. يبدو أن له زوجة وابن، لكن وجودهما ليس له أهمية بالنسبة للرواية.

الرواية هي في الأساس قصة أهاب وسعيه للانتصار على حوت العنبر الأسطوري موبي ديك. هذا الحوت سبق أن قطع ساق أهاب، مما جعله يستخدم ساق عاجية للمشي. أهاب هو إنسان عنيد، غطرسته وهوسه الدائم بمطاردة موبي ديك، أخاف رجاله.

في كثير من النواحي، يصور ملفيل أهاب على أنه إنسان، تحكمه الأعراف والطباع البشرية، يتملكه هوس خاص بقتل الحوت موبي ديك. وفي نواحي أخرى يصفه ملفيل بعبارات غريبة. شخصية لا تنتمي لعالم الأحياء. إنه مثل الآلة، لا يحيد قيد أنملة عن هدفه. في رأسه فكرة، يجب أن تتحقق بأي ثمن. إنه ديكتاتور أو إله على السفينة، لا يقبل المعارضة. أنه شيطان، يسعى إلى تدمير كل شيء، لكي يثبت أنه على حق.


إسماعيل:

إسماعيل هو الراوي. هو بحار بسيط على البيكود. يقوم بالرحلة بسبب حبه للبحر. دوره في الرواية غير أساسي. يقوم بمراقبة ما يجري حوله. وهو الوحيد الذي له علاقة شخصية هامة ب كويكيج. إسماعيل هو الناجي الوحيد من رحلة بيكود. يعيش ليحكي قصة موبي ديك.

ستاربوك:

ستاربوك، هو شخصية رئيسية في الرواية. هو مواطن من نانتوكيت، ومن جماعة الكويكر، وهي جماعة لها طقوس دينية مسيحية وعادات مختلفة. لذلك نجده رقيقا وبراجماتيا.

يصوره ملفيل في الرواية على أنه يؤمن بضعف الإنسان، وقدرته على التغلب على أخطائه. في الرواية، هو الوحيد بين الشخصيات، القادر على معارضة أهاب علنا. يعتقد أن سعي أهاب لقتل موبي ديك، هو مجرد حماقة، ومهمة انتحارية.

بالرغم من شكوكه حول أهاب والعداء الصريح بينهما، إلا أنه لا يزال مواليا لقائده، حتى عندما حانت فرصة لقتله. إذا كان أهاب هو بطل الرواية وإسماعيل هو الراوي، فإن ستاربوك هو الحكمة والضمير والمعارضة النبيلة في الرواية.

كويكيج:

كويكيج هو قاذف حراب من نيوزيلندا، وهو ابن ملك. قد تخلى عن العرش من أجل السفر حول العالم على متن سفن صيد الحيتان، والتعرف على المجتمع المسيحي. يلتقي بإسماعيل في حان سبوتر في نيو بيدفورد.

يصور ملفيل سلوك كويكيج على أنه مزيج من السلوك المتحضر والوحشية. بالتأكيد في مظهره ونشأته هو غير متحضر وفقا لمعايير الشخصيات الرئيسية في الرواية، لكن ملفيل، من خلال الراوي إسماعيل، يرى كويكيج إنسانا نبيلا بشكل لا يصدق.

فهو مهذب وشجاع. يعتبر مرحلة انتقالية من الوحشية إلى الحضارة، وفي الفصول الأخيرة، يعاني من مرض، لكن يتعافى منه. تربطه بإسماعيل صداقة قوية طول الرواية.

الحوت موبي ديك:

الحوت موبي ديك، يمثل العظمة التي لا مثيل لها. يصف ملفيل، من خلال إسماعيل، حوت العنبر في العديد من الفصول غير السردية للرواية. تتكرر فكرة أن الحوت موبي ديك ليس له مثيل بين الكائنات.

يستخدم ملفيل حججا بيولوجية وتاريخية، من أجل إثبات تفوق الحوت على جميع الكائنات الأخرى. خلال عدد من المناسبات يذكر ملفيل علاقة صيد الحيتان بأنشطة ملكية. فمثلا، لويس السادس عشر ملك فرنسا، كان يدعم صناعة صيد الحيتان ويعتبر لحم الحوت كطعام شهي، يصلح فقط للناس الأكثر تحضرا. بالإضافة إلى ذلك، يستشهد ملفيل بالأساطير الهندية، حيث يتجسد الإله فيشنو في جسم حوت.

وضع الحوت موبي ديك، كخصم في مواجهة كابتن أهاب، في أحسن الأحوال، هي مهمة محكوم عليها بالفشل. فالحوت شخصية لا يمكن القضاء عليها بسهولة، ولا يمكن هزيمتها على الإطلاق. فمن هو الحوت موبي ديك؟ ولماذا يريد كابتن أهاب الانتقام منه؟ هل لأنه تسبب في بتر ساقه؟ أم هناك سبب آخر لا نعرف؟



الفيلم انتاج 1956:

عندما طلب المخرج جون هيوستن من جريجوري بيك القيام بدور أهاب، فوجئ بالعرض. كان يعتقد أن من الأفضل له القيام بدور ستاربوك، لكنه وافق أخيرا على القيام بدور أهاب. تم تصوير الفيلم في أيرلندا وويلز. كتبت جريدة النيويورك تايم عن الفيلم: "إنه أحد الأفلام العظيمة التي أنتجت في هذا العصر"

طاقم الفيلم:

كابتن أهاب: جريجوري بيك
إسماعيل: ريتشارد بيزهارت
ستاربوك: ليو جين
المخرج: جون هيوستن

يمكن مشاهد الفيلم بجودة عالية من هذا الموقع:
https://tubitv.com/movies/300453/moby-dick








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا