الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شولتس يعيد النزعة الشرقية الميركلية إلى قبرها.. الرياح تجري بما تشتهيه سفن المغرب !

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2022 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


و أخيرا، انتصرت ألمانيا (الغربية) و حليفها المغرب (الغربي) في صراعهما ضد ألمانيا (الشرقية) و حليفتها دزاير (الشرقية) ! و قد تم الإعلان عن الانتصار يوم توقيع الاتفاق الثلاثي الغربي، إيذانا بسقوط ثان لجدار برلين الذي أعادت ميركل تشييده عبر شراكتها مع روسيا، و جاء (أولاف شولتس) ليحطمه و يفتح ألمانيا على عالمها الغربي !
قد يبدو الأمر أقرب إلى المونتاج ! فليكن كذلك إذا كانت الأحداث المركبة تلتزم بمنطق التحليل الملموس للواقع الملموس !
لنشرح أكثر، التحول الذي عاشته ألمانيا، خلال العقد الأخير، لم يكن صدفة، و لكنه ثمرة تصور استراتيجي حملته أنجيلا ميركل معها إلى مقر المستشارية، و هو تصور يمتد بعيدا و عميقا في نشأتها شرق ألمانيا، حيث تشبعت بالقيم الروسية المطلية بمساحيق مسيحية محافظة.
لتنزيل هذا التصور الاستراتيجي، اختارت ميركل عقد تحالف سياسي مع روسيا و تحالف اقتصادي مع الصين، و تعاملت مع فرنسا كبيدق من داخل الاتحاد الأوربي يمتلك القوة السياسية اللازمة لدعم الاستراتيجيا الألمانية الجديدة.. للإشارة فقط، لم يكن جمهوريو البيت الأبيض أغبياء حينما واجهوا استراتيجيا ميركل الشرقية !
ما يهمنا من هذا التحليل، هي الآثار التي خلفتها هذه الاستراتيجيا الألمانية الجديدة على فضائنا المغاربي، و هي جلية بما فيه الكفاية و لا تحتاج كثير تأويل !
التقارير الاستخباراتية الألمانية المسربة، تباعا، كلها تجمع على الدعم الألماني اللامحود لفرض الجزائر كقوة في المنطقة المغاربية و في المحيط الشمال إفريقي، و هذا ينسجم مع التحالف الروسي-الألماني بل و يعتبر نقطة ارتكازه.
لتحقيق هذا الهدف، كان مطلوبا، بإلحاح، ردع القوة المغربية الصاعدة المدعومة أمريكيا. و لذلك، خاضت ميركل صراعا متعدد الأوجه و الاتجاهات ضد المغرب. كان ذلك من خلال محاولة إفشال استراتيجيته الإفريقية أولا، و من خلال محاولة تفكيك تحالفاته الأوربية ثانيا، و أخيرا كشفت ميركل عن وجهها الحقيقي حينما عارضت، بقوة، قرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء داعية إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن من أجل عرقلة هذا القرار و إفراغه من محتواه السياسي.
المغرب مارس قدرا كبيرا من ضبط النفس في مواجهة هذا التآمر الألماني الصريح، لكنه لم يجد بدّا، أخيرا، غير الإقدام على قرار جريء و قوي بقطع العلاقات الدبلوماسية و سحب السفيرة المغربية.
و من أجل حماية نفسه من رد فعل الماكينة الألمانية المتحالفة مع الدب الروسي، كان مفروضا على المغرب دعم علاقاته الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية بعقد علاقات استراتيجية مع إسرائيل من خلال توظيف ورقة اليهود المغاربة.
بعدما كانت ميركل تمني النفس بمواصلة تنزيل استراتيجيتها من خلال ضمان المستشارية لحزبها، كان للألمان رأي آخر و غيروا الاتجاه السياسي.
المستشار الألماني الجديد يحمل تصورا استراتيجيا مغايرا، تماما، لتصور ميركل. و قد عبر عن ذلك من خلال التراجع عن التحالف مع روسيا و الانضمام إلى الحليف التقليدي الأمريكي، و هذا ما عبرت عنه مواقف (شولتس) المعارضة للتوسع الروسي في أوكرانيا و استعداده الانضمام إلى الخطة الأمريكية-البريطانية القائمة على الردع.
لا يمكن استيعاب استعادة العلاقات المغربية-الألمانية من خارج هذا التحليل الملموس المرتكز على معطيات الواقع الملموس.. بقي أن نؤكد، في الأخير، أن المغرب قد أحسن التموقع استراتيجيا فربح الرهان، و العلاقات المغربية-الألمانية الجديدة تمتلك من المتانة ما يجعلها عصية على التلاشي، بل إنها تتطور إلى تحالف موسع يجمع الولايات المتحدة و بريطانيا و أستراليا و ألمانيا إلى جانب إسرائيل و المغرب، في انتظار التحاق أعضاء جدد، و ذلك ما علقت عليه صحيفة "فوث بوبولي" الإسبانية المتخصصة في التحليل السياسي والعسكري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يؤكد إن إسرائيل ستقف بمفردها إذا اضطرت إلى ذلك | الأ


.. جائزة شارلمان لـ-حاخام الحوار الديني-




.. نارين بيوتي وسيدرا بيوتي في مواجهة جلال عمارة.. من سيفوز؟ ??


.. فرق الطوارئ تسابق الزمن لإنقاذ الركاب.. حافلة تسقط في النهر




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. ورقة بايدن الرابحة | #ملف_اليوم