الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في المزاد العلني

مالكة حبرشيد

2022 / 2 / 8
الادب والفن


أمي....ارفعي اللحد قليلا....وخذيني
لا شيء هنا يستحق الانتظار
لا شيء يستحق الاحتراق
الوجوه....صور وتماثيل...أحالتها السنون أليافا باهتة
تتجاذبها الأكاذيب والخدع
القسوة عبادة.... لا يمل منها الطغاة...الغزاة ... الحماة بصيغة المكر....وجمع الدهاء !

الحب رخيص يا أمي ... كماالمرض...يموت ببطء في الزوايا ....وفوق رفوف المكتبات
حيث الغبار يدفيء عشاق الزمن الآفل
الوعي بكتيريا...حشدوا كل المبيدات لقتلها ...
الخيانة خمرة تحتسيها القلوب جهارا
بريستيج ...يرفع شأن المولعين بتسليع البشر...
وتعليب الإنسانية
النفاق يطلع من الأحشاء ...أنفاسا تتسلق الأعناق ...
في سباق نحو الهاوية
والرؤوس تتطاير ...في بانوراما المشانق
مادام الطغاة تماثيل متعددة مهما كسرت أحدها....
يطلع الآخر برائحة أخرى ....ولون يشبه القدر
الرعب مسرحيات هزلية ...تشد انتباه الصغار والكبار
تستفز الضحكات واللعنات على حد سواء
الموت ينخر الدواخل ممزوجا بالشاي ...والحرقة
كيما يكشف النهار وجه القتلة ...
ويتبرأ القهر من دم الشهداء !

شديني أمي.....فالكراهية نظيفة هنا
رائحتها عطر باريسي وألوانها توليب ..أوركيد ....وبنفسج
مجبرة أنا وسط هذا الرعب الفسيفسائي
أن أقدم اعتذاري إذا ما لامست تلابيبي شجرة غدر
أو داست دون قصد ....عشبة موت
المقصلة ...هنا سجن براح
والجلاد ....طبيب يداوي الجراح
ليفتحها مرة أخرى... ويصير السفاح إلها....
.يحيي ويميت !

ارفعي اللحد قليلا.....ها أنا قادمة
أحمل سلال الشوق لرائحتك الزكية
وجوع العمر الآفل لحضن – وحده - علمني
معنى الوفاء وحب الوطن
اعرف أنك جمعت كل ما تبعثر مني
في سنين البعاد ....وأنت تقتفين خطاي :
اااهاتي....تنهداتي....ودموعي التي لم تسمح
بأن تضيعي أثري....على صدرك ....تهدهدينه كل ليلة
لتطرد الطمأنينة جنود القلق والأرق
الغزاة الذين لم يسمحوا يوما باستدارة الابتسامة....
واكتمال الحلم !

قارسة هي الحياة بعيدا عنك
لعل القبر حيث ترقدين أكثر أمانا
لعل الرميم هناك أكثر دفئا
تحته ينام وجه الشمس الناعم
بين جزيئاته تخبئين حكاياي المنتظرة
سأحمل الوطن معي.... هو أيضا يتيم....ينام في العراء
هدموا بيوته ...شردوا سكانه
كم حاول الإبحار نحو البر الثاني ...حيث الموت
أقل بردا وكآبة
كم ابتلع حقن الصبر ....في محاولات انتحارية
لكن الأوثان أبت إلا أن يعيش مكسورا
مبتور الأطراف .....فاقدا للذاكرة
على مصل فيروسي يعتاش
هو –هنا- بداخلي ....تارة يرتجف
وأخرى يشتم التاريخ الملون في كتب الأطفال
يلعن الشعر الزاحف على ركبتيه
الأناشيد المقفاة حفاظا على الإيقاع
مادام لا قيمة للمعنى
الأرباب ...وجوه متعددة ...متلونة ...
تبيع الحقائق في المزاد العلني
وتربي الأوهام في قفص ذهبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال