الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة لأربعون

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2022 / 2 / 9
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


حول التسويف الى تدريب

خطط واكتب فى عقلك أولا

معظم الكتاب مسوفون ، ومن الأرجح أنك مثلهم . للتسويف أشكال عدة حتى مع الخبراء والمختصين .

فالتى تريد التعقيب على فيلم مثلا ، تتفقد بريدها الإلكترونى للمرة العاشرة . والروائى يذهب فى جولة االى ستاربكس من أجل شرب كوب طويل من اللاتيه بنكهة الفانيليا للمرة الرابعة فى اليوم .

والعالم المشهور يتأمل الفضاء . لذا لا تحزن إذا صعب عليك أن تبدأ كتابة تقرير ما أو واجب مدرسى .

كلمة تسويف والتى تعنى غدا . لاتكتب اليوم شيئا يمكنك تأجيله للغد .

ومن هذا المنطلق ، يشعر الكتاب وكأن التسويف خطيئة ، وليس مزية .

فنشعر فى الوقت الذى لا نكتب فيه بالشك فى أنفسنا ونضحى كذلك بالوقت الذى كان فى استطاعتنا استغلاله لبناء مخطوطات .

وليس شيئا هداما ، بل وضرورى ؟

ماذا لو عثرنا على اسم جديد للتسويف ؟ ماذا لو أسميناه تدريبا ؟

لقد لاحظ معلم الكتابة الرائع دونالد غريفز أنه حتى الصغار من الأطفال يستعملون عملية التحضير الذهنى . واكتشف أن أفضل الكتاب الصغار هم من يتدربون على ما يودون قوله .

ولم لا ؟ ألأ يتدرب المراهقون على طلبهم للبقاء متأخرين ، أو لزيادة مصروفهم ، أو للحصول على وقت اضافى لإكمال فرض دراسى ؟ كلنا نتدرب ، وذلك يشمل الكتاب . مضشكلتنا تكمن فى تسمية ذلك " تسويف أو " حبسة الكاتب " .

باختصار ، يكتب الكتاب النتجون قصصهم فى أذهانهم وكذلك الأمر مع الشغراء والروائيين المكفوفين ، ومنهم ميلتون وجويس .

فهم يؤلفون ويسردون النصوص طوال الليل ليكتبوها على الالة الكاتبة فى الصباح . وبناء على ذلك ، لا يختلف الصحافى عن الفنان الأدبى .

هب نفسك فى مكان مراسلة صحافية تنقل خبرا عاجلا ، فلنفترض أن الخبر عن حريق فى موقع البناء . ولقد قضت نصف يومها هنلك ، وهى تكتب فى مذكرتها كل تفاصيل الحدث .

ولان ستقود سيارتها لمدة عشرين دقيقة لتصل الى ساحة التحرير ، وهناك فى صالة التحرير ليس لدى الكاتب الا ساعة واحدة لتسليم الخبر . الأدرينالين فى حالة نشطة . لا وقت للتأجيل ، يجب ان تكتب الان ، .

ثمينة عى العشرون دقيقة فى السيارة . من الممكن ان تطفىء المراسلة المذياع وتبدأ بكتابة القصة فى ذهنها .

بعض المراسلين يتدربون على ذلك ويستطيعون تذكر معظم ما يريدون قوله .

ومن الممكن أيضا أن تتخيل المراسلة الأجزاء الثلاثة المهمة من الحدث ، أو بعض العبارات الرئيسية ، أو الموضوع الذى ستركز عليه ، أو عنونا مبدأيا : " الرياح العاتية تحول حريقا صغيرا إلى جحيم ، مدمرة مجمعا للشقق من ثلاث بنايات على ضواحى
مدينة إيبور " .

تحديد موعد للتسليم يدفع الكتاب للعمل ، هذه حقيقة يعرفها الطلاب جيدا بمختلف تخصصاتهم .

فالكتابة فى الامتحان هى شكل من أشكال الكتابة المطلوبة بزمن محدد .

حتى وإن أعطى الطالب العادى أسبوعين ليكتب تقريرا ما ، فهو ( وأنا كذلك ) ننتظر حتى الليلة الأخيرة ثم نكتب . والمعلم الحكيم يتابع مع الطالب ويؤثر فى بحثه وتحضيره ومراجعته كذلك . والطالب الحكيم يبدأ " كتابة " ورقة بحثه منذ اليوم الاول .

أما الطلاب المغفلون فينتظرون طويلا قبل أن يحكوا أيديهم ، حتى لايبقى لديهم مفر من الضغوط المصاحبة لموعد التسليم .والبديل هو تحويل الفترات التى يقضونها دون عمل الى فترات تدريب .

هناك ما يشبه ال " زن " فى مثل هذه الحكمة :
يجب ألا يكتب الكاتب من اجل الكتابة فحسب . فلكى تكتب بسرعة ، يجب أن تكتب ببطء .

ولكى تكتب بيديك ، يجب أن تكتب فى ذهنك .هنا تنشط عادات التلكؤ لدى الكتاب . فأحد الكتاب يحلم أحلام يقظة وأخر يأكل ويمشى وغيره يستمع للموسيقى وأخر يعدو ، واخر يشرب ويشرب ثم يزور جون ، واخر غيره يتفقد الرسائل فى هاتفه وبريده

افلكترونى واخر يرتب مكتبه ، واخر يتحدث ويتحدث ويتحدث .

كل فعل تسويفى يمكن له ان يصبح وقتا للتخطيط والتحضير .

يستطيع الكاتب أن يجيب بثقة على والديه القلقين ، أو معلمه ، أو المحرر : " عزيزى أنا لا أسوف أنا أتدرب .

وما يزيد على التسويف ( فى التسبب ) بالتلؤ هو حبسة الكاتب ، وحتى هذه الحبسة صار مصدرها إبداعيا : وهى المعايير العالية . استمع لقول الشاعر ويليام ستافورد :

" أعتقد أن ما يسمى " حبسة الكاتب " هو نتاج شيىء من التفاوت بين معاييرك وأدائك . يجب أن يخفض المرء من معاييره حتى يصل إلى مرحلة لا يشعر فيها بعتبة يجب تخطيها فى الكتابة . إذ من السهل أن تكتب . ولكن يجب عليك أن تتخلص من العايير التى
تمنعك من الكتابة " . ( كتابة الزحف الأسترالى ).

لا معايير . ما الذى قد يحرر الكاتب أكثر من ذلك ؟ فى وسعك أن تجد هذه النصيحة الحكيمة فى مئات والاف النصوص التى تكتب كل يوم على هيئة رسائل بريد إلكترونية أو بيانات مدخلة فى الشبكة .

فالمعايير " الفضفاضة " هى من يقنع جيل الكتاب على الانترنت بأنهم أعضاء جيدون فى " نادى الكتابة " وليس من الصعب إثبات أن معظم المدونين ذوو معايير منخفضة للغاية ، وأن فى وسع هؤلاء الكتاب الرقميون أن يزيدوا نسبة القراء وكذلك الإقناع عند
رفع معاييرهم – ولكن فقط فى نهاية عملية الكتابة .

بالاضافة إلى التدريب وخفض المعايير ، خذ بعين الأعتبار هذه الاليات لسحق التسويف :

ثق بيديك انس عقلك للحظة ، ودع أصابعك تقوم بالكتابة . لقد كانت لدى فكرة مبهمة عما أريد قوله فى هذا الفصل ، حتى .

ابتدأت يداى بكتابة نسخة مهلهلة .

اعتمد روتينا يوميا . الكتاب الطلقاء يفضلون الكتابة فى الصباح . أما كتاب ( أو عداؤو ) الظهيرة والمساء ، فلديهم اليوم كله لاختلاق أعذار لئلا يكتبوا ( أو يعدو ) . السر يكمن فى الكتابة لا فى الانتظار .

اجعل لك مكافات . أى روتين عمل ( أو غيره ) قد يكون متعبا بعض الشىء . لذا حول عادات التسويف إلى مكافات بسيطة : كوب من القهوة أو نزهة سريعة ، أو أغنيتك المفضلة .

بكر فى كتابة مخطوتاتك . يستعمل كثير من الكتاب البحث لكى يملؤوا به المتاح من وقتهم . إن البحث الشامل هو العامل الأساس لنجاح الكاتب ، أما البحث بإفراط ، فيجعل الكتابة شاقة أكثر . لذا ، اكتب مبكرا حتى تتعرف على المعلومات التى تحتاجها .

لا تنتقص شيئا . ستكتب فى بعض الأيام كثيرا من الكلمات الضعيفة ، وفى أيام أخرى ستكتب قليلا من الكلمات الجيدة . بيد أن الكلمات الضعيفة قد تكون الطريق الضرورى للوصول الى الكلمات الجيدة .

أعد الكتابة . فالجودة تأتى من المراجعة ، وليس من الكتابة السريعة ، تمنحك الكتابة المتواصلة الوقت والفرصة لتحول مخطوتاتك السريعة الى شىء متميز .

افحص لغتك . نظف مفرداتك وأفكارك من الكلمات السلبية لحديث النفس ، مثل التسويف وحبسو الكاتب والتلكؤ و" هذا مقرف " . حول مراوغاتك الصغيرة هذه إلى شيىء مثمر . سمها تدريبا أو تحضيرا أو تخطيطا .

أعد الطاولة . عندما يتراكم العمل على مكتبى يصعب على الحفاظ على روتين كتابتى الطلقة اليومية . ولذلك أمضى أحد الأيام فى التخلص من هذه الأشياء ، والرد على الرسائل ، وتحضير الطاولة للكتابة فى اليوم التالى .

ابحث عن الدعم المعنوى . كلنا فى حاجة إلى شخص مساعد يحبنا من دون شروط ، شخص يمتدح جهودنا وانتاجيتنا ، وليس جودة أعمالنا عندما تنتهى . فالنقد المفرط يثقل كاهل الكاتب .

احتفظ بدفتر يوميات . الأفكار من أمثال أفكار القصص والعبارات الرئيسية والاستبصارات المدهشة كلها تتلاشى سريعا . وتوافر مرافق فى متناول اليد ، لالمذكرة والكمبيوتر المحمول ودفتر اليوميات ، سيساعدك فى حفظ المحفزات والمواد االلازمة لكتاباتك .

والى الاداة الواحد والأربعون فى مقال قادم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت