الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رباعية الفكر الرافديني

مظهر محمد صالح

2022 / 2 / 11
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


1-قبل ان يعصف (الخبر) في نهاياته المتعجلة بالصدق والنبل والجد ، فأن (مبتدأة) الحياة الفكرية اخذت تغادرنا بالهروب الساكن سعياً وراء وحدة الرؤى لايفرق نصفيها الا نوبات يأس طارئة .فالقلم والعقل الرافديني قد اخذا مرتسماً لهما يزدهر فيه العقل والفكر في تصميم ونحت انواع من القوة تُزينها موجة من التحدي والابتكار والبحث عن الايمان.
حيث ظل الايمان بالبقاء في الحياة السومرية يبحث عن حل في لهيب الحياة الذي يبحث عن مجهول استشعره دون ان يخامره شكوك بعيوب الطامحين ، وبالصمت المطبق ، والهدوء الموحش.
ففي ايام التيه والنزاعات التي يسودها الإبهام ينبري المفكر الرافديني حسين العادلي ليحمل وجدانًا يتسع لسماع صوت اخر منغمس في تتبع تفاعلات الحياة بقلمه اللاهب في وقت تسود البلاد ساعات اثقلت بموازين الشك في الصدق والخطيئة لتنتهي في قلب المتكلم وعقله تخللتها رباعية فكرية حملت عناوين المبتدأ والخبر ببن : الازدياد واللباس والدهشة والهدوء .
2-انه حوار الرافدين الذي خبره الاول
الدهشة او (توقيعات في التيه) كما سماها:
اذ يقول العادلي في :
• السياسة دهشة (إدارة)، والقيادة دهشة (قرار).

• الشعوب التي لا تُدهِش (عالة)، القائد الذي لا يُدهِش (مُنْطَفِئ)، النُخبة التي لا تُدهش (ناكِصَة).

• مَن (اعتاد) المألوف، (فارق) الدهشة.

• ثلاثة لا (تمسّهم) الدهشة: الأيديولوجي، المُستأنس، والبليد.

• مَن لا (يستشعر) الذهول، لا (يعرف) الدهشة.

• (الأسئلة) التي لا تُدهش، (أجوبة) مُكررة.

• الدهشة (فرصة)، وإلّا غدت (غُصَّة).

• كثرة (الإدعاء) تُفسد (روعة) الدهشة.

3- ولّدت استجابتي للدهشة في فكر العادلي صدى في نفسي اشبه عندما تقبع الالهة في ظلام العابد لاقول مردداً:

**(الدهشة) هي الحيرة والارتباك والذهول عندما تحدث احداث وسوابق غير متوقعة . اذ ظلت (الدهشة ) تمثل أُس الفلسفة التي لا تكتفي بمساءلة ما هو غير واضح، بل تُساءل أيضا ما هو بديهي ومألوف، وعدم الإقتناع بالأجوبة المألوفة والمتداولة.
**كانت نقطة إنطلاق الفيلسوف ديكارت هي التساؤل ازاء (دهشته)قائلاً:
أنى لنا أن نثق بشيئ ما، إذا ما كنا نملك أسباب (الشك )فيه؟ (فدهشة )ديكارت أمام (اليقين )والمسلمات هي ما دفعه إلى الشك في كل شيئ، بهدف الوصول لأسس (اليقين )نفسه.
** فمن لا تدهشه تقلبات الحياة سيبقى في مستنقع السكون العقلي حتى يلقى حتفه في اللاشيء من المعقول.
4- وينصرف العادلي الى خبر (الهدوء)
ليسمعنا صوت حقيقة ، اسماها :
*توقيعات.. في التيه•
قائلاً:
• أبعِد الدجاجة (تهدأ) الدِيَكَة، كذلك الإمتياز والأحزاب!!

• (القيادة): تفكير بهدوء، إدارة بحكمة، وريادة بجرأة.

• إن كان المشهد (فضيحة)، فهدوء الفكر (خيانة).

• الهدوء الزائد (منقصَة)، لكل استحقاق (هياجه).

• مَن (يحيا) بهدوء، يموت (نَكِرة).

• ثلاثة ألسُن لا (تعرف) الهدوء: لسان المظلوم، لسان المرأة، ولسان السياسي!!

• مَن (اعتاد) العواصف (استوحش) الهدوء، كذلك الأسئلة والأجوبة!!

• الضمير الحي: حياة بألم، وموت بهدوء.
5- ان هدوء الكلمات التي ترعرعت منتفعة من حكمة بلاد الرافدين تنداح من جمال صداها كي اقول قولي في الهدوء ايضاً :
الهدوء مع النفس هو سلام داخلي ليس من بعده سلام. ومع السلام يمكن للمرء تعاطي قدر واسع من الحريات وبلوغ الاختيارات دون عناء . فالنفس الغاضبة تتنفس غلواء واللسان الغاضب يظهر مطبات وقيود وملامح شديدة التعقيد في التعاطي بين البشر.
فمن دون الهدوء لا يمكن عبور سبل الحياة البشرية الا عبر دائرة مستعدة للعنف ودفع اثمان حياتية غالية . فبالهدوء تصبح ممرات الحياة بلون بسيط واحد شديد البياض يمكن للتفاعلات البشرية من خلال زجاجها اللامع من كشف اخاديد سيرها ومسالك دربها باقل التكاليف . فالهدوء هو حوار العقلاء بصوت (رخيمي )متماسك ، والغضب هو حوار الجهلاء بصوت (اجش) احمق متهالك . (فالصمت المطبق ) هو هدوء الاموات ومنتهاهُ العبودية ، (والهدوء الناطق بالحق) هو صوت الاحرار حتى وان كان مرتفعاً ليمنح الجميع سلامًا وامنا .وان افضل حالات الهدوء هي تلك التي يعلوها صوت الضمير الناطق يوم يقول المرء الحق ولو على نفسه .
واعنف الغضب هو التنكر للضمير ولو جاء بصمت مطبق. وستبقى معادلة الغضب والهدوء تحكمها ضربات مطرقة هي الضمير دوماً.
6- ربما يتهامس الكثير عن (المبتدأ) الرافديني الاول بعد ان عرفنا الخبر المقدم للذهاب الى المبتدأ المؤخر ، واوله (الازدياد). إذ يقول المفكر حسين العادلي عن ازْداد :

‹‹ازْداد››

• كلما ازْدادت (القوة)، ازْدادت (المسؤولية)، وإلّا طغت.

• يزداد (التملّق) بازدياد الطمع، والطمع (عبودية).

• كلما تطاول (الشعار). نَدُر (التطبيق).

• إن حكمت (الأيديولوجيا)، ازْدادت السجون، وإن (سادت) قضت على التّنوع.

• يزداد (الطغيان) بازدياد (الغوغاء)، وأساسهما استسلام (الضمائر).

• كلما عُرفت (الحاجة)، ازْدادت (القيمة)، الحاجة ما تحدد (الأثمان) وليس العكس.

• يزداد (التيه) بازدياد (العُجُب)، والعُجب آفة (الإتزان).

• كلما ازْداد (الوعي)، ازدهرت (الوحشة)!!

7- لُذت بالصمت بأقتناع كبير بمقولة (ازْداد) وربما حديت بفطنة مايقال بالازدياد لكي اتوجس (القوة) مستجمعا شجاعتي بالقول:

ان القوة التي تعي المسؤلية هي: (القوة العادلة) و التي تؤدي دورها في بناء ثوابت الوجود الانساني وادارة المخاطر البشرية واختزالها كي تستديم الحياة.
وان اخطر انواع القوة هي (القوة المنفلتة) او انفلات القوة . فعندها تستبدل الامة ثوابتها الى متغيرات شديدة التلون وحينها تتبخر العدالة وتضطرب القوة وتتقلب ثوابتها الراسخة التي بنيت بممارسة القوة ،بايديولوجيات منهكة تتبخر على تخوم الضعف والتراجع . فمعادلات الحياة الرصينة هي التي تعتمد ثوابت القوة وتختبر متغيراتها الحياتية والفكرية بتلك الثوابت الراسخة وليس بهشاشة الاديولوجيات والمعتقدات التي تستلهم الضعف على الدوام وتكفر القوة .
8- واخيراً ، يأتي (اللِّبَاس) كمبتدأ متأخر وهو
يرى متلمساً ان بلاطات (الزقورة الرافدينية ) و طابوقات بناءها الطينية لا تثنينا جميعاً عن حمل احزاننا لنفتح بوابات المستقبل ، حينما يختتم العادلي المبتدأ المتاخر بالقول :

«اللِّبَاس»
• الحُكم لِبَاس (الدولة)، فاستَدِل على وقارها أو عورتها من (لُبُوسها).

• الشعارات، كَلِبَاس (الشُهّرة)، وخزانتها (الأيديولوجيا)!!

• كما البيان لِبَاس (القلم)، فالفكر لُبُوس (العقل).

• السلوك كالبياض، نَصَاعة (الثوب) البياض، ونَصَاعة (السلوك) الإستقامة.

• السياسة، أن تُغيّر (الأدوار) كما تُبدل (الألبِسَة)!!

• (الشِعار) كاللِّبَاس، للتَجَمَّل وإخفاء العَورة!!

• لِبَاس الحر (الموقف)، لِبَاس العبد (الطاعة)، والطمع أُسّ (التَّعَرِّي).

• لا يُدرك (معنى) اللِّبَاس مَن لا يعرف (قيمة) الجسد، كذلك الحُكم والدولة.

9- ختاماً، انه لغز الرافدين العقلي الذي لايستطيع حله الا من تعطش لمياه ، لم تعتزل مساراتها عطش العقل ، وكلما ضاقت كدر الماء لأقول في نفسي:
اذا كان الثوب (شرط ضرورة) لستر الجسد أن اللباس هو (شرط كفاية) لستر العقل والمنطق والضمير والتصرفات البشرية كافة. اذ يبقى الثوب ونظافته ولونه وطرازه من حيث حدود اثاره لا تتعدى الانسان نفسه في سد احتياجته بالغالب ويبقى اثر تفاعلاتها على المحيط الاجتماعي حد القبول الطبيعي وامتدادها حالات الاستغراب والشجب في اقصاها. ولكن يبقى لباس العقل والفكر ، المسكون بقوة اللسان والحركة والفعل ورد الفعل مع المحيط الخارجي هو الاشد جذبا وتاثيرا في الاتصال والتعاطي الانساني. فقد يكرم فيها الانسان او يهان او قد يصبح حرا او عبدا . فاللباس كشرط كفاية هو قيد أجتماعي وانساني في بلوغ البشر لحرياته وتحصيل درجات السعة في اختياراته بكامل اركانها البشرية .فان تعاظمت قوى اللباس تعاظمت الحريات الانسانية .


(( انتهى))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية