الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيعة العراق بين مطرقة التعجيم ... وسندان الشيطنة.

احمد عبدول

2022 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لو انك اليوم سألت احد المواطنين الشيعة عن سر تعثر العملية السياسية الجارية في العراق منذ العام 2003 حتى هذه الساعة لقال لك وبدون ادنى تردد ان الشيعة كانوا وراء اسباب ذلك الفشل والتردي ، بل زاد على ذلك بأن الشيعة ليسوا بأهل للحكم والقيادة والادارة ، وما عليهم سوى ان يتنازلوا عن الحكم لأهله ، ولعل هكذا رد يحفزنا للتوقف والمراجعة فمن اين جاءت تلك القناعة ؟ وكيف تبلورت ؟ وما هي الاسباب التي تقف خلفها ؟ ومما لا شك فيه ان تلك القناعة لم تترسخ دون وجود اسباب وعوامل شتى الا ان اهم وابرز واخطر تلك الاسباب والعوامل هو ما لعبه الاعلام الموجه ضد الشيعة داخل العراق لتشكل الاسباب الاخرى اسبابا جانبية وثانوية .
ان السبب الرئيس والفاعل والذي اوصل الشيعي لتلك القناعة هو ما تمثل بتلك الحرب الناعمة التي استهدفت قناعاته وثوابته وضربه من الداخل فضلا عن تشكيكه بقدراته ورموزه وقياداته .

لقد اتسم حكم العثمانيون لشيعة العراق لمدة 4 قرون بالإقصاء والتهميش والازدراء فلم يعين واليا عثمانيا شيعيا واحدا خلال تلك القرون العجاف في ظل تمذهب الدولة فقد كان مذهب الدولة هو المذهب الحنفي المتشدد وعلى الرغم مما لاقاه الشيعة من إقصاء وتهميش الا إنهم قاوموا الاحتلال الانكليزي حينما قررت المملكة المتحدة إنشاء كيان يجمع الولايات الثلاث (بغداد ـ البصرة ـ الموصل) بعد نهاية الحرب العالمية الاولى فكانت المعارك تندلع بين وقت وآخر بين أبناء القبائل في وسط وجنوب العراق والقوات البريطانية وصولا لثورة العشرين وهي الثورة التي تكبدت فيها .
بريطانيا خسائر فادحة في المعدات والأرواح
لقد ورث الانكليز من العثمانيين مشروع اقصاء الشيعة من التعليم والتوظيف الرسمية فكانت المس بيل تنعتهم بالإغراب وكان اغلب رجالات العهد الملكي كالجادردجي والسعدون وغيرهم يلتقون مع المس بيل في توصيفاتها وكراهيتها ولم يشذ من تلك القاعدة سوى الملك فيصل الأول رحمه الله الذي أراد ان يضع حلا جذريا لمشكلة استبعاد الشعية من الوظائف العامة محذرا من مغبة الاستمرار بتلك السياسات العنصرية الضيقة الا ان الموت سرعان ما قطع على فيصل مشروعه التاريخي الهادف ليبلغ مشروع تعجيم الشيعة أوجه في عهود البعث المظلمة على يد عبد السلام محمد عارف وصدام حسين الذي كان يطرح نفسه كرجل عروبي وعلماني الا انه راح يدعم التوجهات المذهبية والطائفية بعد ضعف سطوته وتراجع مقبوليته داخل الاوساط الشعبية والجماهيرية بل راح يرسخ واقع التجزئة داخل المجتمع العراقي عبر التشكيك بولاء مراجع الشيعة ومقلديهم واتهامهم في أنسابهم وأصولهم .

وهو ما شجع نجله المقبور عدي في الإيعاز لأحد كتاب جريدة الجمهورية بالطعن والتشكيك بأصول الشيعة عبر سلسلة من الأعمدة الصحفية .

إما مشروع الشيطنة فاني اذهب الى انه ابتدأ مع ولوجنا العراق الأميركي عبر الماكينة العربية المدعومة من قبل أميركا وحلفائها وإذا كان مشروع التعجيم يقوم على أساس الطعن بأصول وانساب شيعة العراق فان مشروع الشيطنة يقوم على إلصاق كل ما هو سلبي ورجعي وظلامي ولا أخلاقي ولا وطني بالشيعي حصرا على ان لا يكون للآخرين أي حظ من كل تلك الصفات الذميمة شيء يذكر وكان الشيعي مخلوق لا يخضع لما يخضع له الآخرون من الصواب والخطأ .

وهكذا نسي الشيعي بفضل الإعلام الموجة والحرب الناعمة ان أجداده قاتلوا الأتراك عندما كانت القوات التركية في الشعيبة تقدر ب بسبعة ألاف وستمائة جندي بينما كان عدد المجاهدين يبلغ ثمانية عشر الفا تحت قيادات دينية وعلمائية كان ابرزها مهدي الحيدري ومحمد سعيد الحبوبي ومهدي الخالصي وولده محمد الخالصي

نسي الشيعي ان من أسوأ ما تعرض له الانكليز في العراق تمثل في تلك الصفعة التي ردها الشيخ (كاظم صبي) للحاكم البريطاني بلفور وقد اعدم الشيخ (صبي) بعد اندلاع ثورة النجف بوجه الانكليز عام .
1918
نسي الشيعي بان الشيخ محمد جواد الجزائري يعد أول رجل دين يصدر بحقه حكم الإعدام عام 1917 من قبل محكمة عسكرية بريطانية .

نسي الشيعي بان طروحات فقهاء الشيعة هي من أسست ونظرت وقادت الحركة الوطنية في العراق للاستقلال التام وغير المشروط .

نسي الشيعي ان أجداده قادوا أول ثورة بوجه الانكليز وهي الثورة التي أجهزت على مشروع ولسن البريطاني المتمثل بعدم الاعتراف بدولة عراقية مستقلة فقد كان من المقرر تهنيد العراق عبر تهجير الألوف من الهند وربطه بالحكومة الهندية بشكل مباشر .

نسي الشيعي انه لولا أجداده لما حصل العراق على شبه استقلال ولا سمح له بالدخول ضمن عصبة الأمم .

نسي الشيعي ان أجداده اتخذوا موقفا صارما وصادما من الاحتلال البريطاني عندما حرم فقائهم الاشتراك في اي حكومة عراقية خاضعة لبريطانيا على الرغم مما لاقاه الشيعة على مدى أربعة قرون عجاف من إقصاء وتهميش وتشريد وتقتيل على أيدي العثمانيين .

نسي الشيعي بان جعفر ابو التمن يعد اول من اسس لحزب وطني عراقي وان اول مجموعة ماركسية تشكلت في البصرة في عام 1927 .

نسي الشيعي انه لم يكن طرفا في حرب ضروس دامت لثمان سنوات كان الشيعي يقتل فيها شيعيا اخر على طول الحدود بين العراق وايران بسبب رغبة اميركية خليجية نفذها صدام بعد ان رفض البكر تنفيذها وبقوة .

نسي الشيعي بأنه لم يكن طرفا في غزو الكويت الذي جاء على خلفية حلم مريض راود رأس النظام المليئ بالأوهام والخيالات غير الواقعية .

نسي الشيعي انه من حمل لواء الانتفاضة الشعبانية ضد اعتى نظام ديكتاتوري عرفتته البشرية وكان ان سقطت محافظات الوسط والجنوب بيد الثوار وكان النظام قاب قوسين او ادنى من نهايته لولا الفيتو السعودي الذي طلب من الاميركان تاجيل امر الاطاحة بالنظام لوقت اخر .

نسي الشيعي بأنه كان في صدارة من دفع فواتير تلك الحروب والغزوات لا سيما خلال سنوات الحصار التي اضطر فيها لبيع اثاثه المنزلي لسد رمقه ورمق اطفاله .

نسي الشيعي بأنه لم يكن طرفا في ازاحة صدام من سدة الحكم والذي جاء على خلفية طلب دول المنطقة لا سيما دول الخليج باستثناء ايران التي مانعت التدخل الاميركي خوفا من التواجد العسكري بالقرب من حدودها وكانت قد استانفت مد جسور التعاون مع نظام صدام بعد حرب الخليج الثانية وكانت هناك مراسلات واتفاقيات عسكرية وتجارية ومالية بين البلدين خلال رئاسة الشيخ رفسنجاني كما يذكر الكاتب مازن الزيدي في كتابه الذي يحمل عنوان (مراسلات صدام حسين ورفسنجاني) وقد نشرت جريدة الشرق الاوسط انذاك عددا من تلك المراسلات والتفاهمات .

نسي الشيعي بأنه رحب برياح التغيير عام 2003 الا ان الدول المحيطة به لم ترغب بذلك فكان ان دفعت الدول المحيطة بالعراق بدون استثناء بوحوشها البشرية لاستهداف تجربته الجديدة عبر استهداف الاسواق والمدارس والمستشفيات والتجمعات والمقاهي ليقتل الشيعة تحت كل حجر ومدر.

نسي الشيعي بأن كل الحكومات التي تشكلت في ظل الاحتلال الاميركي كانت تتشكل في ظل اجواء خانقة من التدخلات والاملاءات والضغوط ولا شك ان هكذا اجواء سوف تكون عاملا مشجعا على انبثاق حكومات هزيلة ياكلها الفساد وينخرها الضعف والتفكك .

نسي الشيعي بانه صاحب الدور الاكبرفي استعادة الوطن من براثن تنظيمات داعش الارهابية بعد ان استولت على ثلث الاراضي العراقية عام 2014 .

نسي الشيعي بانه قد تصدر اغلب التظاهرات التي كانت تتفجر بين الحين والاخر بالضد من حكومات يتقدم فيها الشيعة على غيرهم من حيث المسؤولية واتخاذ القرارات .

نسي الشيعي بان جماهيره كانت وراء الاطاحة بالسيد عادل عبد المهدي حيث سقط في ساحة التحرير اكثر 800 شهيد واكثر من 30 الف جريح ومعاق بينما لم يشمل التغيير رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان .

من وجهة نظري الشخصية ان الشيعة سوف يستمرون على مواصلة مسلسل النسيان حتى ينسوا انفسهم ووجودهم حتى يدخلوا مربعا اخرا غير مربع التعجيم والشيطنة لكني لا اعرلف عنه شيئا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا