الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فبراير المغاربي

سعيد هادف
(Said Hadef)

2022 / 2 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


في تقريرها الأخير حول مؤشر الديمقراطيا، صنفت «الإيكونوميست للإستقصاء» البلدان المغاربية كالتالي:
تونس: الرتبة الأولى عربيا و75 عالميا، ريجيم هجين؛
المغرب: الرتبة الثانية عربيا و95 عالميا، ريجيم هجين؛
موريتانيا: الرتبة الثالثة عربيا و108 عالميا، تغير تصنيفها من ريجيم تسلطي إلى ريجيم هجين؛
الجزائر: الرتبة السادسة عربيا(الرابعة مغاربيا) و113 عالميا، ريجيم تسلطي؛
ليبيا: في الرتبة 17 عربيا (الخامسة مغاربيا) و154 عالميا، ريجيم تسلطي.
في تصنيف الإيكونوميست أفْضَلُ البلدان هي تلك التي تتمتع بالديمقراطيا الممتلئة (Démocratie pleine) كالنرويج ونيوزيلندا وفنلندا. وبالرغم من أن تونس تتربع في المقام الأول عربيا منذ أعوام إلا أنها، هذا العام (2021)، تقهقرت بدرجات من خانة الديمقراطيا المنقوصة (Démocratie imparfaite) إلى الريجيم الهجين (Régime hybride) بينما تقدمت موريتانيا حيث خرجت من حالة التسلط (Régime autoritaire) إلى الريجيم الهجين.
سبق للجزائر أن تم تصنيفها كريجيم هجين أثناء حراك 22 فبراير 2019، لكنها سرعان ما عادت إلى حالة التسلط التي طبعت سلوكها السياسي في العامين الأخيرين.
ثلاثة بلدان مغاربية، حسب التقرير، هي الأفضل من حيث سلوكها الديمقراطي الموصوف بالريجيم الهجين، هي(تونس، المغرب وموريتانيا)، بينما الجزائر وليبيا اتصف سلوكهما السياسي بالتسلطي.
يأتي هذا التقرير ونحن على مشارف الذكرى الحادية عشر لثلاثة أيام مغاربية من عام 2011: الثورة الليبية (17 فبراير) التي أطاحت بريجيم القذافي، وحركة 20 فبراير التي كانت وراء الإصلاحات المغربية ودستور 2011، وحركة 25 فبراير الموريتانية التي نشطت من أجل التغيير. كما سيحتفل الجزائريون بالذكرى الثالثة لحراك 22 فبراير الذي اندلع شتاء 2019 وأطاح بريجيم بوتفليقة وترتبت عنه جملة من التحولات. على مستوى تونس التي سترفع حالة الطوارئ يوم 18 فبراير، فإن قيس سعيد في ثورته ضد الفساد والانسداد، دشّن إصلاحاته شهر يوليو بوضع حد للسلطتين: التشريعية والتنفيذية، وفي هذا الشهر، قد وضع حدا للسلطة القضائية، وهكذا يكون قد فكك السلطات الثلاثة التي تسببت في إفراغ ثورة الياسمين من محتواها. فهل سينجح ريجيم قيس في إعادة الاعتبار للديمقراطيا والعدالة والشفافية؟ أم أن الأمر لا يتعدى السطح؟ المسؤولية ملقاة على عاتق النخبة السياسية برمتها، هنا يكمن الوعي السياسي والمعنى الحقيقي للتضحية.
من ليبيا إلى موريتانيا تسير البلدان المغاربية على بساط من جمر، ومهما كانت الخطى واثقة فلن تتحمل الأقدام الحريق إلى ما لا نهاية. إذا طال الطريق وضاعت المعالم سترتبك الخطى وستفقد قدرتها على السير وسيكون السقوط في الجحيم. ومع ذلك فأملنا كبير في ميراث فبراير ولاسيما ميراثه السلمي، لعل غيومه تجود بما يكفي من الغيث والحب حتى تنطفئ الحرائق التي أشعلها الفاسدون والسفهاء والسفلة.
اليوم (14 فبراير) احتفل البعض بيوم المحبة، وهو اليوم الذي أُعدم فيه القديس فلنتين (Saint-Valentin) في القرن الثالث بعد المسيح عندما كانت المسيحية مقموعة في الإمبراطوريا الرومانية. وحسب الأسطورة كان هذا الكاهن يشرف على تزويج كل شابة وشاب تحوّلا إلى المسيحية في وقت كانت الإمبراطوريا تعاقب كل من ثبت اعتناقه لهذا الدين، ولهذا السبب، تقول الأسطورة، تم إعدامه وأصبح شهيدا لدى المسيحيين وأصبح يوم مقتله رمزا لعيد المحبة، ومع العقد الأخير أخذ مظهرا عالميا ولم يعد مقصورا على المسيحيين.
المحبة نمط حياة الأقوياء الذين واللواتي خبروا أعماق النفس البشرية وتزودوا بما يكفي من الحكمة والمشاعر النبيلة. ولعل أعمق تعبير هو ما قاله الفيلسوف الصوفي محيي الدين بن عربي: أدين بدين الحب أنَّى توجهتْ ركائبه، فالحب ديني وإيماني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال