الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تتشابه أسباب الظهور ، الاناركية في أوروبا 🇪🇺 والحركات المسلحة في المنطقة العربية ..

مروان صباح

2022 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


/ كان موقع الخميني المرشد السابق للجمهورية الإيرانية 🇮🇷 يعتبر رمزاً للتشيع الحديث في المنطقة العربية ، لقد وقع في ضمير الجمعي للإيرانيين كما هو حاصل بين الشيعة في العالم وأيضاً بين كثير من الثوريين العرب والمسلمين ، بالفعل اكتسحت جماهيريته لدى شرائح واسعة في البداية بين أبناء الطائفة وفئات متعددة وعابرة حدود المذاهب والأديان والجنسيات ، لكن مع مرور الوقت ، الأغلبية عزفت عن هذا الخط بعد افتضاح النوايا الدفينة ، بالطبع أولها إستخدام الثورة من أجل 🙌 تحقيق 🤨 الغاية العليا الإيرانية 🇮🇷 بالسيطرة على الشعب العربي ومقدراته وتصفية الحسابات القومية عبر باب المذهبية والتى صنعت فوضى مركبة ، وثمة هنا 👈 ايضاً في هذا الاغتيال الجديد ، دلالات علنية تخص بتاريخ الإنسان وتصرفاته ، وهي عناصر باتت ملموسة وظاهرة المعطيات ، بالفعل ، يؤكد مقتل الغدادي سابقاً والقريشي اليوم على حسم واشنطن 🇺🇸 لخط التطرف في تنظيم داعش ، فهي بقتل ابوبكر البغدادي كانت قد طوت صفحة التنظيم والآن بقتل ابوابراهيم القريشي ( قرداش ) ، تقول بالاغتيال بأنها لن تسمح بإعادة لم شمله ، لكن السؤال المركزي ، هل بقتل الأفراد حتى لو كانوا في رأس الهرم للتنظيم سيمنعه من التحرك كما يُصنع من القارة السوداء حتى سوريا ، ومع إستلام القريشي زمام قيادة التنظيم ، تغيرت الأولوياته ، فبات يوجه كل عملياته نحو النظام الأسد وحلفائه من الروس والإيرانيين ، لكن عملية الاغتيال لم تكن أمريكية 🇺🇸 خالصة بقدر أو ربما وهكذا تشير☝المعلومات بأنها سبقها جملة اعتقالات لشخصيات داعشية في تركيا 🇹🇷 والتى كما يبدو🙄 أسهمت التحقيقات بالاعتراف بشكل مباشر عن موقع القريشي أو على الأقل ربما عبر سلسلة حلقات أدت للوصول له ، وهذا ما يفسر لماذا داعش في الآونة الأخيرة استثنى عدو أنقرة التقليدي ( قسد / قوات سوريا الديمقراطية ) من استهدافاته ، فجميع الفصائل المسلحة لديهم مشكلة في التنسيق بينها ، في المقابل ، الجميع يوجهون البنادق على بعضهم ، مرة تتفق قسد مع داعش وفي غضون أسابيع يعاد العداء بينهم ، وهذا المنطق ينطبق أيضاً على نظام الأسد ، لكن تبقى عملية اغتيال القريشي تشبه عملية اغتيال قاسم سليماني قائد ما يسمى بفيلق القدس ، إذنً ، بغض النظر عن حجم الصفعة الأمريكية للتنظيم ، كبيرة كانت أم صغيرة ، يبقى المهم بأن الأمريكيون 🇺🇸 الآن قد أبلغوا الجميع من خلال الطرفين ، بأن استهداف قواتهم في كل من سوريا والعراق 🇮🇶 ستكون تكلفة ذلك باهظة ، بل الرد الأمريكي 🇺🇸 لم يقتصر على مجموعات تابعة للفريقين ، عادةً وهكذا تعود الإعلام ، عندما يتم استهداف شخصيات عادية من التنظيمات المسلحة ( المصنفة بالارهابية ) ، تُستخدم المسيرات لذلك ، أما اغتيال الشخصية الأولى ، فالبنتاغون لا يكتفي بتسيّر المسيرات عن بعد ، بل يقوم بإنزال قواته على الأرضي من أجل 🙌تصوير العملية وتوثيقها وأيضاً أخذ عينة ( دي أن أيه ) ، بالطبع ، الأتراك لا يعتبرون استهدف رأس داعش بالرسالة لهم ، بقدر أن الاغتيال يُعتبر وفق مصالح كان ومازال حليف ثابت في أكثر من منطقة ، وفي مقدمتها اوكرانيا 🇺🇦 اليوم ، فإدارة بايدين تعيد العمل مع تركيا 🇹🇷 على إعادة تفعيل مهام الناتو في سوريا وأكثر من نقطة في العالم .

إذ يصح القول ، أنها ليست المرة الأولى التى يتعرض لها قرداش للاغتيال ولن تكون الأخيرة بالنسبة للتنظيم ، بل كانت هناك محاولة أدت إلى قطع ساقه والتى باتت علامة للتعرف عليه ، كما أن واشنطن وضعت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكانه ، وهذه دالة كبرى على أن الحلقة الضيقة في التنظيم تم اختراقها حتى وصلت له القوات الأمريكية 🇺🇸 ، فالرجل كان سابقاً ضابطاً في الجيش العراقي🇮🇶 ونسج علاقة مع الأمريكان تحديداً بعد الاحتلال بهدف التصدي للتمدد الإيراني 🇮🇷 ، في المقابل أيضاً ، كان هناك خلاف على زعامته للتنظيم ، كثير من قيادات التنظيم يرون بأنه ليس بعربي وهو تركماني وشككوا بمؤهلاته الفقهية وأن سجله في تحقيقات السجون ليس نظيفة ، صحيح أن التنظيم فقد أرضه ، لكن الصحيح أيضاً ، أنه مازال يمتلك المال والمقاتلين والسلاح ، بل تنظيم داعش قائم بصراحة 😶 على تركيبة خاصة ليس من السهولة تفكيكها ، بل هو أقرب إلى خليط من كافة الفئات التى تعرضت إلى التنكيل من العنصرية الطائفية والمد الإيراني 🇮🇷 على حد السواء ، وهذا كله ، صنع أوضاع اقتصادية مزرية بسبب الفساد المنتشر والذي بدوره يمهد الطريق أمام تنظيم داعش أو غيره لإعادة تشكيل صفوفهم ، فالعراقيون واجهوا خلال العقدين أبشع إبادة بنيوية في التاريخ المعاصر ، فإن الجوهري والأهم في عودة الحكاية اليوم ، قد يكون أن واشنطن تعيد التأكيد على ما أكدت عليه عدة مرات .

تظل واقعة اغتيال مسؤول تنظيم داعش في إطاره الردي للأمريكي 🇺🇸 على استهداف قواعده في شمال سوريا ، ليس أكثر من ذلك ، فالتنظيم باسمه الحالي وبالفكر الذي يتبناه ، لم يعد لديه قنوات صرف أبداً حتى لو مازال يتحرك هنا 👈 وهناك 👉 ، بل ما هو ملاحظ ، أن عمليات التصفية التى تتم منذ وقت طويل ، جميع الذين قتلوا تبنوا الفكر التشدد منذ الإعلان عن الدولة الاسلامية في العراق 🇮🇶 ، وطالما القوى الكبرى موجوده على الأرض 🌍 ، من الصعب أن يجد أي تنظيم مسلح مساحة للتحرك فيها دون الإتصال والتنسيق معها ، لهذا ، عندما اغتالت إدارة الرئيس ترمب سليماني ، أيقن الحرس الثوري جيداً المعنى العميق للرسالة ، لكن أيضاً ، لا يعني باغتياله أن هناك تحول جذري يصل حد الاجتثاث للجماعات المسلحة ، بقدر أن وكما يبدو 🙄 واشنطن عازمة على إعادة ترتيب المواجهات في كل من سوريا والعراق 🇮🇶 بعد انسحاب قواتها القتالية من الأراضي العراقية ، فالبنتاغون الآن يراقب للعملية السياسية الجديدة في بغداد وتوجهات الميليشياوية وقدرة الحكومة على الإيفاء بوعودها ، وهنا المصداقية ضرورية ، لأن إذا كانت محاولة القريشي باخراج عناصر التنظيم من السجن قبل القتل ، اندرجت تحت إعادة مصداقيته ، بالطبع بعد افتضاحه في تزويد الأمريكان أثناء التحقيقات بأسماء زملائه ، فأن تحريرهم جاء ضمن سلسلة عمليات انحصرت باستهداف قوات الأسد والحرس الثوري والروس 🇷🇺 ، بل العملية أسفرت عن مقتل ما يقارب 500 شخص وامتدت إلى أسبوع واحد ، وهذا يشير☝بصراحة 😶 عن قدرته على استعادة عناصره النائمة ، بل لو قدر ونجحت عملية تحرير عناصر داعش من السجن ، كانت واقعة العملية ستكون لها شيء كبير في نفوس عناصر التنظيم ، لأنها ستعزز صورته والتى ستمهد لاستقطابات جديدة وستحيي ايضاً الماضي القريب ، بل عملية اليوم تتشابه بالتحضير والتنفيذ مع عملية سابقة ، ففي عام 2013 فجَّر التنظيم 12 سيارة مفخخة خارج سجن أبو غريب في العراق ، وهاجم أيضًا سجن التاجي شمال العاصمة العراقية بغداد 🇮🇶 ، من أجل تحرير القادة الذين استولوا في النهاية على مساحات شاسعة من سوريا والعراق في عام 2014 ، لهذا ، عندما أقدم على ضرب القوات الأمريكية بعد الكشف عن التحقيقات السرية ، كان القريشي قد وقع على قرار اغتياله تماماً👍كما كان حال سليماني 🇮🇷 ، عندما أوعز بضرب السفارة الأمريكية 🇺🇸 في بغداد بالمسيرات أو الكاتيوشا .

باتت الحركات الايديولوجية المسلحة تشغل الدنيا ، فإن هذه الجماعات بصراحة 😶 نهضت من الفكر الخميني التى تتقاطع في واقع أمرها مع الحركة الأناركية التى ظهرت تحديداً على سطح الأرض 🌍 في نهايات ال19 عشر ، وبالتالي وجه التطابق بينهما ، هو تغيب الديمقراطية وفرض التصور الواحد على الناس ، بالطبع بقوة السلاح ، وكل هذا لا يتحقق سوى بنشر الرعب والفوضى كما حصل بالمناطق التى دخلت إليها المليشيات التابعة لطهران 🇮🇷 ، وكانوا قبل ذلك ، قد نوهوا بعض المفكرين الأوروبيين 🇪🇺 عن أزمة الفقراء الناتجة عن المهاجرين في القارة والتى أطلق عليها مصطلح ( أبوروفوبيا ) أي أن فوبيا الفقر ، والتى سوف تخلف في المنظور القريب فوضى من نوع مشابه ، بالطبع إذ لم تتم معالجة الفقر وأسبابه ، ولا يخفى أن من الآولى للنظام العربي إدراك تاريخه السياسي وليس فقط الديني ، لأن ما تغير عبر السنوات هو التاريخ السياسي ، إذنًً ، عندما يتفهم النظام العربي تاريخه وتطوره جيداً ، سيعلم بأن لا يمكن معالجة هذه الظواهر دون معالجات بنيوية للاقتصاد والفقر والإنتاج الوطني والقومي معاً وأيضاً الخطاب ، غير ذلك ، سيكون من الوهم الاعتقاد ، برحيل أو تغيب شخص أو تبعثر تنظيم يمثلان أي مقدار من الرحيل الأبدي أو يكفل بعدم عودتهم طالما الأسباب مستمرة . والسلام👋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه


.. بسبب سقوط شظايا على المبنى.. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ت




.. وزارة الصحة في غزة: ما تبقى من مستشفيات ومحطات أوكسجين سيتوق


.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟




.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د