الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جويل بينين يتابع تونى كليف وهنرى كورييل

سعيد العليمى

2022 / 2 / 16
القضية الفلسطينية


هل تغيرت رؤى جويل بينين (أستاذ التاريخ في جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة)، ويوسي أميتاي (مدير المركز الأكاديمي الإسرائيلي في القاهرة 1997 – 2001) فيما كتبا بعد توفر أعمال ومؤلفات "المؤرخون الجدد" التصحيحيون الذين أعادوا تدقيق التاريخ الإسرائيلي الرسمي وكشفوا تزويره، بمعنى آخر هل غيرت مؤلفات هؤلاء في النتائج التي انتهوا إليها بخلاف السابقين أمثال بوروخوف أو كليف أو كورييل، وهل اقتربوا من الموقف الماركسي الذي دعا إليه مفكرنا إبراهيم فتحي أو يوسي شوارتز؟
قبل أن أتناول بإيجاز آراء جويل بينين أشير لمقدمة كتابه التي كتبها أحد رجال كورييل المقربين وناشر مؤلفه من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط، الراحل محمد يوسف الجندي حيث يفخر فيها بموقف كورييل وبطانته الذي ينسبه زورًا لا إلى حدتو ومناضليها فقط ، وإنما إلى الشيوعيين المصريين كافة ، فالكتاب حسب قوله "يتعرض لمرحلة هامة من تاريخ الشيوعيين المصريين ويتحدث بالتفصيل عن موقف تميزوا به وانفردوا بين كل القوى السياسية في البلاد العربية ... وذلك أنهم وقفوا ضد حرب فلسطين وأيدوا قرار التقسيم الذي صدر عن هيئة الأمم المتحدة ... وظلوا بعد ذلك يدعون للسلام العادل بين البلاد العربية وإسرائيل" (51) ، ثم يكرر ذات الأسباب التي أبداها هنري كورييل في كتاباته ومراسلاته وليس هناك من داعٍ لتكرارها.
موضوع كتاب جويل بينين هو دراسة العملية التي تحققت بها "هيمنة السياسات القومية" وكيفية اشتداد ساعد "الخطاب السياسي القومي الداعي للهيمنة" في أوساط الحركة الشيوعية في مصر باتجاهاتها الكبيرة الثلاثة ، والحزب الشيوعي الإسرائيلي (ماكي)، وحزب العمال الموحد (المابام) منذ منتصف الخمسينات، بعد أن كانت هذه التشكيلات قد نادت قبل حرب 1948 وبعدها "... بحل سلمي للقضية الفلسطينية وللنزاع العربي الإسرائيلي على الأساس الذي استهدفه مشروع الأمم المتحدة للتقسيم في نوفمبر 1947: الاعتراف بحق تقرير المصير لكل من الشعبين العربي والإسرائيلي ، وتكوين دولة عربية ودولة فلسطينية في فلسطين / أرض إسرائيل (آرتس يسرائيل) وإقامة سلام يقوم على الاعتراف المتبادل بين إسرائيل والدول العربية" (52) لكن فشلت "الأممية" وانتصرت "القومية". فبحلول منتصف الخمسينات" ... لم يكن اليسار في الشرق الأوسط ... يسارًا قوميًا فحسب ، بل كان ذا نزعة قومية متطرفة جدًا."(53) ومن ناحية أخري " لم يكن لدى الأحزاب الماركسية فهم كافٍ للنزعة القومية وقوتها السياسية ... فقد اعتنقت وجهة نظر نفعية إزاء نضال التحرر الوطني باعتباره أداة، ومرحلة أولية وضرورية من المحتم أن تحل محلها سياسات الصراع الطبقي. ومن ثم فقد شارك الماركسيون في، وأضفوا مشروعية على، الخطاب السياسي الوطني بدون أن يدركوا أنهم إذ يفعلون ذلك، فإنهم يشتركون في خلق الظروف اللازمة لنزع المشروعية عن مشروعهم السياسي الأحمر المستند لطبقة "(54). ويتحدث الكاتب عن