الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرب اليوم لاجاهلية ولااسلام !

طاهر مسلم البكاء

2022 / 2 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


معلوم ان عرب الجاهلية كانوا دائمي التقاتل بينهم وكان العربي قبل الأسلام يقتل خصمه ، وينهب أمواله وممتلكاته ويسبي نسائه ،وهو في غاية الحبور دل على ذلك انواع الشعر الذي تفنن فيه واصفا ً غزواته ونزواته الوحشية تلك ،غير انهم ورغم هذه الوحشية يلتزمون بالسلم ويتوقفون عن التقاتل بينهم في أشهر معينة، هي الأشهر الحرم .
الأشهر الحرم في الجاهلية والأسلام هي أربع أشهر من السنة القمرية وهي ذو القعدة، وذو الحجة، ومُحرَّم، ورجب .
وهذا يتيح الوصول الآمن إلى أماكن العبادة والأسواق وممارسة التجارة والأمور الحياتية المهمة الأخرى بسلام ، وجاء الأسلام فحفظ لهذه الأشهر حرمتها ونهي المسلمون عن انتهاكها ،وأشار لها القرآن في سورة التوبة، بالآية ٣٦ :
"إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ" .
ومن الآداب المتبعة خلال هذه الشهور، حرمة القتال أو البدء فيه، إلا إذا كان دفاعا عن النفس والأرض والعرض، كما يجب الحذر من الوقوع في الإثم أو الخطايا أو تعمد فعل السيئات. كما تغلظ في تلك الأشهر دية القتل وفقا لكثير من العلماء،ويكون ذنب الظلم فيها مضاعفا .
وكما تتضاعف الذنوب إذا ما ارتكبت خلال تلك الشهور، فإن الحسنات والأعمال الطيبة والأجر، تتضاعف، ويستحب فيها الاقتراب من الله والسعي لنيل رضوانه، ويستحب فيها كذلك الصيام وكثرة قراءة القرآن .
وقد قيل في حكمة تحريم هذه الأشهر أن رجب يسبق شعبان ورمضان، فتكون فرصة للشخص للتهيأ وابعاد النفس عن المعاصي، استعدادا ً لتلك الأيام التي فرض الله فيها الصيام، كما أن الحج يكون في بعض أيام هذه الشهور الأربعة، فتكون النفس أنقى ، ومتهيأة لتقبل الطاعة .
عرب اليوم :
يخوض عرب اليوم قتالا ً ضاريا ً بينهم تستخدم فيه أحدث الأسلحة المتعارف عليها ويقتل فيها الأطفال والنساء وتقصف المستشفيات ودور العبادة ،ويشدد فيه الحصار على وصول المؤن والمواد الغذائية ،وقد أمتد هذا القتال لسنين طويلة ولايزال مستمرا ً ،لايميزون فيه بين أشهر حرم أوغيرها ،وهم بذلك اسوء من فرسان الجاهلية وحشية ودموية ،ومن جانب آخر فلايمكن بأي حال من الأحوال أن نقول عنهم بأنهم مسلمون ،فالأسلام حفظ لهذه الشهور حرمتها ،كما حرم دم المسلم وماله وحلاله في هذه الشهور وفي غيرها ،قال رسولنا الكريم "ص" في حجة الوداع :

" إن الله حرّم عليكم دماءكم وأعراضكم وأموالكم ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا، في بلدكم هذا " .
وقال أيضا "ص" :
" كل المسلم على المسلم حرام، دمه وعرضه وماله " .
فأذا ثبت لنا مماتقدم ان عرب اليوم لايمكن ان يكونوا مسلمين وهم لايطيعون الرسول "ص" ، وهم أيضا ً لايمكن ان يكونوا بمصاف فرسان الجاهلية ،الذين كانت لهم قيمهم ومبادئهم ...
فماذا نصنف عرب اليوم الذين هادنوا أعدائهم وتقاتلوا بينهم في الأشهر الحرم وفي غيرها ، ولم يفيدوا سوى شركات السلاح التي ازدهرت اسواقها بفعل عمليات الشراء الضخمة للأسلحة الفتاكة المستخدمة في هذه الحروب ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح