الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية عصر الايديولوجيات

هاشم الخالدي

2006 / 9 / 5
العولمة وتطورات العالم المعاصر


كثر الحديث من ايديولوجيي منطقتنا حول فشل المنظومه الاشتراكيه وانهيارها والذي يهمنا في هذا الموضوع هوان يعزى ذلك الى خطأ الاقدام على البناء الاشتراكي في ظروف لم تنموا بعد فيها الراسماليه في المجتمع ,ويدعي اصحاب هذا المنطق انه كان من الاجدر الانتظاروعدم تعريض الدوله والمجتمع الى المكابده والتردي والسقوط ,وكثيرا ما تلقى المسؤوليه على اللينينيه في النظريه وفي التطبيقالستاليني دون ان يكلفوا انفسهم مشقة البحث عن الاسباب الحقيقيه, ودون ان ان يلتفتوا لتلك العبقريه اللينينيه التي اكتشفت السياق الجديد بوقت مبكر في الظاهره الجديده للراسماليه في اعلى مراحلها, والبلاء الاكثرانهم يغلّسون عن حقيقة عدم قيام الاشتراكيه في البلدان التي نضجت فبها الراسماليه ولم يكلفوا انفسهم السؤال, فان كانت الاشتراكيه لا تتلائم مع ظروف روسيا او الصين الشبه..الخ , فهل هي لا تتلائم ايضا مع ظروف بريطانيا والمانيا مثلا, لماذا تعذر قيام الاشتراكيه هناك اين المشكله اذن أهي في الاشتراكيه ؟ ام ان متغيرات استوجبت اعادة الصياغه لتحقيق الانتقاله المتوقعه ( بالتحليل الملموس, للواقع الملموس), لتخرج الناس من تناقض وصراع الطبقات بين المالكين لوسائل الانتاج والثروه وبين المحرومين الى اللاطبقيه والمساوات الحقيقيه و تامين الحاجات الضروريه للفرد والمجتمع وتقدمه, وهي نفس المتغيرات المتسببه خلل ما, ادى الى استياء المجتمع ورفضه ان ينزع اغلال الطبقات لتستبدل باغلال اخرى جاثمه على النفس والعقل معيقه للالانسان الخليفه وفطرته الى التقدم والانجاز ما علاقة ذلك مع احتفاليات الغرب عشية سقوط التجربه...هلهولة نظريات ظهرت تعبيرا احتفاليا عن مصالح الراسماليه في اعلى مراحلها تبشر بنهاية التاريخ والعولمه والقرن الامريكي, ان الجديد في المتغيرات الواقعيه هو ما شخصته عبقرية لينين, و في قصور التعبير عنها في عقليه ونفسيه متشبثه برؤى وتصور ومنهاج يخص واقع اخر مختلف مشخص قبله بقرن من الزمان,لقد فرض التطور الراسمالي بصعوده على استثمار جهود البروليتاريا وتحقيق التراكم الى مغادرة القهر الطبقي في مجتمعاته عن طريق الاستعمار والهيمنه الامبرياليه على شعوب وامم العالم المتخلفه ونهب ثرواتها وحرمانها ونمت فروعه وتضخمت بعد حروب وعمليات ابادة للانسان في اكثر مناطق العالم ثروه على نفس قاعدته الراسماليه وتفوقت الولايات المتحده الامريكيه احدى الفروع على مثيلاتها وعلى امهات الامبرياليات الاوربيه , واستثمر التطور الحاصل في قوى الانتاج بمجتمعاتها جميعا في المزيد من الهيمنه والنهب في دورة الاسلوب الراسمالي الامبريالي في الانتاج انعكس على ارتفاع الدخل وزيادة الانتاجيه وتحسين النوعيه وتقليل الكلف والدخول الى ميادين تقنيه وعلميه جديده اتسعت وتطورت الى ظهورالبروليتاريا الجديده , وتنشيط السوق وتحقيق الرفاهيه بالوفره وارساء شكل من الحريه محروس بدعامات ماليه ساعد على تجميد الصراع ونقلت الراسماليه قانونها السوقي من الاطار القومي الى الاقليمي والعالمي وكانت محصلته ان الحقت الهزيمه بالمنظومه الاشتراكيه على محورين هما هيمنة القوه والتفوق في السوق العالمي واصبح الثاني هدف وغايه بدعامة الاول ولا زال . ولم يكن ذلك كله بالحسبان في العقل والنفس التشبثي بسب الانغلاق في قالب ايديولوجية الطبقه العامله وحزب الطبقه العامله ودكتاتورية البروليتاريا , كله في اطروحه منغلقه على الداخل التنظيمي لحزب الطبقه العمله والمنظومي للدوله في اطار التخطيط الشامل والمنهاج الشامل والرؤيا الشامله دون اخذ البعد الاخرللعلاقه الاقتصاديه المتشكله في اطار الهيمنه وقوانين السوق العالمي والتي فرضتها حركة التاريخ المادي بجدليته كاحد اهم قوانين الراسماليه في عصرها الامبريالي تتوخى الربح والفائده و تتمحور عليها وتدور في فلكها كل القوانين الاقتصاديه الاخرى في العالم ومناهجها بما فيها قوانين المنظومه الاقتصاديه للاشتراكيه على المستوى العالمي, وما كان يتطلبه ذالك من تفعيل لاسلوب الانتاج الاشتراكي ليس ابتغاء الربح والفائده في الاطار الداخلي وانما في اطاره العام العالمي بما يقتضيه من مناهج, اذ ان ذلك هو الوسيله الوحيده للاحتفاظ بقوة الاقتصاد الاشتراكي عالميا في سوق السلع والمال لن يتحقق الا من خلال تحسين النوعيه في الانتاج وزيادة الانتاجيه وتقليل الكلف, وان السبيل الوحيد الى ذلك هو ما يسمى بالمبارات الاشتراكيه بين القطاعات وفروع القطاع الواحد, وحلحلة الرابطه الشموليه في عملية التخطيط الشامل, اي تفعيل قانون السوق بين المؤسسات الاشتراكيه وخلق قوى عمل في المستويات الدنيا في ورش خاصه صناعيه وزراعيه وتجاريه وماليه تكون سوق للعمل و للسلع في خدمة المؤسسات الانتاجيه المتنافسه في المبارات الاشتراكيه, مما يحقق زيادة الدخل والرفاه الاقتصادي للفرد والمجتمع ويكون حافزا لتحسين النوعيه وزيادة الانتاجيه وتقليل الكلف واستلهام كل ما هو جديد في تقدم قوى الانتاج وتكوين قاعده اقتصاديه على الاقل قابله للحياة في محيطها العالمي ,اما على المستوى الداخلي اذ تنتفي الحاجه الى البعد الواحد والشامل للخطط و للرؤى والمناهج للحزب الواحد مع بقائها قائمه بظل الخيار العام الاشتراكي كحل اوحد في اللاطبقيه والمساوات وتامين الحاجات الضروريه للفرد والمجتمع بضمان منظمات احزاب اشتراكيه متعدده تتداول السلطه والحكم او تتشارك,ان مقولة الايديولوجيه هي مقولة عصرها للتعبيرالحزبي الشامل عن من يمثل بحق مصلحة الطبقه العامله تحولت الى تابو في زمان حتّم ان تتسع في مراحل متقدمه كما أ سلفنا للضروره التاريخيه الى ظهور اكثر من ممثل للطبقه العامله في المجتمعات المتحوله والمرشحه للتحول بمنظور التحليل الملموس للواقع الملموس وادواته الماديه الجدليه,وليست الشعوب والامم المنهوبه والمحرومه واحزابها خارج هذا التاثير والعلاقات الجدليه الناشئه, اذ انها هي من يقع عليها الاستلاب كله , ولا نريد ان نكرر ما ذهبنا اليه في مقالات سابقه ,فقط اردنا التاكيد من ان الكتله التاريخيه المؤهله تتسع للشعوب والامم الكادحه والبروليتاريا الجديده في المجتمعات الراسمالسه ومنظومة الاشتراكيه في النضال ومناهضة الامبرياليه وقاعدتها الراسماليه ولم تعد الطروحات الاحاديه وادعائاتها في تمثيلها نهاية الطريق سواء في قطبها السالب ام الموجب ذات جدوى ان هذا العصر هو ليس عصر الايديولوجيات النهائيه وانما لا زال عصر الانسان الخليفه وعصر التاريخ وليس نهاية التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر