الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- كورد سوريا والعام الجديد -

ماهين شيخاني
( كاتب و مهتم بالشأن السياسي )

2022 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


عادة في الأيام الأخيرة من كل عام تنشط في المجتمعات المتقدمة والمتطورة التقييمات و الاستطلاعات التي تهتم بالمزاج العام ومدى رضا شعوبها من سياسات حكوماتها أو أحزابها سواءً الحاكمة كانت أو المعارضة والتي تعكس ثقة الشعب بها وبنفس الوقت وبناء عليها ، تقوم بتصحيح الاعوجاج ، بإعادة النظر لبعض سياساتها الغير ناجعة أو تقترح برامج حلول للتعامل مع مخاوف العام الجديد .
فماذا لو اسقطنا هذا التقييم أو الاستطلاع ، على الواقع الكوردي في سوريا أو أجرينا دراسة حول مدى رضا الشعب من الإدارة الذاتية الحالية أو المجلس الوطني الكوردي او الأحزاب الكوردية المتواجدة خارج الإطارين .
للأسف ستكون النتائج مخيبة للآمال بل كارثية على جميع فئات المجتمع وعلى كل الأصعدة، وبرأينا وحفاظاً على جرعة التفاؤل والأمل , فإن عدم إجراء هذه الدراسة أفضل من أجراها حتماً. فعلى مستوى الإدارة الحالية التي باتت تنتقل من فشل إلى أخر ومن واقع سيء الى واقع أسوأ ، فالأوضاع المعاشية تسوء كل ساعة وليس كل يومي أو كل سنة , ويزداد بؤس المواطن وشقاءه في بيئة تفتقد إلى أدنى متطلبات الحياة ، وأدنى الخدمات الأساسية ، حيث بات الاعتماد على الولاءات في التعينات وتوكيل المهام لأشخاص لا يهمهم مصلحة شعبهم سوى جيوبهم واسكات أي صوت مخالف لها أو لأجندتها والتلويح دائماً بورقة العمالة ( الجاهزة ) في وجه من ينتقد ، بينما الاتجاه نحو عسكرة المجتمع الكوردي وإنشاء منظومة استبدادية جارية على قدم وساق ، والتي لم يسلم منها حتى الأطفال ، بل بات الاتجاه نحو إدراج العنف في الشارع مألوفاً تحت عناوين منظمة "جوانن شورشكر " التي تعبث فساداً وأصبحت أداة لتنقيذ أجندات بعيدة كل البعد عن المصلحة العامة " القومية والوطنية " و متغافلة الاحتقان الذي يتركه لدى عامة الشعب والذي بات أمام خيارات صعبة تدفعه إما للتنازل عن كرامته و إنسانيته أو اللجوء إلى العنف كحل أخير.
أما الجانب الآخر ، ليست أقل سوداوية , فالمجلس الوطني الكردي بات عاجزاً حتى عن إعلان خيبته وبات يتعلق بتلك القشة التي سميت بالحوار كوردي ، وهذا الحوار الذي بات بلا نهاية أو خطة معينة باستثناء إلهاء الشعب البسيط الذي لايزال ينتظر أن تنزل الرحمة من السماء لاتفاق طرفين متناقضين في الصميم وفي الولاء وفي الأهداف وفي الغاية ، انهما متنافرين كطرفي المغناطيس . بل وأكثر من تنافر تيارات اليمين واليسار في القارة الأوربية ، فاليأس طاغ لأي تفاؤل بالنسبة للمواطن الكوردي بشكل خاص وحتى الكوردستاني .وكيف له أن يبديه تجاه المجلس الوطني الكوردي , بينما المجلس ذاته عاجز حتى عن عقد مؤتمره الذي على يبدوا سيحتاج إلى الكثير من الوقت بعدما استطاع في عدة مرات سابقة تمريره دون أي تغيير يذكر ، ولأنه يدرك جيداً أن التغيير يعني المحاسبة وفتح ملفات الفساد وانتخاب إدارة جديدة تستطيع تحمل المسؤولية التاريخية والأخلاقية .

فأي تفاؤل يجب ان يظهره الشعب في الداخل أو أي إنسان كوردي الذي بات مغترباً في وطنه و أرضه ممزق الهوية ، حيث أفرغت سلطة الأمر الواقع القومية الكوردية و جردتها من خصوصيتها وشوهتها تحت مسميات عدة ، ودعمته بتعليم مغلف بورق السلوفان تحت يافطة التعلم باللغة الكوردية ، لكنه يفتقد إلى التعليم الجاد بل إلى أدنى مستويات التعلم وإلى كوادر علمية تخدم العلم والتعليم وتمهد الطريق إلى مستقبل أفضل للطلاب و الذي هو الغاية النهائية من التعليم .
أما نشاطات الحركة السياسية الكوردية المجردة من النضال والتي باتت ممارسات للاستعراض اليومي والبقاء على قيد الحياة سياسياً.
لذلك فإن الشارع الكوردي لا ينتظر قدوم السنة الجديدة بتفاؤل مفعم بالأمل ,لحياة آمن وعيش كريم ، بقدرما ينتظر الى فتحة صغيرة على جدار الزمن ، بمقدار نافذة من جهة الشمال ( تركيا ) أو الشرق ( إقليم كوردستان ) ومن ثم قدوم الربيع وذوبان الثلوج المتراكمة على الطرق المؤدية الى القارة الأوربية أو قاع البحار.
* ماهين شيخاني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تفض بالقوة اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق بين حماس وإسرائيل




.. جيروزاليم بوست: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ا


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. فلسطيني يعيد بناء منزله المدمر في خان يونس