الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحيداً يسير على الرصيف

نواف سلمان القنطار
كاتب ومترجم.

(Nawaf Kontar)

2022 / 2 / 11
الادب والفن


وحيداً يسير على الرصيف بهدوء يَبعثُ على الملل.
لا تعتريه دهشةُ الغريب في المدن الكبيرة ولا رغبة التأمل في الوجوه التائهة في الزحام...
كأنما لا شيء يعنيه في هذا الصباح
وكأنه أضاع بوصلةَ الوقت
أو رماها طواعيةً في النهر الرمادي القريب ليعيدَ ترتيبَ مشهده الافتراضي خلال رحلته اليوميةِ من بيته إلى حلمه.

*****

يَتنقلُ ما بين خطوط الزمن بخفة كائن لا ينسى ماضيه ولا يخاف من غده.
لكن حاضره ملبد بأسئلة تهطل من سماءٍ كُحلية المدى:
ماذا كان سيفعل لو أنه وُهب حياةً ثانية
مثل أبطال الحروب في ألعاب الصغار؟
هل كان سيبدأها حاملاً سلاحه الفردي، أم طائرته الورقية الملونة؟ وهو يسابق الريح في حقل عباد الشمس.
وهل سيغضب في سرّه
لأن ابنة الجيران الصغيرة ندهت باسمه
ثم اختفت ضاحكة وراء الباب؟

*****
شقة في المنفى، تتسع لكل شيء
إلاّ لقلبه المسكون بالشجن:
آية الكرسي على جدار الخريف
مكتبةٌ تفوح منها رائحة أوراق صفراء
فونوغراف وأسطوانات قديمة
نبتة منزلية محايدة
وصور فرحة في ألبومات تختصر رحلته السريعة في هذه الحياة.

*****

وحيداً يسير على الرصيف بحسرة مَن هجره أمسه وغدر غدُه به
فهربت منه الذكريات...
وحيداً يتجول في هذا الفضاء الفسيح باحثاً عن مكان ضاع في زحام التأويل:
مقهى دمشقي يلوذ به من كل هذا الحنين.

*****

وحيداً... يسير على الرصيف...
يفتش عن ذكرياته...
ما بين أوراق الخريف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كازينو لبنان يفتتح موسم الحفلات الصيفية مع السوبر ستار راغب


.. «بوحه الصباح» رجع تاني.. «إبراهيم» جزار يبهر الزبائن والمارة




.. مختار نوح يرجح وضع سيد قطب في خانة الأدباء بعيدا عن مساحات ا


.. -فيلم يحاكي الأفلام الأجنبية-.. ناقد فني يتحدث عن أهم ما يمي




.. بميزانية حوالي 12 مليون دولار.. الناقد الفني عمرو صحصاح يتحد