الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه-الحلقة الثانية-

حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)

2022 / 2 / 11
الادب والفن


#الحلقةالثانيه
هذه السلسلة من المقالات التي استهللتها بالحلقة الأولي كمقدمة تتخذ من السؤال الرئيسي والتسأولات الفرعية المنبثقه منه نقطة انطلاق نحو البحث في مسارات المد والجذر التي جعلت من مسرح الشارع الموضوع المشترك بين مجموعة من النقاد اللذين قرأوا الظاهره قراءات مختلفه بمقاربات مختلفه يختلف فيها الفهم والتأويل والخلفيات والمرجعيات. حسب منطلقات القراءه وحسب المنهج وحسب ثقافة الناقد وأثر ذلك علي الوجود الذهني والوجود اللفظي والوجود الكتابي الذي سيفضي حتما للوجود العياني لمسرح الشارع . في محاولة للإجابة علي السؤال الرئيس والتسأولات الأخري بغرض بلوغ النتائج التي أدت الي عزوف النقاد والباحثين وشح المراجع والمصادر في فن مسرح الشارع .
1- التلقي النقدي العربي لمفهوم مصطلح "مسرح الشارع"
»»»»««««««««««««««««««««««««««««««««««««««
يفصح التلقي النقدي لمصطلح "مسرح الشارع" عربيا عن الطبيعة الإشكاليه لهذا المفهوم إذ اتسم بالتمايز الشديد والإختلاف الواضح بين النقاد والباحثين وبدا ذلك واضحا حول طبيعة المفهوم ووظيفته ولعل في الوقوف علي إشكالية التعريف مايدل علي ذلك.لذلك تم إنتقاء اراء النقاد والباحثين العرب قصديا ومن دول عربيه كمصر ، المغرب، العراق ،وتونس . لما تتميز به هذه الدول من مناخ ثقافي يستوعب ويستقطب كافة التفاعلات الثقافيه ونظرا للنشاط النقدي الملحوظ فيها.
أ-التلقي النقدي لمفهوم مسرح الشارع في "مصر"
»»»»»»»»»»»««»»»»»»»»»»»»««««««««»»

تقول الباحثة"داليا همام "(1)إن[مسرح الشارع ليس غريبا علي المجتمع المصري فالسامر القديم يعد نموذجا لمسرح الشارع ذلك انه حفل مسرحي يقام في المناسبات الخاصه(افراح، مواليد، ختان، وليالي الحصاد وليالي السمر في الصيف) والسامر عبارة عن فرقة التمثيل التي يطلق عليها المحبظاتيه او المشخصاتيه وهي دراما شعبيه تعتمد علي الحضور الحي للممثلين والجمهور والدراما فيه تقوم من الناحية الأساسيه علي الإرتجال والعروض في السامر غير مرتبطه بأن يكون الزمن فيها ليلا او نهارا] إن حديث"همام" يخلط بين مفهوم المسرح الشعبي ومفهوم مسرح الشارع وكذا بين العروض الإحتفاليه الكرنفاليه الطقسيه التي ترتبط بمناسبة طقسيه معينه وبين العروض الدراميه التي تعتمد علي الواقع الحي للجمهور والممثلين اي انها تستقي مفهومها العياني من الوجود اللفظي والكتابي للموروث التاريخي للظاهره اي انها تجعل من "مسرح الشارع " مسرح مرتبط بمناسبة طقسيه معينه وتخلط بين مفهومي مسرح الشارع والمسرح في الشارع.
ويقول "محمد الجنايني(2)احد صناع مسرح الشارع في مصر في السنوات الأخيره والذي توقف نشاطه بسبب إعتقاله سياسيا أن(مسرح الشارع هو مصطلح عام يشمل جميع انواع العروض الفنيه التي يقوم بها المؤدون حيث يكون الناس. فهو مسرح معني بالتعبير عن قضايا الناس وآلامهم وطموحاتهم وكافة قضاياهم والتفاعل معها لدفع حركة المجتمع نحو الحرية و العدالة الإجتماعيه. )ويتجلي من خلال مفهوم "الجنايني"النزعة الثوريه التي هيمنت علي المشهد في مصر إبان احداث الخامس والعشرين من يناير عام الفين واحدي عشر والتي كان شعارها عيش، حريه، عداله إجتماعيه في رفض وإحتجاج علي الظروف الإجتماعيه والسياسية التي صاحبت هذه الفترة الزمنيه لكني اتفق معه ان مصطلح مسرح الشارع في مصر هو مصطلح عام تم إستقاؤه من التعريف المعجمي لقاموس إكسفورد كمايلي(مسرحيات او عروض اخري تقدم في الشارع) وبالتالي فإن شبهة الخلط بين العروض الدراميه وغيرها وكذا عروض المسرح في الشارع وعروض مسرح الشارع مازالت تتجلي في حديث"الجنايني"وتستظل بها العروض المسرحيه التي تقدم في الفضاءات الغير تقليديه او خارج العمارة.
•إذا كانت القضية الأساسيه للتجريب هي الحريه والوعي بأبعاد المأزق ومحاولة البحث عن حس جمالي جديد يقبل التسأولات ويحرر المعرفه ويوسع الفهم ويعيد ترتيب العلاقات بين الأشياء فإن مفهوم مسرح الشارع في مصر لا يخرج عن كونه وعي بأبعاد المأزق ومحاولة البحث عن الأسباب التي تظهر المسرح ببنايته الكبيرة الشامخه مكانا طاردا للجماهير ويظل المقهي الموجود علي الرصيف وفي الأزقه والحارات بكل مافيه من ضجيج مكانا جاذبا للجماهير خارج اسوار العمارة المسرحيه.

•ويقول الكاتب والناقد " إبراهيم الحسيني"(3)[ إذا استطعنا ان نعطي بعض الحرية للمتفرج في ان يجلس بطريقة مغايره وأن يتحول من مجرد متفرج الي مشارك فاعل داخل العرض يستطيع عبر هذه المشاركه التنقل من مكان لأخر، والحديث مع هذا وذاك من المتفرجين والممثلين، وأن يكون بإمكانه ايضا حذف مشهد او إضافة آخر، وذلك بأن يسمح نص العرض بوجود مساحات منطوقه او إرتجاليه تتيح هذه المشاركه، اي اننا إذا استطعنا ان ننقل الظروف والشروط التي يتمتع بها المقهي الي المسرح ربما كان لذلك الآثر الطيب والجماهيري في بعض العروض]
إن"الحسيني"الذي ينصب حديثه في محاولة الخروج من مأزق عزوف الجمهور عن ارتياد المسرح ببنايته الشامخه انما يؤكد بطريقة اخري عكسيه علي مفهوم مسرح الشارع والحرية بالتنقل من مكان الي آخر التي يمنحها الفضاء الغير تقليدي للمتفرج والطبيعه التشاركيه التي تحدد دور المتلقي في عروض مسرح الشارع والمتمثله في إتاحة الحريه للمتفرج بالحوار مع الممثلين او المتفرجين والتشارك مع صناع العرض بإضافة مشهد او حذف مشهد مما يؤدي الي الأثر الإيجابي في نفس المتلقي وارضاء لرغباته ليس علي المستوي الفيزيقي والإجتماعي فحسب بل ايضا علي مستوي اللذه الخياليه.
ونتلمس من حديث "الحسيني"رفضه أن يكون مسرح الشارع مسرحا بديلا للمسرح ببناياته التقليديه .ونتفق معه في ذلك ساعين الي حل إشكالية عزوف الجمهور عن إرتياد المسارح وتحقيق افق التوقع الخاص لهذا الجمهور .
لكن هل مفهوم مصطلح مسرح الشارع في مصر يتماثل مع مفهومه في المملكه المغربية او في الجمهورية العراقيه او في تونس هذا ما سنتطرق إليه في الحلقة الثالثه من التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب