الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فبراير إغران وفبراير أديس أبابا

سعيد هادف
(Said Hadef)

2022 / 2 / 8
الصحافة والاعلام


فبراير هو الشهر الثاني في التقويم الغريغوري، ويتميز عن بقية الشهور بأمرين: هو أقصر الشهور الغريغورية، يبلغ عدد أيامه 28 في السنوات العادية، وفي السنة الكبيسة يصبح عدد أيمه 29 يوما.
لعل أبرز حدث غطى الأسبوع الأول من فبراير هو ذلك الحدث الذي فكّ، على الصعيد العالمي، العزلة عن جبال شفشاون بدوار إغران حيث البئر التي سقط في جوفها الطفل ريان. وبالرغم من المظهر التراجيدي الذي طبع النازلة إلا أنها خلقت حدثا خصبا وحراكا إعلاميا أعطى للحدث زخما إنسانيا أيقظ المشاعر وبث فيها حرارة كانت تفتقر إليها.

تزامن هذا الحدث مع أسبوع الوئام العالمي بين الأديان واليوم العالمي للأراضي الرطبة واليوم العالمي للأخوة الإنسانية. وما يميز هذا الشهر أيضا بعض أيامه الأممية كاليوم العالمي للإذاعة واليوم العالمي للعدالة الاجتماعيةواليوم العالمي للغة الأم. وهذه الأيام الأممية في حاجة إلى ثقافة ترفع من قيمتها الرمزية وتجعلها في صلب انشغالات الدولة والمواطن.
وفي السياق، التأمت البلدان الأفريقية في قمة أديس أبيبا لتدارس عدد من القضايا، تمخضت عن لجنة أوكل إليها مهمة النظر في عضوية إسرائيل كعضو مراقب بالاتحاد، ويبدو أن القارة ستبقى غارقة في قضايا هامشية كعادتها بعيدا عن قضاياها الحقيقية التي فشلت في تدبيرها طيلة عقود من الاستقلال.

دول هذه القارة فشلت في بناء علاقات سوية مع شعوبها ومع دول الجوار ومع القوى العظمى التي تغلغلت في شؤونها، وتبدو البلدان المغاربية مثالا ساطعا لهذا الفشل في أغلب تمظهراته السياسية والتنموية والإعلامية.
فبراير قمة إغران سرق الأضواء من فبراير القمة الأفريقية، ظلت الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي تنقل الحدث بكامل خصوبته نقلا حيا على مدى خمسة أيام، بينما أشغال القمة بأديس أبيبا ما كان ليلتفت إليها أحد لولا إسرائيل التي أصبحت عضويتها مثار جدل ومزايدة في سوق الدجل السياسي.
منذ أربعة أشهر، في مقال تحت عنوان "على بعد شهرين من عام 2022"، أنهيته بما يلي:"مع الاحتفال برأس العام الجديد، تكون المنطقة المغاربية، بلا شك، قد دخلت أقطارُها وبشكل منفرد، في نفَسٍ جديد من "البث التجريبي" لنسخة أخرى من "الدولة الجديدة"، يبقى فقط، هل ستنجح هذه الأقطار في الخروج من "البث التجريبي" ومن السياسة الفاشلة، وتحظى الشعوب المغاربية بدول جديدة ناجحة؟ أم أن الأمر لا يتعدى عملية استنساخ للفشل؟"

يبقى السؤال مطروحا على النخب الأكاديمية بالدرجة الأولى، ليس على النخب التي تشتغل في صمت وتعمل على إضاءة الخلل الذي تعاني منه الأنساق السياسية المغاربية، ولا على الريجيمات السياسية الحاكمة بل يبقى مطروحا على النخب الجامعية والإعلامية التي تنط من حدث إلى حدث وتثير الزوابع هنا وهناك دون أن تنير الرأي العمومي بما يخدم قضاياه، كما لو أن مهمتها هي تضليل الشعب والدولة وبث خطاب الكراهية كلما وجدت إلى ذلك سبيلا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
على بعد شهرين من عام 2022 https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735941








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة