الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمعية سميرة الخليل ويومياتها

ياسين الحاج صالح

2022 / 2 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


سميرة غائبة منذ ثماني سنوات وشهر وثلاثة وعشرين يوماً. خلال كل يوم من سنوات الغياب هذه هناك أشياء لم نفعلها معاً، أشياء لم نقلها، مشاوير لم نمشها، أسفار لم نسافرها، حياة كاملة مفقودة. كشريك لسميرة، حاولتُ التعامل مع هذا الفقد واستحضار الشريكة الغائبة بالمتاح من أدوات، الكلمات أساساً. جمعية سميرة الخليل هي محاولة استحضار الغائبة بأدوات مغايرة، جماعية ومُمأسسة، تتعامل مع سميرة كقضية عامة، وجزء من قضية عامة أكبر، وتبرز بُعداً نسوياً لهذه القضية، وتضعها بين أيدي شريكات وشركاء في نطاق أوسع.
يُعلَن عن تأسيس الجمعية يوم ميلاد سميرة، 2 شباط، بغرض أن نحتفي بالمرأة الغائبة، أن نقول لها إنها لم تُنسَ يوماً، إن أحبابها وأصدقاءها يحتفلون بها كأنها بينهم، وأنهم يجدون في سيرتها وصورتها ما يعطيهم وجهة وقوة.
الجمعية مقرها في باريس، التي سجلت قضية سميرة حضوراً فيها يفوق أي بلد أوروبي آخر. وستمنح جائزة سنوية لامرأة من المجال العربي أو المتوسطي، تنجز شيئاً ذا قيمة إنسانية في مجال الفن أو الأدب أو العدالة والحق أو البحث. نفكر في أن تكون الأفضلية لمن لسنَ مرئيات بقدر ما ينبغي، تماماً مثلما كانت سميرة نفسها. والجمعية تفكر في نفسها كاستئناف للعمل التحرري الذي كانت تقوم به سميرة مع شريكتها رزان، وشريكيهما وائل وناظم، وهي بهذه الصفة مفتوحة على مبادرات ومشاركات الصديقات والأصدقاء من أجل التطور والاستمرار. لدينا أكثر من عام قبل منح الجائزة الأولى في يوم المرأة العالمي، 8 آذار، 2023، من أجل التعلم ومحاولة السير إلى الأمام.
هنا رابط لموقع الجمعية على شبكة الإنترنت https://samira-alkhalil.org. الموقع لا يزال قيد التأسيس، ويؤمل حين يكون ناجزاً أن يوفر معلومات وافية عن سميرة وقضيتها، وأرشيفاً من الصور والمقالات، وكذلك كتاب سميرة في ترجماته المتعددة إلى اليوم، فضلاً عن تعريف بالجمعية، والجائزة، واستمارة للترشح للجائزة.
في يوم ميلاد سميرة، تصدر ترجمة فرنسية لكتابها يوميات الحصار في دوما 2013، عن دار النشر النسوية iXe وبحضور مديرتها أورستيل بونيس التي تحمست للكتاب وحرصت على إتاحته لقراء الفرنسية، ووقّتت صدوره مع يوم ميلادها وإعلان الجمعية باسمها. والفضل في ذلك قبل كل شيء لسعاد لعبيز، الشاعرة والكاتبة الفرنسية الجزائرية، التي نقلت كلمات سميرة إلى الفرنسية بحب ومعرفة.
وبهذه المناسبة، تنشر الجمهورية اليوم نصوصاً لمترجمات كتاب سميرة إلى لغات أخرى. نعومي راميريث دياث إلى الإسبانية، وجيوفانا دي لوكا وسامي حداد إلى الإيطالية، وسعاد إلى الفرنسية. تتحدث المترجمات والمترجم إلى القراء عمّا حدا بهن إلى ترجمة كتاب سميرة، عن علاقتهن بسميرة وبالقضية السورية، وعن الترجمة كفعل نضال.
سميرة الغائبة وكلماتها الحاضرة بعدة لغات هما من أوجه قضية كبيرة ومعقدة، شهدت بعض أقاصي التجربة الإنسانية، وحملت للسوريين معاناة لم يعرف لها نظير في ما انقضى من هذا القرن، ربما سوى معاناة اليمنيين (وبين محنتي البلدين أوجه قربى متعددة). في المنفى، أو المنجى على ما يفضل صديقنا فارس الحلو القول، لدينا فرص للقاء والتعاون مع شركاء وأصدقاء من كل مكان، لذكر الأحباب المغيبين وتذكرهم. هذا عمل سياسي، لا يلغي غيره، لكنه أمنع على الفساد والتعفن والتبعية مما نرى من أشكال عمل معارض. وأوثق صلة بطبيعة الحال بالمحتوى الأخلاقي للقضية السورية.
قصة سميرة قصة سورية، ليس هناك فصل ممكن بين القصتين. ومن باب أولى ليس هناك فصل ممكن مع رزان، شريكة سميرة، ومع شريكيهما وائل وناظم. يقع علينا، أحباب وأصدقاء الغائبتين والغائبين، أن نجد السبل ليعزز حضور أي منهم حضور الآخرين، ولا يكون على حسابه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم