الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة الحرف والقلم

ابتسام الحاج زكي

2022 / 2 / 15
سيرة ذاتية


كنت أجد متعة كبيرة وأنا أجول بأفكاري محاولة الإمساك بها وصفّها بكلمات، لحظة الإدراك الأولى لسحر الكتابة وجمالها تفتّح في المرحلة الابتدائية وتحديدا في درس الإنشاء لمادة اللغة العربية إذ كان موعد الانطلاق، انطلاق الخيال بعيدا عن جدران صفٍّ متهاوٍ يغصُّ بأعداد تلميذات يتجاوز قدرته الاستيعابية، وعن ضجيج أسوار مدرسة ليس لها من المدرسة سوى الاسم، فإلى الآن اتذكر حين هرعت لمعلمة مادة اللغة العربية في الصف السادس الابتدائي، إذ لجأت إليها خوفا بعد أن وضعت كلمة في غير ما تريد له ثقافة التحشيد لحرب أراد صانعوها أن تكون طويلة إلى الحدّ الذي التهمت به أعمارنا المتعاقبة.
ومن حينها بدأ هاجس الكتابة يلاصق خطواتي ولا سيما وقد ترافق مع حبي للقراءة، فكنت أحرص على قراءة ما يقع في متناول يديّ من مجلات الأطفال، وأذكر منها: تموز ومجلتي والمزمار إلى أن تطوّرت ملكة القراءة تدريجيا، وصرت أبحث عن بعض الكتيبات التي يقوى إدراكي عل ولوجها وقتذاك، وكعادة كل مبتدأ فقد كنت مبهورة بالأسماء الكبيرة والمتداولة إعلاميا أو ممن كانت أعمالهم توظّف في المناهج الدراسية ومع كل قراءة ثمة إضافة تنمّي وتدفع باتجاه الكتابة وشيئا فشيئا صرت أجد راحة ومتنفس لهموم الحياة ومنغصّاتها، وكلما غاصت الخطوات في رحلتها حياتنا كلمّا اشتد واقعها ضراوة، وبالمقابل كان البحث عن منافذ تلطّف أجواء أفسدتها الحرب، فكانت الكتابة.
أعود إلى البدايات البريئة الأولى في الكتابة أفكار ساذجة وعفوية لا تخلو من المحاكاة وتقليد ما أقرأه للآخرين، والشيء اللافت حينها وأنا للتوّ اتهجّى دروب الكتابة، قلقي الشديد وخوفي من افتضاح أمر كتاباتي الوجلة، ربما مصدر ذلك هو الخشية من مصادرتها لطبيعة الظرف الذي ولدت فيه وخوفا من أن تحمّل كتاباتي ما لم أقو على مواجهته حينها، ولا سيما وأنها امتازت برومانسية حالمة لا تخلو من العواطف الموهمة للغير ببعض التخيلات، فقد أوقعتني بشبهة اتهام من قبل صديقاتي اللائي قرأن بعضها، وكنت ألوذ خجلة من نظرات الاتهام لدرجة العجز في الدفاع عن براءة ساذجة، ومرات كنت أشعر بسعادة لما تقابل بها كتاباتي من حفاوة وإعجاب، إلى الآن اتذكرها زينب زميلتي في الإعدادية وكانت ممن نزحوا من البصرة هربا من الحرب وتداعياتها، كانت قارئة جيدة وعلى قدر من الثقافة، وهذا ما جعلني أشعر بالسرور حينما أثنت على كتاباتي ووصفتني بالشاعرة، فما بين تلك الذكريات وبين اللحظة التي تعيشها كتاباتي الآن أكثر من ثلاثبن سنة، وعلى الرغم من ممارستي للنشر في المواقع الألكترونية منذ عقد وبضع سنوات إلّا أنني لا أجرؤ على تصدير اسمي بأي صفة لها علاقة بما تقدم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ عقود.. -إسرائيل- تخرج من قائمة أفضل عشر وجهات ل


.. ما مصير صفقة تبادل الرهائن؟.. وهل يتجه نتنياهو للعمليات الع




.. الذكاء الاصطناعي يقتحم سباق الرئاسة الأميركية .. فما تأثير ذ


.. نتنياهو يطالب بمزيد من الأسلحة.. وبلينكن: نحاول تضييف الفجوا




.. منع إسرائيل المشاركة بمعرض يوروساتوري للأسلحة بفرنسا بقرار ق