الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصماتهم على كل جدار..

فكري آل هير
كاتب وباحث من اليمن

(Fekri Al Heer)

2022 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


أن تكون على مسافة مناسبة من كل رأي وموقف، فهذا يعني أنك أصبحت عدواً للجميع أو متهماً بالحياد؛ وما من خيار إلا أن تبقى كما أنت أو أن تصبح متطرفاً مثلهم..!!
..
عندما تختلف مع الأغلبية المتطاحنة فيما بينها، ولا تجد حولك إلا القلة القليلة، فهذا يعني أنك أصبحت غريباً في قومك ووطنك، وما من خيار إلا أن تبقى غريباً أو أن تصبح جزاراً بالرأي والموقف مثلهم، لأن التطرف لا يبدع في صنع شيء كما يبدع في صنع المجازر الكلامية التي تنتهي بمجازر حقيقية فيها دماء وأشلاء ودمار وأكوام خرائب..؟!
..
ولأنك في موقعك هذا بالتحديد، يمكنك أن ترى بوضوح كيف يصنعون تلك المجازر، وكيف تكون آثارها: يمكنك أن ترى مجتمعاً متشظياً، وشعباً ممزقاً ووطناً مقسماً، وواقعاً ملامحه وحقيقته هي الفساد والفقر والجهل.. وكيف تفتك هذه الحقيقة بالناس بشكل لا يختلف في نتائجه كثيراً عن الفتك الذي تحدثه الصواريخ والقنابل والرصاص..؟!
..
المتخندقون في متارس آرائهم ومواقفهم المتصلبة والمتطرفة، مهما كانوا صادقين في وطنيتهم كاذبون في حقيقة الأمر، كاذبون لأن ما يرفعونه من شعارات وما يرددونه من خطابات... في الحقيقة هم لا ولم ولن يصنعون شيئاً منها على أرض الواقع..؟!
..
الواقع هو معيار التصديق والتكذيب، والتأييد والتنديد..
لكن هذه الأغلبية المتطاحنة غروراً وصلفاً وتطرفاً لا تحتكم لا الى العقل ولا الى الواقع، بل الى أوهامها ومصالحها المتصادمة المعلنة وغير المعلنة..
..
لذا، هم لن يتوقفوا عن الاستمرار في صنع المجازر، فهم يظنون أنهم يصنعون خيراً لك ولي وللآخرين إلا أعدائهم الذين يتوقون لقتلهم وإبادتهم أو قمعهم وإزالتهم من الوجود، هم يرون أنهم يخدمون الوطن، ويدافعون عن الشعب، وهم أول من يبرر قصف المدن والأحياء الآهلة بالسكان، وهم أكثر من يحرض على استمرار الحروب.. وفي الوقت الذي أنت تشعر فيه بأهوال الموت تقترب منك، هم لا يشعرون بأن ذلك هو جنايتهم عليك.. وهو جريمتهم المستمرة في حقك..!!
..
هؤلاء هم من يأكلون من لحوم الأبرياء ويشربون من دمائهم..!!- تجدهم في كل مكان.. في المسجد في المدرسة في القنوات الاعلامية، في فيسبوك وتويتر، بصماتهم على كل جدار بكل الألوان والأصوات وكل الدماء..
..
وأنت أيها الغريب، تحيا بينهم ومعهم.. تلعق المرارات كلها لأنك تعرف حقيقتهم.. من حيث لا يشعرون..!!
..
** إنها لا تعمى الأبصار..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي