الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام في شمال وشرق سوريا

دلشاد مراد
كاتب وصحفي

2022 / 2 / 11
الصحافة والاعلام


لا ينحصر وظيفة الإعلام في نقل الخبر أو المعلومة إلى الجمهور، بل يتعدى مهامه إلى تحليل الحدث ونشر الحقيقة والالتزام بقضايا المواطنين "الجمهور"، ولطالما يطلق على الإعلام بـ السلطة الرابعة (مع تحفظي على مصطلح "السلطات أو السلطة" "سلط بالعربية معناها القهر والترهيب والاجبار")، ويتم ربطه بالسلطات الدستورية الثلاثة "التشريعية والتنفيذية، والقضائية، وجعله كسلطة رابعة، لكن المثير في الموضوع أن المصادر الغربية تنبه إلى خطأ في التفسير باللغة العربية وأنه لا علاقة له بتلك الهيئات الدستورية الثلاثة. أما في الحقيقة فإن الإعلام وقوته وتأثيره يتجاوز تلك الهيئات كلها، وأرى أنه لابد من إعادة تقييم أثر وقوة الإعلام بالمقارنة مع المصادر الحقيقية للحكم، وليس مع تصنيفات وهيئات مصطنعة ومٌسيرة من جانب قوى حاكمة.
بعد اندلاع الاحتجاجات في سوريا في آذار 2011م، وقيام الثورة في روج آفا وعموم شمال شرق سوريا في تموز 2012م ومن ثم إعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية في 21 كانون الثاني 2014م، شهدت المنطقة طفرة حقيقية وتحولاً تاريخياً فاصلاً، حيث صدرت العشرات من الصحف والمجلات المطبوعة، وظهرت الوكالات الإخبارية، وفتحت القنوات التلفزيونية والإذاعات، وكذلك تأسست الاتحادات والمؤسسات الصحفية، وصدر قانون للإعلام بغرض تنظيم الساحة الإعلامية والذي أطلق العنان لإصدار الوسائل الإعلامية وترخيصها في الإدارة الذاتية الديمقراطية حسب الأصول المتبعة عالمياً.
وفي أجواء استمرار المداخلات الخارجية وأقصد الهجمات والاعتداءات والحروب العدوانية والاحتلالية، فإن وسائل الإعلام لا يمكن أن تستمر بطبيعة الحال إن كانت سياستها التحريرية أو خطها السياسي مناهضة لقيم المجتمع وتطوراته الجديدة على كافة الصعد أو مخالفاً للخطوط والمبادئ التي اتفق عليها ممثلي الشعوب في سياق بناء الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ضمن مرحلة هي الأخطر في التاريخ السياسي للمنطقة.
ومن الطبيعي أن تشهد وسائل الإعلام بعض العوائق والصعوبات في سبيل التقدم المنشود للصحافة والإعلام المحلي، ومع ذلك فإن العوائق المذكورة مرهونة بالظروف والواقع المعاش، ولا بد أن تزول بشكل تدريجي، إلا أن ذلك لا يعني أن يتم التحجج بضعفها، إذ ينبغي إيلاء الاهتمام بشكل أكثر للإعلام المحلي سواء من جانب الجهات المعنية بالإدارة الذاتية أو من جانب العاملين فيه، لأن احترافية ومهنية وبراعة الإعلامي هي المفتاح لتطوير الإعلام المحلي، ولا يكون ذلك إلا من خلال صقل الشخصية الإعلامية بالأساس النظري والعملي للصحافة الحديثة، وكذلك بالأساس المعرفي العام، مع الاطلاع على تفاصيل المشهد العام المحلي والخارجي.
وبالتأكيد، ليس من المعيب وجود قانون لتنظيم العمل الإعلامي في شمال وشرق سوريا، على الرغم إن العمل الصحفي والإعلامي المحلي حديثة العهد مقارنة بالمحيط والخارج، ولكن يبقى الأمر في التطبيق الأمثل لهكذا قانون في الواقع العملي، نأمل أن يوضع "قانون الإعلام" في خدمة تطوير الصحافة والإعلام في شمال وشرق سوريا، أنا على ثقة بذلك، فأحد أبرز مبادئ وأهداف ثورة روج آفا وشعوب شمال وشرق سوريا هي إطلاق العنان للصحافة والإعلام الحر ولحرية التعبير والرأي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة