الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأستاذة إشراقة أحمد وزيرة للسلام والإنسانية

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2022 / 2 / 9
حقوق الانسان


●يُقال "تطويع القلم للكتابة عن الشخصيات التي نتعرف عليها في حياتنا القصيرة أمر يحتاج لتذود الكاتب بشجاعة كافية"، وما أصعب الكتابة عن حمامات السلام المحلقة في ظلام هذا العصر القاهر، ولكن هذه المرة أشعر أنني أكتب عن شخصية ذات شكل وطعم واحد فائق التوهج وفاقع اللون ولا يتبدل بعوامل الزمكان، إنها حقاً ذات الشخصية التي تعرفت عليها قبل سنوات لم تبدلها صروف الظروف؛ إنها كما كانت رغم هذا العالم المتحول الذي دائما ما يبتلع الصفات الجميلة والخصال الطيبة في الكثير ممن نلتقيهم، وفي هذا العالم العجيب سرني أن إلتقيت الأستاذة والرفيقة إشراقة أحمد خميس وزيرة التربية والتعليم باقليم النيل الأزرق؛ تلك الإنسانة الإنسانية التي تستمد سعادتها من إسعاد الآخريين، وتقدم الأعمال الإنسانية علي السياسية، وتحلم بعالم جديد يعيش فيه الإنسان بسلام، وهذه الروح الطواقة للسلام والمحبة الإنسانية تعتبر من روائع الكون الذي نعيش فيه في وقت الصراعات الكبيرة وتباري الناس في ميادين الدنيا لإكتناز المكاسب السياسية في وطن يشهد أشد أيام الصراع.

●لقد كتبت الأستاذة إشراقة في الثالث من فبراير الجارٍ كلمات إهتز لها شعور المتابعيين؛ قائلة "أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 4 -11 عاما، تبدو على ملامحهم البريئة الشحوب و الإعياء، بعضهم لا يذهبون إلى المدرسة و البعض الآخر يذهب صباحاً لحضور الحِصص الصباحية و بعد ذلك يتجهون إلى سوق الدمازين للبحث عن لقمة العيش، فتراهم يبيعون الأكياس والحلوى والأمواس، والبعض الآخر يقوم ببعض الأعمال الهامشية والمرهقة كالعمل بالدرداقات وغير ذلك من أعمال.
تعمل معهم الأستاذة إعتدال وتوطدت صلتها بهم وأصبحوا يثقون بها ولا تريد أن يطلق عليهم الأطفال المشردين.
أستأذنتهم كى أقابلهم، وإلتقيناهم نهاراً بالسوق.
حبست دموعى لسماعى قصصهم، فمنهم الأيتام وفاقدى السند ويشكون من رهق الحياة وإنعدام العائل ولا يملكون مستندات و لا هويات.
يحلمون بالعودة إلى الدراسة.
بعد اللقاء قال لى محدثهم الرسمى بتجينا تانى يا فورى!
حتما سوف آتيكم ثانية وثالثة".

●اليوم الثامن من ذات الشهر السارٍ أعادت الأستاذة إشراقة أحمد خميس كتابة منشوراتها المصحوبة بصور توضح تحركها لإنتشال جيل شردته ويلات الحروب والتفقير المتعمد طوال السنوات الماضية؛ وقد خطت منشورها اليوم تحت عنوان "ظاهرة التشرد التعليمى"، قائلة "اليوم إجتمعنا فى الوزارة، الإدارات التعليمية المختلفة، وزير الرعاية الإجتماعية أستاذ عمر الشيمى، السجل المدنى، الزكاة، مجلس الطفولة، وحدة حماية الطفل، اليونيسيف، ادرا، ويرلد فيشن، منظمة الأمل والسلام، و صاحبة المبادرة أستاذة إعتدال، ومجموعة من الأطفال المشردين أو المتنحيين.
ناقشنا خطورة ظاهرة التشرد وأسبابها وآثارها على الطفل وتنميته وترقيته وتحجيم دوره في المجتمع.
تم تكوين لجنة من المجتمعين لعمل مناصرة ولتحريك كل المجتمع لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة.
شكرا للحضور وللتفاعل".

●إن ما تقوم به الأستاذة إشراقة لمساعدة أطفال النيل الأزرق، ودموعها التي أحرقتنا قبلها؛ كلها تعكس لمحات من شخصية إنسانة مرهفة ومحبة للإنسانية، والأطفال فوق كونهم بُناة المستقبل إذا أحسنا بناء قدراتهم هم ملائكة السلام والمحبة، والطفل يُولد وفي قلبه وعقله السلام ولا يعرف للكراهية درب إلا أنه يواجه مأساة إختارها له المستبديين ومن حُكام عصر الحروب وإنتهاك حقوق الطفل، وما تقوم به الرفيقة إشراقة عمل إنساني عظيم لإعادة دمج هؤلاء الأطفال الأبرياء في منظومة الحياة الكريمة التي يستحقونها، وقد شاهدت هذه المأسي خلال زيارتي لإقليم النيل الأزرق مؤخراً، ويتطلب ذلك إجتهاد كبير من المسؤليين والمهتميين بقضايا الطفل والتعليم حتى يتم حل هذه المشكلة الخطيرة، ولا نملك إلا أن نقول للرفيقة إشراقة خميس "قلوبنا وعقولنا معكم من أجل أطفالنا"، ويجب إطلاق حملات إنسانية واسعة النطاق للدفاع عن قضايا الأطفال خاصة المشرديين في الأقاليم المتأثرة بالحروب، وحتماً لن تنزل دموع الرفيقة إشراقة خميس علي الأرض دون أن تنبت زهرة جديدة تستمد من أعين الشمس رحيقها وبريقها وتصبح قيمة السلام والرحمة في قلوب الناس جميعاً، والسلام علي أطفالنا الأعزاء.

9 فبراير - 2022م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ


.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يتظاهرون في باريس بفرنسا




.. فوضى عارمة في شوارع تل أبيب بسبب احتجاجات أهالي الأسرى


.. الأمم المتحدة: البشرية في سباق مع الزمن لتعلّم كيفية استخدام




.. قوات الاحتلال تدمر مقر الأونروا في جباليا شمالي قطاع غزة