الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يفرقون بيننا ؟

كاظم المقدادي
(Al-muqdadi Kadhim)

2006 / 9 / 5
حقوق الانسان


دعت وزارة الزراعة العراقية، قبل أيام قلائل، المهتمين من الباحثين بالنشاط الزراعي داخل وخارج العراق،الي المشاركة وتقديم بحوثهم ودراساتهم لغرض عرضها في المؤتمر العلمي السادس للبحوث الزراعية، المقرر عقده في شهر شباط 2007.وحددت اللجنة التحضيرية نهاية شهر تشرين الثاني المقبل اخر موعد لتســـــــلم البحوث. وتشمل محاور المؤتمر، الذي يســـــــــــــتمر يومين، الانتاج النباتي، والتربة، والمياه، والانتاج الحيواني، والمكننة الزراعية، والاقتصاد، والارشاد الزراعي..
الواقع، أن مؤتمر وزارة الزراعة هذا يعني ويهم الكثير من العلماء والباحثين المختصين المهتمين بالشؤون العراقية،بمحاوره العديدة والهامة بحيويتها وراهنيتها.. غير أن ما يهمنا هنا هو أمر اَخر..ألا وهو أن المؤتمر القادم ، والحق يقال،هو أول مؤتمر علمي عراقي يعلن عنه في الصحف العراقية قبل عدة أسابيع من إنعقاده.هذا أولاً.وثانياً،وهو الأهم،أن يقوم منظموه، لأول مرة أيضاً، بتوجيه الدعوة، مشكورين، لكل المهتمين من الباحثين العراقيين، وبضمنهم المتواجدون في الخارج، للمشاركة في مؤتمرهم.
نشير الى هذه المبادرة الطيبة، ونثمنها عالياً،وندعو الى دعمها وتعزيزها،بعد أن عشنا ولمسنا،وزملاء كثيرين، ظاهرة مؤسفة تألمنا لها،وأحبطت عدد كبير منا، خلال السنوات الثلاث المنصرمة..
لقد نظمت الوزارات والمؤسسات التعليمية والبحثية في العراق، منذ سقوط النظام البعثي الصدامي في 9/4/ 2003، ولحد اليوم، عشرات المؤتمرات والندوات العلمية،التي إقتصرت جميعها تقريباً على الباحثين من داخل العراق. وقد لوحظ ما يشبه المقاطعة التامة، وكأن هنالك "إتفاق مبرم" بين المنظمين لها،"ينص" على عدم توجيه الدعوة للعلماء والباحثين العراقيين المتواجدين في الخارج للمشاركة في تلك المؤتمرات،وهو ما صدمهم جميعاً،ولعب دوراً سلبياً في نظرتهم للمسؤولين الجدد في العراق الجديد،خاصة أولئك الذين باعدوا،بدلاً من أن يقربوا،بينهم وبين زملائهم في الداخل، بل وإختلقوا مصطلحاً جديداً " عراقيو" الداخل و" عراقيو" الخارج،وعمدوا أن لا تعرف الغالبية العظمى من العلماء والباحثين العراقيين المتواجدين في الخارج بإنعقاد تلك المؤتمرات، وخاصة التي تهمهم، إلا من خلال بضعة سطور تنشرها بعض الصحف العراقية عن بعض منها بين اَونة وأخرى وبعد إنتهائها..

ولا نعلم سر هذا الموقف الغريب،وما هي دوافعه ،ولمصلحة من.. مع ان منظمي تلك المؤتمرات والندوات العلمية العراقية الكثيرة يعرفون جيداً، دون ريب، بأن مشاركة العلماء والباحثين العراقيين المتواجدين في الخارج في المؤتمرات، التي تنظم في داخل العراق، من شأنها أن تغنيها وتثريها،وتعود على العراق الجديد، وعلى المشاركين فيها،بالفائدة، نظراً لما يمتلكونه من كفاءة، وخبرة طويلة، ومعرفة، وإطلاع واسع، ومواكبة لأحدث المستجدات العلمية، من خلال وجودهم وعملهم ونشاطاتهم العلمية في الجامعات والمؤسسات العلمية والمراكز البحثية في الخارج،والعشرات منهم يتبوأون مراكز مسؤولة، فكانت مشاركتهم ولقاؤهم بزملائهم العاملين في الداخل ستفيدهم حتماً، ليس فقط من خلال ما يقدمونه في المؤتمرات من بحوث ودراسات ومداخلات،وإنما،أيضاً،بما ينقلونه لهم، ويعرفونهم به، ويتبادلونه وإياهم من جديد ومفيد في العلم، وهم- زملاء الداخل- بأمس الحاجة لمعرفة الجديد ، خصوصاً وأن النظام المقبور حرمهم منه وعزلهم سنين طويلة عن العالم وعن التطورات العلمية والتكنولوجية..ولم يخسر سواهم، والعراق الجديد، من عدم مشاركة هؤلاء !
ولا نعتقد ان هذا الموقف بمعزل عن أولئك الذين سدوا الطرق بوجه الراغبين بالعودة الى أرض الوطن لخدمته، وطفشوا بشتى الطرق الذين عادوا وإلتحقوا بأحدى مؤسسات الدولة وعملوا فيها لعدة أشهر، معتقدين بأنهم ينافسونهم على مناصبهم !..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ناشطون يتظاهرون أمام مصنع للطائرات المسيرة الإسرائيلية في بر


.. إسرائيل تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين عند حاجز عوفر




.. الأونروا تحذر... المساعدات زادت ولكنها غير كافية| #غرفة_الأخ


.. الأمم المتحدة.. تدخل الشرطة في الجامعات الأميركية غير مناسب|




.. تهديد جاد.. مخاوف إسرائيلية من إصدار المحكمة الجنائية الدولي