الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة إنسانية في قلم المفكر عقيل الخزعلي

مظهر محمد صالح

2022 / 2 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


1- يبقى القلم سفير العقل وثمار شجرته الالفاض . وان عقول الناس مدونة في أطراف أقلامهم كما في قول عليه السلام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب .
ويبقى عماد القوة في الدنيا اثنان : السيف والقلم , أما السيف فإلى حين , وأما القلم فإلى كل حين . والسيف مع الأيام مكروه ومغلوب كما يقول نابليون بونابرت , والقلم مع الأيام غالب ومحبوب .
واذا كان الكِتاب هو (الفأس )الذي يتهشم فيه البحر المتجمد فينا، حسب الروائي الجيكي (فرانز كافكا) فإن( القلم )هو مفتاح العقل وشفرة التحكم في مساراته وتعميق يقظته وبناء جدرانه وتحصينه بشكل واعٍ من اخطبوط المتاهة وتوفير حافات التكامل مع النفس والطبيعة بسلام وهدوء.وسواء أكان العقل بسيطاً عادياً أم نقدياً معقداً يبقى القلم مفتاح العقل وشفرته.
2- يخط الدكتور المفكر عقيل الخزعلي قلمه اليوم على الجغرافية الفكرية الرافدينية بثلاث مسارات او مسارب يتناولها في مطارحاته حول العقل والانسان والتأمل :
اذ ياتي ( العقل ) في المسار الفكري الاول للخزعلي عندما يخط بقلمه:
" التحاكم لمنهجية العقل (يمنحُنا) سياحةً في عالم (موضوعيتها)،
والمشاركةُ بالمعرفةِ (يهبُنا) سعةً لمدياتِ (أثارِها)،
والاعلانُ عن الافكارِ (يحررُنا) من (عبوديتِها)، وصناعةُ المعنى في الحياةِ (يمدُّنا) بجدوى (معاناتها)،
(وبالحُبِّ) وحدهُ يسودُ السلامُ في الأرض و(ربوعِها)."
*أعان الله الانسان (بالأدوات والمناهج) العاصمة*

" دلائل العقل الرشيد؛ {(شكٌّ علميٌّ متواصل، وقلقٌ معرفيٌّ دائم، ومنهجٌ منطقيٌّ صارم، ووعيٌّ إراديٌّ متقدم، وحكمةٌ موضوعيةٌ رائدة، ومُخرجاتٌ تُورِثُ التقبُّل). مع العقل الرشيد تتجلى في الانسان مظاهرُ؛(الاستقلال والسيادة والقيمومة) وترافِقُهُ متلازمةُ؛ (الغُربة والوحشة والضرائب).}
*وهبَ الله الجميع عقلا راجحاً ونفساً مطمئنة*
واخيرا يقول الخزعلي في العقل :
- تُزهِرُ العقولُ ( بالفلسفة المتحررة ، والأفكار الخلّاقة، والحوارات البنّاءة، والخيال الجامح، وفِعل القراءة، وثورات العلم، وتهشيم الوثنية)
- وتُزهِرُ القلوبُ (بالحُبِّ المُنفتح، والمعنى المُربِح، والقِيّم الدافعة، والعلاقات المُنتِجة، والتَخلّي الهادف، والعُزلةِ المُتأمِلة، والبَذل المسؤول)
*{نلتمسُ الله أزاهير الحكمة}*


فاذا كان لي ان اهتف لصدى (الحقيقة العقلية للخزعلي )كي افصح عن ابجديات اختزنتها مكنونات قلمي وظلت تحلم بما يدخره لها الزمن لاقول :

((يظل العقل الرشيد قوة فكرية متحركة في ازاحة هاجس السكون . فهي حرب السلام قوامها الحذر يتقدمها قلق مشروع ،فلاينفك ميدان المقارعة الفكرية من مناخ الغربة والوحشة في البحث عن المجهول والتصدي لهول مفاجئاته .ويظل سكون النفس بالطمئنينة وقود دائم يقوى العقل المتحرك دون سباته.
وبهذا يبقى العقل والتصرفات العقلانية مصدر قوة منهجية في صناعة الحياة واقامة وشائجها الحية تغرسها جذور عميقة في الانسانية والتواصل بين البشر اساسها المحبة والسلام.
فبين العقل والقلب ثمة آصرة ستبقى مزدهرة بالعاطفة والوجدان والسعي الصادق في تلمس مسارات الحياة الانسانية وتقليب هواجسها لبلوغ الافضل من متسعات الحرية بتعدد الاختيارات فيها وهي غاية العقل والقلب في تحريك اساسات البنيان عنوانها :قوة في العمل المنتج )).
3- ويذهب المسار الفكري الثاني للدكتور عقيل الخزعلي وقلمه يصرخ بصوت دافي عن ( الانسان) قائلاً :

" ستَجِدُ في الحياة؛( من يمقُتُكَ لعقلِكَ فيهرُبُ الى حيث الجهلاء لأنهم قُرناؤه) و ( من ينفر من نقاوتك الى حيثُ القُمامة لأنها مرتَعُهُ) و ( من تؤرقُهُ تلقائيتُكَ وعفويتُكَ لأنه أدمن التكلّف والتصنّع والتمثيل) و( من يضرُّهُ بسمتُكَ لأنه مستغرقٌ في السوداوية) و( من يُحرجِهُ ودُّك لأنه موغِلٌ في الأنانية والإنتهازية والشُّح)
{*لا تهتم فالاقدار ستَهَبُك البدائل*}
وهكذا ظلت حيرتي في قلم يواجه اصوات بشرية تتباين في مضامينها (الانسانية )كي اجد ضالتي بالقول :
(( …. ثمة اقترانات شرطية ببن البشر انفسهم توّلد اما الانجذاب اوالتنافر … وتبقى حرية الخيار اوسع بالبحث عمن تهواهم قلوبنا وعقولنا ليتشكل وسط ايجابي وبالتاكيد ستقابله اوساط سالبة …فهذه هي الحياة متحيزة ومنقسمة بين الخير والشر وتتبدل المواقف نفسها مع روابط الحياة ومسالكها ومساراتها )).
4- واخيرا ياتي المسار الثالث في :
(التامل ) ليسبح قلم الخزعلي في بحار عالم بين الحياة الطبيعية نفسها و الميتافيزيقيا الاكثر روحانية وما يختص بخلجات عوالم ماوراء الطبيعة متناولاً رصيد الحكمة المستدامة بالقول:
- الماضي تجربةٌ ودرسٌ، والمستقبل رجاءٌ وأملٌ، والحاضرُ هو كُل ما (نَملُك).
- الخسائر قد تكونُ أرباحاً في القضايا التي تُشَكّلُ (عِبْئاً).
- (الأسبقيةُ) لرضا الله والضمير، لا للآخرين.
- لا (أولوياتَ) إلا للأهداف المتسقة مع؛ (القِيّمِ والعائلةِ والإنسانيةِ والوطن).
- كثيرٌ من؛(الافكارِ والأشياءِ والاوقاتِ والأشخاصِ) لا يستحقون، فالصدارةُ (للنوعي) منها، وفقط.
- لِكُلِ إنسانٍ (أثرٌ يَنْعُهُ ثَمرٌ) يتجلى ب؛ فكرةٍ هادفةٍ وعاطفةٍ دافئةٍ وعملٍ نافعٍ، ف(قيمةُ كُلِّ إمرءٍ مايُحسنُهُ) و(يمنحُهُ).
- ليستِ العِبرةُ بالقديمِ أو الجديدِ، بل في القيمةِ المُضافةِ التي يُطرزون بها(الحياة).
- ميادينُ النجاحِ عديدةٌ، وأسماها في؛ (النُبلِ والبَذلِ والإقدامِ وعدم الإستسلامِ)
- مرارةُ الحياةِ قد تكونُ ضرورةٌ (كالدواء)، فلا تبتئِسْ عندما تتجرعُ (اللظى) بخيارك الواعي.
- كُنْ (حُرّاً عقلانياً جريئاً متحمساً مرناً مبادراً مُغامراً)،(كُنْ أنتَ).
ولكن ما يدور في خلدي ان الذات الالهية هي ذات مطلقة في كل الصفات الكونية …!! فالتقرب الى الذات الالهية بالافعال الصالحة مع الناس يمكن ان نسميها مجازا (كما ادعي ولست متاكدا جدا ))بال(( الصوفية العملية او التصوف الانساني)) اي التعاطي الايجابي داخل المجتمع البشري بشكل دائم وليس (التصوف التقليدي) هو الذوبان في الذات الالهية والانقطاع عن الناس …ان التفسير المعمق للدكتور الخزعلي في التقرب الى الناس بالصالحات من الاعمال تكاد ان اسميها (( نظرية متجددة في فهم الانسان والدين والحياة )) وبشكل يجعل التقرب الى الخالق الاعظم بولادة الشخصية ذات التصرفات الايجابية وهو الايمان العملي. والشمول في هذه النظرية لاتختص انسان معين او طبقة معينة من الناس وانما الاقتراب الى الله او بالذات الالهية ستكون ظاهرة شمولية وتولد مجتمع يقوم على تبادل الرحمة والعدل في نطاقات مطلقة.
5- وأخيرا ، يقف قلم المفكر عقيل الخزعلي عند اداة تمثل:
- (القوة) عندما يلامس ايجابيات الحياة بالمقص الفاصل بين قضيتي الحق والباطل قائلاً:
" لِنُضجِ الإنسانِ معالمٌ هِيَّ؛ ( تَضييقُ فجوات الجهلِ ، وتقليصُ مكامن الكُرهِ ، وكشفُ مساربِ الضعفِ ، وَنَبذُ أحكام الجَزمِ ، وتفعيلُ مُدركات الوعيِّ ، وتوسعةُ فضاءات الحُبِّ ، وتحريرُ مُرتكزات القُدرةِ ، وتصعيدُ منسوب التسامي ).
* نسألُ الله تاجَ الحِكْمَةِ وكمالَ النُضْجِ *
ويواصل الخزعلي في عالمه الرافديني الذي ببحث عن خلود الحقيقة بالقول ايضاً:

" جميلٌ أن تمتلك قلباً يتسع وُدُّهُ للجميع ، ولكن؛ (كُنْ ضنيناً بنفسك، ولا تَكُنْ مُشاعاً ولا مُتاحاً إلا لِمَنْ يستحقُكَ ويُقدِرُكَ ويحترمُكَ)، وتجنب؛(الحسود والحقود، والأناني والانتهازي، والجبان والطعّان، والبخيل والضئيل، والمُتَكَلِّف والمُجحِف، والغبيّ والدَنيّ، والكذّاب والسلّاب…
6- ختاماً، اجد من طرفي ان الادارة الذاتية للنفس وضبط تصرفاتها تتطلب ان لاتطلق عجلاتها لتعمل باقصى سرعاتها الا لمن يستحق الوقت الاضافي والا ستتحمل صناعة الحياة تكاليف زمنية ترهق انسانيتنا حقا.
انها فواصل جوهرية في الحياة بين السالب منها والموجب وبين الغث والسمين ويعلوها ويتوجها الفاصل الاعظم وهو الحق والباطل عند تلمس حكمة الرافدين الفكرية بمساربها الثلاثة في :العقل والانسان والتامل ، وتختتمها ( القوة).

(( انتهى))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الرياض.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والس


.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا




.. واشنطن تحذر من -مذبحة- وشيكة في مدينة الفاشر السودانية


.. مصر: -خليها تعفن-.. حملة لمقاطعة شراء الأسماك في بور سعيد




.. مصر متفائلة وتنتظر الرد على النسخة المعدلة لاقتراح الهدنة في