الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في فضاء القصة القصيرة

حنان علي

2022 / 2 / 12
الادب والفن


استوعب النثر أنواعًا عدّة من الأشكال السردية التي شكلت عينات من النتاج الإنساني في أرقى أنواع الفنون ( الأدب ), وكلنا نعرف قيمة الأدب سواء كان شعرًا أم نثرًا ؟
لا أحد يختلف عن رفاهة الحس والإحساس من لدن الشاعر فالشعر شعور, والشاعر يمتلك ما لا يمتلكه الإنسان العادي, فهو بإبداعه يستطيع تحويل المعاني بأسلوب جزل, والمشاعر إلى كلمات محسوسة لها نبض عند كل قارئ, فما بالك لو كان النثر يمتلك هذه الرفاهة والجزالة.
هذه الصفات موجودة في جنس أدبي صغير السن حديث المولد سُمي بــ القصة القصيرة جدًا, إذ اخذ هذا الجنس الأدبي مساحة واسعة في ساحة الأدب والإبداع, وتميز بباقة من السمات, منها: الايجاز, والمفارقة, والجمل الفعلية, والقصر, والتكثيف, لكن من دون الابتعاد عن سمات السرد في الرواية والقصة القصيرة, والمسرحية, فقد حافظ على عناصر البنية السردية من حدث, وشخصية, وفضاء زمكاني.
ظهر هذا الجنس الأدبي على ساحة الأدب في عصرنا هذا, منسجمًا مع تسارع عجلة الحياة, فالقارئ ما عاد يمتلك الوقت في القراءة كما في السابق, ومن الأدباء من اختط لنفسه مسار الخوض في هذا المولود الجديد, ومنهم المبدع حسن علي البطران أديب من السعودية نذر إبداعه لكتابة القصة القصيرة جدًا, وقد اصدر عشر مجموعات فيها, وآخر مجموعة له أصدرها من العراق تحت عنوان ( وأجري خلف خولة.. ) وسنقتبس منها نصّا اسماه بــ كاريزما, قال فيه :
" تمتلك جاذبية قوية ..
انكسرت زجاجة عطرها بسببه ,
ركضت خلفه , لم يلتفت إليها ,
قيد مشاعره ولم يضعف..
بعد خمسة عشر سنة تصبح
أما لإحدى بناته .!؟ "
وللرمزية العالية والمفارقة غير المتوقعة, دفعتني لأخوض في المجموعة أكثر, وأعطيها لطلبتي الذين أدرسهم في أحدى كليات جامعة بغداد, فقد شدّني النصّ فيها واحتكم إلى السياق, فهو أهلًا للتحليل والنقد والدرس, وأنا في خضم تدريسهم مادةً تُسمى بـ ( التطبيقات الأدبية ) التي تؤهل الطلبة إلى الخوض في العملية النقدية, ومحاولة منهم لفك شفرات النصّ الأدبي على وفق ما تعلموه في المناهج الأدبية السياقية والنصّية, فقد طلبتُ منهم اقتناء هذه المجموعة وتحليل انموذجات منها كجزء من الدرس التحليلي, فهم في مختبر يواجهون النصوص, ويختبرون أدواتهم النقدية عن طريق التحليل والكشف والتمييز بين نصّ وآخر, ساعدني ذلك على كشف مقدرات طلبتي في التحليل, وتجنب الغش من الانترنيت, وبالفعل نجحتُ مع طلبتي في ذلك, وأصبحت لديهم الرغبة في نشر محاولاتهم النقدية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس