الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربع الأخير …. تخاريف (18)كوفيد 19

نضال عرار

2022 / 2 / 11
سيرة ذاتية


لم تكن الطريق الزراعية معبدة بعد، عندما ركبت حصانها باتجاه مدرسة سلفيت الثانوية ، تلك الطريق الشرقية المتعرجة الوعرة في خمسينيات القرن الماضي ، كانت القرية تصنف حينها من القرى النائية والفقيرة آنذاك .
استفسر أحد رجال القرية ( أبو خالد ) عن خروجها المبكر باتجاه بلدة سلفيت .
- رايحة أجيب نتيجة إبنا بالتوجيهي .
- قهقه الرجل وقال إذا الدابة اللي راكبتيها بتنجح إبنكوا بينجح !!!
لم يكن احد بالقرية نال الشهادة الثانوية بعد ، صدحت العيارات النارية في سماء القرية إحتفالا بنجاح والدي ،
الموت ليس شيئ … الشيء الرهيب هو أن لا تعيش
هكذا ترجم فيكتور هيغو فلسفة الحياة في رائعته الروائية البؤساء
طالما ردد سقراط أن الفضيلة والاخلاق عبارة عن المعرفة ، وبمعيار ساذج يمكننا التساؤل عن ماهية الأخلاقيات الاجتماعية في مجتمعات متدنية معرفيآ .
كانت البلاد كلها غارقة في ترف الإنتظار ، إنتظار المخلص من براثن الإحتلال معلقين آمالهم على ألنظام الرسمي العربي ، وبدوره فقد ارتكب النظام الرسمي كل المبيقات بذريعة تحرير فلسطين.
كان والدي من أولئك الرجال الذين أدركوا مبكرا ان التحرير لا يكون عبر أنظمة الحكم العربية ، لذلك تراه ألتحق مبكرًا بالعمل الفدائي مطلع الستينات من القرن الماضي.
آن تمتلك المعرفة والوعي في مجتمعات متخلفة ليس بفضيلة أبدآ ، بل مصدر إغتراب الذات وأرقها الدائم ، شرعنة لتناقض الاضداد بداوخل البشر بين العقلاني والأكثر عقلانية ، عندها فقط يبدء مشوار الإغتراب ، لا مكان لديك لإنتاج المعرفة بوصفك مثقف ولا مكان إلا لثرثرات تحبس الروح ولو إمتلكت رئتين واسعتين ولا مكان بين الثرثرات تلك غير خبث فلاح وسذاجة آخر .
هكذا بيئة تدعونا للإغتراب ، فكل العلاقات هنا تبنى بدافع الملل والرياء على نحو ما .
فليس كل شخص مستعد لسماع الحقيقة ، ولكن عليك أن تقول الحقيقة الصعبة وأن تكؤن مبتعدا في آن ، وعليك أن تعلم أن الصدق يجعل العالم الذي نعيش فيه مكان أفضل لا مكان فيه للمدلسين والغشاشين والكاذبين ومهما كانت الحقائق مؤلمة فإنك تعرف بعدها أين تقف تماما !!!
يبقى السؤال الأبرز بين المبادىء والاخلاق وحقيقة الربط بينهما ؟!
أذكر اني كتبت ذات يوم ( سبق لي وأن كتبت أن تكون معارضآ فاشلا خير من أن تكون وصوليا ناجحا ، اليوم أضيف بأن الوصولي يتساوى لدي مع معارض بلا أخلاق !!!) .
رحل والدي بعد رحلة طويلة وتجارب أكثر عبر سنينه أذكر أنني كتبت ( غادرت عالم السوشال ميديا منذ زمن ، ولم أغادر الاصدقاء وكذلك فعلوا ، شكرا لكم على العزاء لرحيل والدي وامنياتكم الطيبه لي … ليغمر قلوبكم الفرح . )
هذه الحياة طالت أم قصرت ، تستدعي منا الثبات على منظومة القيم الأخلاقية والتمسك بكل ما هو يجعلنا أن ندرك بحق أين نقف ومع من وضد من .
غير أن الصدق وحده كافيًا ليملأ الدنيا بمنظومته ومكانته السامية .
ورغم كل هذا وذاك فإنني أخاف الوعوود ، أخاف أن أجانبها في غمرة الحياة .
وكشيئ من الود والحب والتقدير الى ما لا تبوحه في العلن كتبت ( على هذا الكوكب وفي كل أوقاته صباح ومساء ، وإن إشتدت حرارة الشمس أو لف الأرض البرد والصقيع وحتى لو هطلت الثلوج وفاضت الأنهار … ومهما إمتدت أو تبدلت الأيام لك أن تعلمي أن لك نصيبا وافرا من الأمنيات الصادقة بأن يغمر قلبك الفرح والسعادة والحب ، تأكدي أن على هذة الأرض ثمة من يرى بك كل الجمال ورجاحة عاقلة ، وأن لك من الحظوة والمكانة السامية عنده بما يملئ الكون كله ….. كل عام وأنت بأجمل وأصدق حلة مما أرى !! ) . وأردفت ممهرآ/ الكاهن.
لا أصدق الكهنوت ولا أجاريهم في شيئ غير أنني وعلى حين لحظة جاهلة لقبت بالكاهن …… وهكذا كان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24