الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملك فيصل الأوّل : البرنامج الحكومي 1932

عماد عبد اللطيف سالم

2022 / 2 / 11
الادارة و الاقتصاد


" - إنني لا أطلبُ من الجيش أن يقوم بحفظ الأمن الخارجي في الوقت الحاضر ، الذي سوف نتطلبه بعد إعلان الخدمة العامة .
أمّا ما سأطلبه منه الآن ، هو أن يكون مستعداً لإخماد ثورتين تقعان ( لاسمح الله ) في آن واحد ، في منطقتين بعيدتين عن بعضهما.
- إنّني غير مطمئن الى أنّنا بعد ستة أشهر ، وبعد أن تتخلى انكلترا عن مسؤوليتها في هذه البلاد ، نتمكن من الوقوف لوحدنا ، مادامت القوة الحامية هي غير كافية . .
ولا يمكنني أن أوافق على تطبيق الخدمة العامة أو القيام بأية إجراءات أخرى هامة ، أو مُحرّكة ، أو مهيّجَة ، ما لم أكن واثقاً بأن الجيش يتمكن من حماية تنفيذ هذا القانون ، او أي اجراءات أخرى ، وعليه أرى من الضروري ابلاغه لحد يتمكن معه من اجابة رغبتي المار ذكرها وذلك بشكله الحاضر .
- أرى من الجنون القيام بإنشاءات وإصلاحات عظمى في البلاد ، قبل أن نطمئن الى كفاية القوة الحامية لهذه الأعمال. أمامنا حركات بارزة في الربيع القادم ، ومن الضروري ان أرى بيدنا قوة احتياطية لمجابهة أي طارىء آخر يحدث في المملكة.
- على موظفي الدولة أن يكونوا آلات مطيعة ، ونافعة ، حيث هم واسطة الإجــــراءات ، ومن يحس منه أنه يتداخل مع الاحزاب المعارضة ، ينحى عن عمله ، وعليه أن يعلم أنه موظف قبل كل شيء وخادم لاية حكومة كانت .
- لم اتكلم عن الضرائب ، اذ أن قانون ضريبة الاستهلاك قطع قول كل مفسد ، وأنه لأكبر عمل جرىء ولسوف نقتطف ثماره إن شاء الله .
- اقول بكل اسف أن الزراعة أفلست في بلادنا ، بالنظر لبعد مملكتنا عن الأسواق .
لقد وضعنا الملايين لإنشاءات الري ، ولكن ماذا نريد أن نعمل بالمحاصيل ؟
إننا في الوقت الحاضر عاجزون عن تصريف ما بأيدينا من منتوجات أراضينا ، فكيف بنا بعد إتمام هذه المشروعات العظيمة ؟ هل القصد تشكيل أهرامات من تلك المحاصيل الخام والتفرج عليها ؟
ماذا تكون فائدتنا منها إذا لم نتمكن من اخراجها الى الاسواق الاجنبية واستهلاكها في الداخل على الأقل ؟ ما الفائدة من صرف تلك الملايين قبل ان نهيء لها اسواقاً تستهلكها ونحن مضطرون الى جلب الكثير من حاجاتنا من الخارج ؟.
- أعتقد انه من الضروري إعادة النظر من جديد في موقفنا الاقتصادي.
نرى جيراننا الاتراك والايرانيين ، باذلين اقصى جهودهم للاستغناء عن المنتوجات الأجنبية .
كم هي العقبات التي وضعوها لمنع دخول المنتوجات الاجنبية ، وكم هي العقبات التي وضعوها لمنع دخول الاموال الاجنبية بلادهم، وكيف لايبالون بصرف الاموال الطائلة لانشاء المعامل لسد حاجتهم ؟
- على الحكومة أن تشكل دائرة خاصة لدرس جميع المشاريع الصناعية على اختلاف انواعها كبيرة كانت أو صغيرة وتبدأ ببناء الأهم فـ المهم ، و ترشد الاهلين الى كيفية التشبث بالاعمال الصغرى وتقوم هي بالأعمال الكبرى ، اذا تعذر القيام بها من قبل الأهالي .
- إنّهُ لمن المحزن والمضحك والمبكي معاً ، أن نقوم بتشييد أبنية ضخمة بمصاريف باهظة ، وطرق معبّدة بملايين الروبيات ، ولا ننسى الاختلاسات ، وتُصرَفُ أموالُ هذه الأمّة المسكينة التي لم تُشاهِدُ معملاً يَصنَعُ لها شيئاً من حاجاتها ..
وإنّي أُحِبُّ أن أرى معملاً لنسيج القطن بدَلاً من دار حكومة..
وأودُّ أن أرى معملاً للزجاج ، بدَلاً من قصرٍ ملكي " .
المَلِك فيصل الأوّل _ مَلِك العراق _
بغداد / 15 / اذار / 1932
*المصدر : عبد الرزاق الحسني / تاريخ العراق السياسي الحديث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة إعادة بين بزشكيان وجليلي وسط أزمة اقتصادية خانقة| #غرفة


.. قصف إسرائيلي يدمر بنايات سكنية وسوق الذهب الأثري بالشجاعية




.. الأحزاب البريطانية تراهن على خططها الاقتصادية لاستمالة الناخ


.. كل يوم - خبير اقتصادي : نتمني أن تعيد الدولة النظر في قرار غ




.. كل يوم - خبير اقتصادي : نتمني أن تعيد الدولة النظر في قرار غ