السياسات الماركسية والمنهج الماركسي في النزاع العربي الإسرائيلي الذي جرى التخلي عنه ، وهو لا يتجاوز موقف هنري كورييل وبطانته الذي تم عرضه أعلاه ويساوي من الناحية الفعلية بين القومية العربية بمضمونها الناصري والصهيونية رغم تمييزه اللفظي بينهما. ويعتبر أن المكونات الأساسية لحل النزاع الفلسطيني العربي هي مبادئ تقرير المصير والاعتراف المتبادل، والتعايش السلمي . ولم يستطع جويل بينين أن يستخلص النتائج الضرورية من الحقائق التي ذكرها حول "... أن الصهيونية والقومية العربية الناصرية كانتا تقومان على تحالفات طبقية غير متماثلة ، مع ما لذلك من آثار ضمنية متعارضة بالنسبة للاتجاه الدولي للحركتين . وينبغي وضع العلاقات المصرية في الخمسينيات والستينيات في سياق علاقتهما المتباينة مع الإمبريالية الغربية؛ والتي لا تعني السيطرة السياسية الغربية في الشرق الأوسط فحسب ، بل تعني أيضًا وهو الأهم، دور رأس المال الغربي في الهياكل الاجتماعية الداخلية واقتصاديات مختلف دول الشرق الأوسط . ولم يكن الاتجاهان الدوليان لمصر وإسرائيل ونهجهما إزاء النزاع العربي الإسرائيلي، مجرد تعبيرين مستقلين عن تفضيلات مجموعات حاكمة معينة ، بل كانا يضربان بجذورهما في الطبيعة الاجتماعية للمشروعين القوميين لهذين البلدين" (55).
إذا كان المصدر الذي اعتمدت عليه في عرض آراء جويل بينين العلم الأحمر... قد توقف عند نهاية الحلقة الثانية للحركة الشيوعية المصرية وموقفها من النزاع العربي الإسرائيلي ، ولم يتعرض للحلقة الثالثة و"اليسار الجديد" الراديكالي في هذا الصدد، إلا أنه قد أثبت موقفه منه أثناء تعرضه في مقال عن انتفاضة يناير 1977 ودون أي تمييز بين مرحلتين مختلفتين كليًا أي مرحلة صعود البورجوازية ومناهضة الإمبريالية ، ثم مرحلة هبوطها وإعادة توثيق روابط التبعية بالغرب الإمبريالي وفقدان الاستقلال النسبي الذي كان قد تحقق في مراحل سابقة ، وأهداف حرب يونيو 1967 التي تحققت بعد حرب أكتوبر بإعادة تشكيل النظام المصري طبقًا لمطالب خارجية التقت بركائزها الطبقية في الداخل . وجويل بينين يتبنى نقد الراحل أحمد صادق سعد للإنتليجنسيا المصرية حيث يعتبر أن الطبقة العاملة قد قاومت سياسة الانفتاح وأن قادة اليسار المنظم قد انعزلت عن العمال والشرائح الشعبية التي تتحدث باسمها ومصالحها "وبالرغم من عدم افتقار اليسار المنظم للمؤيدين من الطبقة العاملة والفلاحين إلا أن قيادتها الوطنية وحسها بالأولويات السياسية سيطر عليها لمدة طويلة حلقة منقسمة داخليًا ومحدودة من المثقفين القاهريين ذوي التعليم الغربي تنتمي بنسبة كبيرة منهم لخلفيات نخبوية" (56) وقد انتهت إلى أنها " قد فرضت أيضًا أولوياتها على الطبقة العاملة ودأبت على إخضاع الصراع الطبقي للنضال ضد الإمبريالية والخيانة. ولم يكن هذا مترتبًا على الانتهازية أو الخيانة (57) . وإنما كان وفقا لما أورده نتاجا لهيمنة الماركسية السوفيتية ، والنظرية الصينية حول الديموقراطية الجديدة الماوية .
مقتطف من مقال : ماركسيون لايساريون قوميون - ردا على جينارو جيرفازيو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي