الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعوة لاجتماع المجلس المركزي وأزمة اليمين الفلسطيني

غسان ابو نجم

2022 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


جاءت الدعوة لعقد جلسة للمجلس المركزي التي وجهتها القيادة المتنفذه لمنظمة التحرير الفلسطينية في ظل ظروف إقليمية ودولية غاية في التعقيد دوليا يشهد العالم حالة من الاصطفاف السياسي في ظل الاتجاه نحو ثنائية القطبية العالميه فالصين الصاعدة بثبات وقوة اقتصاديا تضع اللمسات الاخيرة لطريق الحرير الذي يخرج التجارة الدولية من هيمنة رأس الشر العالمي وحلفائها عالميا ويبني شكلا جديدا لاسس وممرات واليات التبادل التجاري العالمي بالتعاون مع روسيا التي تشكل رعبا عسكريا للقطب الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة والمستحوذ الرئيسي على مصادر الطاقة والغاز تحديدا الذي تسعى رأس الشر العالمي عرقلة مروره الى اوروبا عبر اثارة صيحات الحرب في اوكرانيا المعبر الاساسي لخط الغاز من جهة ومحاولة استبداله بخط الغاز القطري بالتعاون مع حليفها الاسترتيجي الكيان الصهيوني من جهة أخرى واقليميا تشهد المنطقة العربية حالة من الهرولة نحو التطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني يرافقها تمدد خطير للكيان في المنطقة العربية اقتصاديا (الاتفاقيه الاقتصادية مع المغرب) وعسكريا (التدخل المباشر في حرب اليمن والاتفاقات العسكرية مع الإمارات) ومحاولات الدخول في منظمات وهيئات عربية (منظمة شمال أفريقيا) ويأتي هذا الحراك الصهيوني المحموم محاولة منه لحصار حالة الانتصار التي حققها ويحققها محور المقاومة فسوريا لم تهزم ولم تسقط في مستنقع التطبيع والهجمات اليمنية على السعودية كرد على العدوان ازدادت ضراوة والهجمات الصاروخية اليمنية على إمارة الكاز والغاز ضربت العمق الإماراتي وارعبت الكيان الصهيوني الأقرب جغرافيا إلى اليمن والتهديدات المتكررة للمقاومة اللبنانية بضرب العمق الصهيوني مما يجعل المنطقة العربية في حالة من التوترات المتلاحقة.
فلسطينيا وبعد ان حسم اليمين الفلسطيني موقفه من الصراع مع المحتل لصالح نهج التفريط والتساوق مع المحتل سياسيا وامنيا وحولت سلطة دايتون التي من المفترض ان تكون سلطة ممثلة للشعب الفلسطيني حولتها الى سلطة ريعية يقودها مجموعة من المتنفذين واداة قمعية للمقاومين الفلسطينين واداة امنية تخدم المحتل الصهيوني وحولت حركة فتح الى جيش من الكتبة وسياسيا تم التفريط بكل الثوابت الفلسطينية فاسقط عمليا حل الدولتين والاستيطان التهم الارض الفلسطينية واسقط خيار المقاومة والتزمت فقط بخيار التفاوض الذي ثبت بالمطلق بانه خيار يخدم الاحتلال وينهي القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتمادى الاحتلال بأن رفض ويرفض الحوارات السياسية مع هذه السلطة ويبقي على التنسيق الامني والحوار الاقتصادي ولم يقتصر تمادى هذا اليمين المتنفذ والمهيمن على كافة مؤسسات الشعب الفلسطيني م.ت.ف والمجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي لم يكتفي بحسم موقفه لصالح الخندق المعادي لطموحات شعبنا بل تعداه الى تفتيت وحده هذا الشعب عبر تعزيز الانقسام بين الضفة وغزة واتهميش ممثليات شعبنا في الشتات واستثناء شعبنا في الداخل المحتل من احقيته في مقاومة الاحتلال وحول كل مؤسسات م.ت.ف الى واجهات دوديكورية في ظل هذا الانبطاح السياسي لسلطة دايتون كان موقف اليسار الفلسطيني يتمثل في رفض ممارسات هذا النهج التفريطي ومحاولة تعريته ولكن لم يرتقي الى حالة لجم هذا التدحرج السريع له نحو الخندق المعادي لشعبنا لاسباب عدة:
ان اليمين الفلسطيني يهيمن على كافة مؤسسات م.ت.ف وقادر على تمرير كافة القرارات .
الدعم الرسمي العربي لسلطة دايتون وحرص الاحتلال على بقاء هذه السلطة كتابع امني واقتصادي له عزز موقف هذه السلطة ووقعت باقي فصائل العمل الوطني خارج دائرة القرار واضحى مناضليها ضحية للاحتلال بين شهيد وجريح وأسير.
الحرص الدائم لفصائل العمل الوطني على الوحدة الوطنية ووحدة مكونات شعبنا ومؤسساته كان سببا في تأخر عزل رموز هذا النهج وتماديه المبرمج في التفرد والهيمنة على القرار السياسي ورغم الدعوات المتكررة لفصائل العمل الوطني بضرورة الحوار وانهاء حالة الانقسام والالتزام بمقررات المجلس الوطني الفلسطيني تحقيق الوحدة الوطنية بين كافة مكونات العمل الوطني الا ان رموز الهيمنة والتفريط واذرعها السياسية والامنية عمقت الانقسام ورفضت الحوار بل وجهت دعوة لعقد المجلس المركزي متجاوزتا المجلس الوطني الفلسطيني ودعوات الحوار في الجزائر لتمرير قضية التوريث لرأس السلطة والتأكيد على ثوابت موقفها السياسي بالتساوق مع الاحتلال ولتكن باقي فصائل العمل الوطني شاهد زور على هذه القرارات
موقف اليسار..ورد الشعبية المدوي
على ضوء هذه العنجهية السياسية لرموز نهج التفريط وامعانهم في تعزيز الانقسام ورفض الحوار الوطني والالتزام بطموحات شعبنا وثوابته الوطنية التي ضحت من اجلها وقدمت العديد من التنازلات لاجل تحقيقها جاء رد اليسار الفلسطيني وطليعته النضالية الجبهة الشعبية مدويا ورافضا المشاركة في مهرجان التنازلات التي سيشهدها المجلس المركزي الذي سيعمم شعار الاستسلام لاوامر المحتل الصهيوني ليضيع الفرصة على رموز هذا النهج التفريطي وعزله وليعطي بذلك زخما جديدا لروح المقاومة والتحدي للاحتلال ويلتزم بطموحات جماهير شعبنا الحاضنة الاساسية لها في رفض ممارسات سلطة اوسلو وفرملة هذا النهج التفريطي تاركة بذلك الامتيازات الحزبية الضيقة في التمثيل والتمويل التي وللاسف الشديد سعت اليها بعض الفصائل التي ستجد نفسها يوما في مواجهة جماهير شعبنا التي لا ترحم وسيسجل التاريخ يوما ان بعض قوى من يدعي اليسار وقفت في الخندق المعادي لثوابت ووحدة وطموحات شعبنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة