الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو رنا.. ومفخخاتي رئيس مجلس النواب...

فاتن نور

2006 / 9 / 5
كتابات ساخرة


(ابو رنا) تلك كنية لا تلفت الإنظار..اما لو كنى بها الرجل الثاني في تنظيم القاعدة المتجحفل في بلاد الرافدين فستبدو وكأنها نكتة او مزحة، كونها كنية ارى انها تليق بمن هو مقبل على الحياة لا على الآخرة...
...ولكن بأضافة نقطة على حرف الراء قد تصحح تلك الكنية ويتزن الميزان...

ابو رنا هذا/ او ابو همام..كان سببا لإطلالة مستشار الأمن القومي العراقي على شاشات التلفزة اطلالة بهية، ليزف للشعب العراقى بشرى اعتقاله،وقد صرح بأطلالته تلك بأن تنظيم القاعدة يمر بظروف عصيبة في العراق!،ويعاني من التفكك! ومن نقص الكفاءات القيادية!!..(إلا ترون معي بأن ظروف القاعدة تشبة ولحد ما ظروف العراق!)..هذا اضافة لكونه يعاني من ضغوط شتى تدفعه للخروج من الساحة العراقية..طبعا لم يحدثنا المستشارعن الجهات الضاغطة،وعن طبيعة علاقتها بهكذا تنظيم تؤهلها لإملاء مثل تلك الضغوط!. وهل هي جهات داخلية /محلية، ام جهات خارجية، ام داخلية مُستضافة محليا!...لربما ولحين اتمام مشروع المصالحة...

عموما.. يبقى الخبر بحد ذاته من الأخبار الطيبة، نأمل من ورائه كل خير، أرجو ان لا يكون كالخير الذي حصدناه من وراء اطلالة مماثلة كانت لرئيس الوزراء المالكي وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الجنرال جورج كايس/ قائد القوات الأمريكية في العراق،حيث زف لنا في حزيران العام الجاري مقتل زعيم القاعدة/فرع العراق!،ابو مصعب الزرقاوي...وقد غسل الدم تلك الفرحة التي عمت العراق من اقصاه الى اقصاه..

.. هل تراجعت الأعمال الأرهابية منذ موت الزرقاوي ولغاية اعتقال أبو رنا..
هل استقر الوضع ولو بنسبة ضيئلة.. هل تغير شكل النزف اليومي وأختلفت طرائقه..
هل تنفس العراق يوما دون فاجعة..
تلك اسئلة يمتلك أجاباتها المواطن العراقي البسيط ولا اظنه سيخفق في الأجابة فهو جزء منها،,ولسنا بحاجة الى تقارير احصائية من وزارة الداخلية فهي تمتلك العذر فيما لو اخفقت في الأجابة او تعذرعليها إعداد تقرير!، كونها من الوزارات السيادية المضطربة والمتنازع عليها من قبل عشاق السيادة! فهي ليست كمثل الوزارات البائرة المتفرغة لإداء مسؤولياتها كوزارة الثقافة مثلا!!...

لا يرتبط الوضع الأمني في العراق بزعامات وقيادات لمنظمات أرهابية، فقد مات الزرقاوي في الأمس القريب ليحل مكانه أبو رنا مع تصاعد اعمال العنف بشكل ملحوظ .. واعتقل ابو رنا اليوم ولا غرابة ان يحل محله ابو رشا او سحر، ولا ندري ما شكل الفواجع غدا... فتلك المنظمات الأرهابية اكثر تنظيما من مؤسساتنا القيادية وأقل تخبطا في تحديد اهدافها واسرع في غلق الثغرات.....

لقد وصل الحال المزري الى اقصاه واصبح الفرد المسؤول عن حماية شخصية مهمة في البلد كشخصية رئيس مجلس النواب!!..اصبح ممتهنا لمهنة ثانية..ولا بأس بتعدد المهن فلقمة العيش قد تستوجب الكفاح!..اما ان تكون المهنة هي- مفخخاتي- وأن يمسك متلبسا بمهنته الثانية محاولا زرع عبوات ناسفة ..فتلك مهزلة ورب الكعبة، تلتها مهزلة التصريح الذي اطلقه المكتب الاعلامي لرئيس المجلس والذي حاول الفصل بين المهنتين واعتبر مهنة/هواية -التفخيخ- مهنة ثانوية،وخارج نطاق العمل الرسمي المكلف به الشخص المعني،ويحاسب عليها فيما لو ثبت اضرارها بالصالح العام!!! والطريف انه راح مطالبا بتعويض للمتهم في حالة عدم ثبوت التهمة، رغم ان المتهم كان قد القي القبض عليه متلبسا!..ورغم وجود الآف من العراقيين الذين لم تثبت عليهم اية تهمة! يصطفون بطوابير من اجل تعويضات مشروعة عرفا وقانونا، لما لحق بهم من اضرار نتيجة الفوضى والإنفلات الأمني والتطاول على ما يمتلكون من عقارات وأراض من قبل مليشيات سياسية متمسحة بالدين، تهابها الدولة ولا تجرأ على مقاضاتها او حتى توجيه اللوم من باب اضعف الأيمان! كما أن المرجعيات الدينية تلعب دور المتفرج...
لا ادري متى تتأبط الدولة بعض شجاعة وتسعى بكل ثقلها لحل تلك المليشيات التي طغت واصبحت دولا داخل دولة،لها اجنداتها السياسية وجيوشها ودساتيرها الخاصة وسياساتها الخارجية المستقلة..

.. ارهابي يحمل هوية حماية رئيس مجلس النواب ،وباج لدخول المنطقة الخضراء ودخول قصر المؤتمرات!!..كيف نترجم فوضى كهذه!
لا أظن ان ابو رنا منحه تلك المهنة..وزوده بهوية وباج!!.. وخبر اعتقاله لا اظنه اقوى من خبر اعتقال المفخخاتي المذكور الذي لم يسلط عليه الضوء في مؤتمر متلفز!

...أرى أن تكثف وزارة الداخلية جهودها داخل المنطقة الخضراء فمن يعمل هناك قد تكون له مهنة ثانية اشق من مهنة التفخيخ!
كما أرى أن تكثف الزيارات لإستشارة المرجعيات الدينية حول سبل انقاذ العراق، كي تشحذ الممارسات السياسية بقدسية محببة يستقوي بها السياسيون لإظهارمتغيرات الواقع وملابساته كقضايا شرعية!
..ويا حبذا لو تكون قضية حل المليشيات او تحويلها الى حركات سياسية غير مسلحة اول قضية شرعية تفتي بها المرجعية بشكل صارم لا يقبل التسويف والمماطلة في التفعيل......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | رهف ناصر تتحدى الحرب بالموسيقى وتغني للأمل


.. تجمع ضخم لعشاق سلسلة أفلام -حرب النجوم- في بوينس آيرس




.. وداعًا للعلمى والأدبى .. التعليم تكشف ملامح الثانوية العامة


.. شبيه الفنان الراحل سيد زيان يثير ضجة على مواقع التواصل




.. -وقف حرب غزة-.. ماذا قال ترامب لنجم الفنون القتالية المختلطة