الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صورة موثقة عن إنهيار القطاع الصناعي

كاظم فنجان الحمامي

2022 / 2 / 8
الصناعة والزراعة


الموضوع الذي نتكلم عنه يعكس صورة مؤلمة من صور التعامل السيء مع مشاريعنا الصناعية الواعدة. وسنتكلم هذه المرة بالوثائق عن الظروف التشغيلية المتعثرة لمعامل إنتاج طابوق الثرمستون. .
في العراق الآن ( 15 ) معملا. ستة منها في البصرة، وأربعة في كربلاء، واثنان في النجف، ومثلها في الأنبار، ومعمل واحد في بابل. يضاف اليها معملان قيد الانشاء. وهذه المعامل تنتج مجتمعة حوالي 14000 متر مكعب كل يوم، لكنها تعتمد في إنتاجها على مادة النورة الحيّة التي ينتجها المعمل العراقي الوحيد في البلاد، وهو معمل سمنت كربلاء، الذي لا يستطيع بطبيعة الحال تلبية احتياجاتها كلها، يضاف إليها احتياجات معمل السكر في بابل، ومعمل الحديد في البصرة لمادة النورة الحيّة بحدود 2000 طن شهرياً. .
وبالتالي فان شركة اسمنت كربلاء غير قادرة على تغطية احتياجات المعامل التي ورد ذكرها هنا، وجميعها تابعة للقطاع الصناعي الخاص، ويتعذر على تلك المعامل استيرادها بسبب اجراءات وزارة الصناعة التي تمنع الاستيراد وتستوجب الاعتماد على شركة اسمنت كربلاء، وهي غير قادرة على الإيفاء بتعهداتها، (وهذا يعني لا أغنيك ولا اخلي رحمة الله تجيك)، من هنا فكرت شركة أسد بابل بإنشاء معملا كبيرا لإنتاج النورة الحيّة على نفقتها الخاصة وبتقنيات ألمانية متطورة، على ان يقام المعمل في محافظة بابل، وفي أرض تعود ملكيتها بالكامل للشركة صاحبة الفكرة، وحصلت موافقة وزير الصناعة والمعادن بتاريخ 22 / 12 / 2021 ، وفتحت الشركة الاعتماد المالي اللازم لاستيراد المعمل من ألمانيا، لكنها فوجئت بتاريخ 4 / 1 / 2022 ببلاغ رسمي صادر من وزارة التخطيط، وبتوقيع وكيل الوزارة بالرقم 278 في 4 / 1 / 2022 يلغي موافقة وزارة الصناعة، ويعترض على إنشاء المعمل الجديد على نفقة القطاع الخاص، ويحصر التجهيز لمادة النورة الحيّة بمعمل كربلاء الذي يعود تاريخه الى عام 1982، (عمره 40 سنة)، وبالتالي فقد العراق فرصة مؤاتية لإنشاء معمل كبير وحديث ومتطور لإنتاج هذه المادة، ويضمن تجهيز جميع معامل الثرمستون في عموم العراق من دون حاجة للاستيراد، ويفتح المجال لتشغيل آلاف العاطلين من أبناء الفرات الأوسط، ويعزز مشاريع البناء والإعمار. آخذين بعين الاعتبار ان المعمل الجديد لن يكلف الدولة فلساً واحداً. وبإمكان أي مشكك بصحة كلامنا الرجوع الى أرشيف اتحاد الصناعات العراقي لكي يطلع بنفسه على الوثائق التي تعكس صورة مؤلمة من صور التعطيل. .
وهكذا ظل الحال على ما هو عليه، في الوقت الذي اعلن فيه الاتحاد الحداد الرسمي على موت القطاع الصناعي الخاص. .
وإنا لله وإنا إليه راجعون. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث