الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع التركي يطرق الابواب قريباً

حامد محمد طه السويداني

2022 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


من المتوقع وحسب المعطيات على ارض الواقع ستشهد تركيا خلال الاشهر القليلة القادمة ربيعا تركياً أشبه بثورات الربيع العربي التي انطلقت من العديد من الدول العربية عام 2011 بهدف تغيير انظمة الحكم ومحاولة اصلاح الاوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للشعوب التي عانت الامرين من جراء فساد انظمة الحكم.
وعلى غرار ما حدث في مدينة آغري التركية قبل ايام اذ نزل المئات من المواطنين الاتراك إلى الشوارع في احتجاجات غاضبة على ارتفاع اسعار الكهرباء وغلاء المعيشة وسط اجواء من الاحتقان والتذمر الشعبي المطالب بالتغير ورحيل اردوغان والاتيان بحكومة جديدة تعالج مشاكل تركيا المتفاقمة.
ومن الجدير بالذكر ان العام 2011 هو المؤشر الأول الذي بدأ فيه حزب العدالة والتنمية بالتراجع بسبب تدخلات تركيا غير المبررة في احداث الدول العربية وتورطها في سياسات ادت بالنهاية إلى الاضرار بتركيا ومصالحها الاقتصادية والسياسية وبدأ العد التنازلي للشهور شيئا فشيئا بسبب سياسات حزب العدالة والتنمية واطماعه الاقليمية والدولية.
في العام 2011 المعطيات على أرض الواقع واضحة في تركيا الانشقاقات الكثيرة في اعضاء حزب العادلة والتنمية وتدهو قيمة الليرة التركية وتراجع الاقتصاد التركي وارتفاع الاسعار وزيادة معاناة الشعب التركي بكل اطيافه وهجرة اصحاب رؤوس الاموال والمستثمرين من تركيا إلى الخارج وتراجع واردات تركيا بسبب فشلها في المحافظة على علاقتها الاقليمية مع الدول العرربية وخاصة مع السعودية التي تدهورت بفعل ازمة مقتل عدنان خاشقجي وكذلك مع الامارات ومصر ودول اخرى فضلا عن تضرر تركيا من ازمة وباء كورونا وصرف الاموال لمواجهة هذا المرض الخطير الذي تضمدت منه العديد من دول العالم مما أدى إلى تراجع السياسة التركية والتي كانت تدر على تركيا حوالي (30) مليار سنويا حسب الاحصائيات التركية وكذلك وسط هذا الاحتقان نشطت الاقليات وخاصة الشعب الكردي الذي بدأ يواصل حراكه في سبيل الحصول على حقوقه المشروعة والمسلوبة في هذا البلد وكذلك تحدثت الصحف الدولية عن مرض الرئيس التركي واصابته بفايروس كورونا المتحول مما يجعله غير قادر على مواجهة التحديات والضغوط الداخلية والخارجية لنظام حكمه.
وبالرغم من الاحتجاجات التي اندلعت في مدينة آغري في 4 شباط 2022 الا ان هناك ايضا احتجاجات اخرى متفرقة في مدن اخرى حيث خرج الالاف من المواطنين الاتراك في انقرة واستانبول احتجاجا على غلاء الاسعار وزيادة معدل الفقر وتنديدا بالسياسات الاقتصادية التي تسببت في انهيار عملة البلاد والمطالبة باستقالة الحكومة التركية حيث حمل المتظاهرون لافتات مكتوب عليها شعارا (لا نريد العيش بالحد الادنى للاجور وانما نريد حياة كريمة) و(نطالب باجور تكفي لحياة كريمة) و(ارحل ارحل) حيث شوهدت طوابير من الاتراك على مخازن الخبز ومحطات الوقود وعجز المزارعون على سداد القروض، وتقول صحيفة نيويورك تايمز (ان علامات الضائقة الاقتصادية في تركيا واضحة للغاية مع استمرار تدهور الليرة التركية.
ووصل الامر إلى تضيق الحريات اذ خرجت الالاف من النساء إلى شوارع استانبول للمطالبة بالعودة إلى قرار الانسحاب من اتفاقية مكافحة العنف ضد المرأة وانتقدت الدول الاوربية قرار اردوغان باعلانه انسحاب تركيا من اتفاقية استانبول والتي حملت اسم المدينة والتي وقعت في العام 2011 وهذا مؤشر لتفاقم تراجع الحريات في تركيا وفي الاونة الاخيرة بدأ اردغان يتبنى خطابا لا يليق بالاعراف الدولية والتقاليد التركية اذ هدد اردوغان بقطع لسان الفنانة الشهيرة (سيزان اكسو) لاتهامها بالاساءة إلى ادم وحواء حيث وصفتهما بالجاهلين وردت المطربة سيزان اكسو في لقاءها انها قالت لم اسيء إلى المعتقدات الدينية وانما قلت بسبب اخطاء ادم وحواء خرجنا من الجنة وهذا امر صحيح حسب وصف سيزان ولا داعي لهذا التهديد من قبل الرئيس التركي بعد صلاة الجمعة واخذ مكبر الصوت من امام المسجد وقال امام المصلين انه سيقطع لسان كل من يسيء إلى نبينا ادم علما بان الاغنية صدرت قبل خمس سنوات ولم تثر ضجة طوال الوقت ولماذا الان بالذات اعتقد محاولة اردوغان استمالة عواطف الاتراك تجاه الدين وتقديم نفسه على انه قائد اسلامي.
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا اوصل اردوغان تركيا إلى هذه الحالة بعد ما كانت تركيا في العشر سنين من بداية حكمه تتمتع باقتصاد جيد واستقرار نسبي وكانت نموذج يقتدى به في المنطقة الاجابة واضحة وهي الاستبداد والاطماع وهي توهم اردوغان وتصوره بان تركيا دولة عظمى ستصبح عام 2023 وراح يخطط بالاستيلاء على اراضي الدول المجاورة الغنية بالنفط والخيرات لاستخدامها في بناء دولته العظمى حسب وصفه حيث تم اختلاق مشاكل وفوضى في سوريا وليبيا والعراق ودول اخرى تمهيدا لملئ الفراغ وبضوء اخضر امريكي لكن الامر انقلب راسا على عقب ويحاول الرئيس التركي الان ببرغماتية المشهودة التراجع عن خطاباته السابقة لاستمالة دول الخليج العربي واسرائيل من اجل الحصول على اموال لدعم الليرة التركية وحصل هذا من قبل قطر والامارات وهو الان يحاول ترميم العلاقة مع السعودية ومصر واسرائيل ولكن باعتقادي هذا ليس حلا وهو اجراء مؤقت.
لقد وصلت الحالة التركية إلى وضع لابد من تغير نظام الحكم وهذا ما يطالب به الشعب التركي واحزاب المعارضة وبعض الدول التي تضررت من سياسات اردوغان الذي يعيش شبه عزلة.
اعتقد بان الربيع التركي وان الشعب التركي سينزل مجددا إلى الشوارع لان الازمة الاقتصادية مستمرة بالتراجع ولا يوجد بصيص امل في نهاية النفق ، نتمنى ان يكون التغير في تركيا سلميا وان تحافظ تركيا على مقوماتها كدولة ولا تنجرف إلى حرب اهلية مثل الذي حدثت في نهاية السبعينات مما اضطر الجيش التركي إلى التدخل والقيام بانقلاب 12 ايلول 1980








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات