الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقال الآلف / درويش الذي يردد سورة الرحمن مع الغرباء وحقيبة السفر الأخير …

مروان صباح

2022 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


/ هو المقال ألف ، ألف مقال على موقع الحوار المتمدن دون أن تحتسب هذه السطور آلاف الخواطر القصيرة التى كُتبت على صفحة الفيس بوك ، هذا المنبر العالمي والمميز الذي كان له الفضل في جمع البشرية وتبادل المعرفة والآراء ، ولأن 👈 في المقابل ، كان على الدوام الفارق بين مهنة الصحافة والتى يُطلق عليها الأخيرة بمهنة المتاعب ، والكِتابة الفكرية التى تشبه الخنادق ، ليس فقط بالعميق ، بل هو أمر يتجاوز التعّب إياه ، تماماً🤝👍 كما كلف ذلك المتنبي ( ابو الطيب ) حياته بسبب شعره الذي هدد العروش ، فأن الفكر بالنسبة للأنظمة الاستبدادية مازال يعتبر عدواً ، تماماً 👍 عكس الدول الديمقراطية التى تعتبره ركيزة لتطورها وأمنها القومي ، وكما للمرء أيضاً أن يدرك بسهولة ، بأن الخنادق ليست جميعها متساوية ، لكن بالطبع الجميع يتساوون بضربات العصا والتى عادةً يتلقاها كل من يفكر🤔 خارج الطاعة والمألوف أو يتحدث عن مضيعة 🥴 التاريخ أو عن أرض🌍 خصبة المنبت لكنها مهجورة بواقع الفساد ، وبالرغم من التضيق الشديد والمزاج المحتبس ، ظلت هذه الزاوية تنتج الكثير من الأفكار والرؤى ، وبالرغم أيضاً من سياسة الالهاء وفنونها المتعددة والتى بدورها أفقدت القدرة على التركيز وشوشت بشكل مركز على العقل ، لكنها أستمرت ومستمرة ، وبمعزل أيضاً عن سمات التفنيد البحثي والقراءة التحليلية والخلاصات التى تمتعت بها ، طبعاً ، دون أي تفاخر على الإطلاق ، بل هو في الغالب يندرج أو بالأحرى ليس سوى جهداً خاصاً ، وكما قيل سابقاً ، لكل مجتهد نصيبه ، وطالما العلم بالتعلم ومن يتحر الخير يعطه ، وعلى هذا المنوال الاجتهادي تواصل هذه الزاوية في إنتاج الفكر على مستويات مختلفة ، بل شاركت في معظم المسائل الكونية ، وعليه ، ولأنني أتحدث عن الكونيات ، سيتم تخصيص مقال الألف للكوني محمود درويش ، ليس لأنه فقط واحد☝من قلة قليلة تعلم صاحب هذه السطور من كتاباته ، كيف يمكن 🤔 للكاتب أن يفكر أولاً ومن ثم كيف يصنع قاموسه اللغوي عبر قراءات كونية ، وبصراحة مهما بلغ مقام أي كاتب ✍ عربي أو أجنبي ، فإن الكتابة عن شخصية مركبة مثل الدرويشية ليست بهذه السهولة التى يعتقد بها البعض ، ولأن أيضاً ، الكُتّاب بصراحة 😶 لم يتركوا شيء إلا وكتبوا عنه ، لكن هذا المقال سيتناول عن حياته الشعرية والتى بناها على المغامرة ، فكما بدأ مغامرته الأولى عندما لقب نفسه بشاعر عربي ، قبل أن تتعرف عليه البشرية ، أيضاً إستطاع بمغامرته أن يصبح شاعر الثورة ومن ثم شاعراً تربع على عرش الشعر العربي الحديث ، بل هو أيضاً تحول إلى المظلة الأهم لشعراء الأمة أو الأمم ، بل قبل ذلك ، لا بد أن نعترف بمسألة بالغة الأهمية ، أن ممارسة الانحياز في شعر محمود درويش ، أي أن تقديم قصيدة على أخرى أو انحياز الفرد أو الجمهور إلى واحدة☝على الثانية ، لم تكن مفهومة ليّ شخصياً ، وأعتقد 🤔 بأنها ليست بالمسألة العادلة ، لأن الشاعر كان قد وضع لنفسه فهرس شعري دون أن يستشير أحد ، بل كيف يمكن 🤔 لناقد أن يستبق على سبيل المثال ، صوت الريح الذي أعطاه درويش أسم الحنين ، على رائحة الميرمية التى تفرزها إفرازات الجسم ، ثم لاحقاً يأتي الشاعر بالحنين لكي يقول للقارئ بأن الحنين هو رائحة الميرمية ، إذنً ، لقد أدرك الشاعر أن دوره البياني يتفوق على دوره البلاغي ، كيف لا ، وهو الذي تعلم من الحياة أكثر مما علمته جدران المدارس ، فأصبحت الحياة تتفوق بالمعرفة عن الجامعات لدرجة أنه تعرف على التوازن القائم بين ماء💧قريته ورائحة الميرمية والتى جُبلت بالأرض ثم تحولت إلى رمزية أبدية ، فالقضايا العامة أو السياسية ، أيضاً تتعلق بمشاعر الانتماء ، ومن هنا 👈 بدأ يفكر 🤔 كيف يرسم طريق الهوية ، فكل ذلك الجمع ، بالطبع سيؤثر على هوية الإنسان ، كإنسان يبشر لقضيته .

لقد أتضح مع الوقت ، هو الأهم والأبرز مع الشعر الذي قدمه درويش ، يكتشف المراقب بأن أيضاً اللغة تموت كما كل شيء مات ، لكن الموت😥هنا ليس بالكامل ، لأن اللغة عندما لا تجد من يليق بها تتراجع إلى مكان مازال خفي 🥷 أو تنكمش اوتوماتيكياً ، لدرجة أنه يتشكل أعتقاد بأنها ماتت 🤔 ، وهي على الجهوزية تامة للعودة إن كان هناك من لديه موهبة إعادتها ، بالفعل تعود بكامل مهاراتها وعلى أستعداد لإظهار تفاني جديد😮 وسلاسة مع من يمتهنها أو يطوعها كما يرغب ، وهي في هذا السياق لا تأتي إلا ضمن ولادة متجددة ، كما حصل مع شعر درويش الحديث ، بالفعل ، لقد أقدم على مغامرة شعرية بتقديمه شعراً حديثاً ، لكن قيمته وبعده لا يختلف عن ذلك الجوهر الذي كان المتنبي ( ابو الطيب ) قد قدمه واعتلى به عالياً إلى أن أصبح نجماً حاضرًا في سماء لا يغيب رغم تبدل العصور ، وبالرغم من الاختلاف بين قصيدة المتنبي التفعيلة وقصيدة درويش النثرية ، إلا أن هذا الحديث ، هو لا سواه ، كان وراء دفعه إلى أن يخطو خطوة العمر عندما دخل الكونية ، فشعر درويش لم يكن فلسطينياً 🇵🇸 بإمتياز ، كما يعتقد الفلسطيني ، وهو لم يكن أبداً يسعى أو تقصد عامداً أن يتخلص من فلسطينيته بقدر أنه كان يرى بنفسه أكبر من جغرافيا معينة ، وعلى لحن 🎵 الإيقاع والوزن في قصائده واكثاره للموزون ، كانت هذه الثنائية دالة على إيقاعات بعيدة / عميقة جداً ، فقد 😞 أعتبر بأن من حق البشرية أينما كانت التعرف على هذا البعد الخفي أو عن الأخر المختلف ، وهذا ما كشفه في قصيدته الشهيرة ( لماذا🤬 تركت الحصان وحيداً ) ، فالمعنى الأعمق للقصيدة وليس الظاهر ، هو معاتبة الأمة على تخاذلها ، بل في أبعد من ذلك ، طرح تساؤلاً على البشرية ، من خلال البعد الإنساني الافتضاحي ، هل هو أمر حتمي أن يكون نصيب الفلسطيني كما كان نصيب الهندي ، وعليه ، هل يجب أن يغرف من نفس المأساة التى غرف منها الهندي الأحمر ، بل بعد ذلك ، وهو الشعر الأعلى قيمةً ، عندما أباح للبشرية عن جداريته ، الفتى المجبر على الحلم / المستيقظ من الموت ، وعلى الرغم من إدراكه أن مثل هذه البنيوية غير قابلة للصرف ، لأنها تتناقض مع الواقع ، لكن إصراره على ذلك ، أظهر بظهرانيته للعمق الديني وتأثيره على ثقافته الراسخة ، كأنه يقول أنا☝لستُ سوى سليل الأنبياء وبالأخص أبن بلدي المسيح والنبي يحيى ، لأن هنا 👈 من المهم الإشارة إليه ، بأن الاستعارته مشروعة حتى لو كانت من التوارة ، أيضاً حتى لو لم يشير☝ لها المستعير ، فليس من وظيفة الشاعر إيضاح ما هو مستعار أو خالص الإنتاج ، طالما المأخوذ من كتاب 📕 للبشرية جمعاء ، وليست بملكية فكرية خاصة ، فالاستعانة هنا 👈 كانت واضحة في الجدارية ، ( ألهذا إذنً / كلما ازداد علمي / تعاظم همي /فما أُورشليم وما العرش / لا شيء يبقى على حالِه / للولادة وقت /وللموت وقت / وللصمت وقت / وللنطق وقت / وللحرب وقت / وللصلح وقت / وللوقت وقت .

إذنً ، نقول مثلما تجاوز النبي عيسى ( المسيح )فلسطينيته وأصبح عابر من الهوية الصغيرة إلى الكونية ، أيضاً غامر درويش عندما رفض المراوحة كشاعر للثورة ، فسار على ذات الطريق الذين ساروا عليه الأنبياء من أجل 🙌 الوصول إلى الكونية ، رغم أنه ليس بنبي أو لم يدعو 🤲 للقيامة كما أشار في القصيدة ، لكنه حرص على أن يتخلق بخلقهم وأيضاً تخلى عن ذاته ليدخل في ( ال نحن ) ، وهنا 👈 علينا أن نعيد إلتقاط مغامرته الكبرى عندما قصى قصته في الموت ، فهو بذلك كان يلتقط حبات الضوء من ثقوب 🕳 الموت لكي يعود للحياة ، وبإصرار أكبر من أجل👍 إعداد حقيبته الذي باغته الموت دون ترتيبها ، لكن السؤال إلى أين سيعود ، وهو الذي حرص طيلة حياته الهروب من التكرار ، ولقد قال بجداريته ، وبالمعنى الأبلغ ، بأنه عاد من الموت بولادة ثانية ، لكن هذه المرة إلى الكونية ( آلم يقل أنا☝الرسالة والرسول والبريد ) ، تماماً🤝 كما هي عودة المسيح ، وهذه السطور في الحقيقة ، لا تخفي اغتباط كبير إزاء تجديد التراث الفلسطيني من زاويا حديثة ، بالطبع لا يفتقد من حسّ مواجهة المعتاد والتمرد عليه ، فكان على الدوام غيابه من أجل 🙌 تجنب التكرار حتى لو كان ذلك سيكلفه حياته .

من جانب أخر ، هو لا يقل أهمية عن ما سبق ، وهي شهادة 📜 حق😟 لشخص أمتاز شعره بالغناء ، وهذه الميزة قلة من الشعراء الذين يتمتعون بها ، على سبيل المثال ، تعاون مرسيل خليفة مع درويش في مراحل مختلفة ، تطور الأول مع خيارات الأخير بإنتاجاته الشعرية ، فكان الفعل هو بمثابة إنتاج ثاني غير شعري ، لأن ببساطة ، البشرية في واقع حالها منقسمة أو بالأحرى الأغلبية الساحقة لا تقرأ الشعر ، لكنها تستمع للأغاني وتندمج معها حتى لو اقتبست بعض الكليمات ، وليس بالضرورة أن تتعرف على القصيدة الكاملة ، فهي فعل كامل متكامل عندهم حتى لو لم تُقرأ ، لهذا أنتشرت أغاني مرسيل بكلمات محمود بشكل واسع وعريض ، وهو مصدر بهجة😁جديدة تضاف على مغامراته السابقة .

ثمة في الخاتمة ، مسألة أخيرة شائكة لكنها شيقة ، وتستحق الإشارة إليها حتى لو كانت سطور اليوم طويلة على القاريء ، وهذا الميل قد يكون رهان الأغلبية التى تأسست على القراءات القصيرة والابتعاد عن أي سطور طويلة ، ومن جانب آخر يُسجل التاريخ ، لقد ظل محمود درويش مغامراً حتى الرمق الأخير ، فعلاً😟 ذهب إلى غرفة العمليات أو بشكل أدق إلى باب القيامة وهو مدرك كل الإدراك ، بأن عودته هذه المرة نسبتها ضئيلة ، لكنه كما كان ثابت منذ خط أسمه كشاعر ، أيضاً توجه إليها وهو متيقناً بأنه متأهب في أخذ موقعه بين الغرباء والذين سيكنون له أخوته الجدد ، بل هو الآن يردد مع جده سورة الرحمن ( الرحمن / علم القرآن / خلق الإنسان / علمه البيان ) ، وبالطبع سيبحث عن من سبقه في الرحلة ليطمئن على أحوالهم ، دون أن يشغله حال العائدون من الحجاز إن كانوا مضروبين بشمسها ☀ ، لأن هناك الأموات مشغولون بحياة ممتلئة بثقوب العتمة من أجل 🙌 البحث عن حبات ضوء تضيء لهم ما هو جديد بعد ما نفذت الحياة من جديدها . والسلام 👋✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه


.. بسبب سقوط شظايا على المبنى.. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ت




.. وزارة الصحة في غزة: ما تبقى من مستشفيات ومحطات أوكسجين سيتوق


.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟




.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د